قدّر ولطف.. بقلم الدكتور تامر حلمي فتوح

"قدَّر ولَطَف" بقلم الدكتور تامر حلمي فتوح :

الدكتور تامر فتوح

درجَ العامة على قول: "قدّر ولطَف"عند وقوع البلايا، وهو معنىً صحيح، أن اللطف يصاحب القدر؛ كل شيء معه ضده

هكذا هي الحقيقة: أنه بمجرد بروز شيء يبرز معه ضده؛ عسر- يسر، ضيق - فرج.. إلى آخر المتضادات.

يقول تعالى: (ولنبولنكم بـ"شيء من" الخوف والجوع).. هنا يتجلى لطف الله في المحن والأزمات، لا يبتلي عباده بكل الخوف والجوع, ولكن "بشيء من"، و"مِن" للتبعيض..

فلا تكاد ترى بلاء كاملًا، وإلا فلا قدرة لأحد على صبر أو تحمّل، يدكُّه البلاء دكًّا.

(ونقصٍ من الأموال والأنفس والثمرات)، لاحظ (ونقصٍ)، ما يعني أن البلاء لا يذهب بالكل، بل يُنقص من الأموال والأنفس والثمرات.. قدرًا مقدورًا.

ثم مع تقدير البلاء واللطف معه في كَمّه وقدره، فكذلك مع نزوله لا يتركك اللطف وحدك، بل يسير معك "ومن ظن انفكاك لطفه عن قدرِه .. فذلك لقصور نظره".

بل إن اللطف يسبق القدر، حتى إذا ما وقع صادف محلًّا يحتويه، وظروفًا وبيئة تحيطه وتعالجه.. وإلا لاستحالت الحياة إلى بؤس وشقاء.

ومَن فهم عن الله رأى الكون سابحٌ في اللطف حتى في أقسى الظروف والبلاءات.

يا سريعَ اللطف يا مَن لطفُه .. يسبقُ البرقَ إذا ما لطفا

ظاهرُ اللطف لدى الخلق وكم .. يلطف اللهُ بلطفٍ في خفا

#تأملات_في_النص_القرآني 

اضف تعليق

أحدث أقدم