السيد مبتسم
في عام ١٩٩٧ بلغ طبيب نفسي الشرطة بـ سلسلة غريبة من الأحداث ، حيث بدأ ذلك عندما بدأ طفل من أحد مرضاه يحكي له عن صديقة الخيالي (السيد مبتسم) كما سماه الطفل وذلك بسبب أن الشخص الذي كان يظهر له كان دائم الابتسام كما أن ظهوره كان يبعث نفس الطفل السعادة وان كل شيء على ما يرام.
كان ذلك الطفل يعاني من مشاكل متعلقة بالقلق والتوتر لكنه قال :
"طوال وجود (السيد مبتسم) بالجوار كنت أشعر بالراحة على الرغم من أنه لم يكن يتكلم معي قط , كان فقط يقف جانب السرير ويبتسم لي فقط وكانت رائحته تشبه رائحة الحلوى" .
اعتقد الطبيب أن صديق الطفل الخيالي هى حكاية يحكيها الطفل أو تخيل يرجع إلى حيلة نفسية دفاعية حتى يتغلب الطفل على مشاكل القلق والتوتر حتى يشعر بالهدوء والأمان لكن اعتقاد الطبيب تغير عندما جاءت طفلة في سن التاسعة من عمرها تحكي له عن صديقها الخيالي الذي يدعى (السيد مبتسم) !
بعدها طفل في السابعة من عمره وآخر في في الثانية عشر وأخرى في الخامسة عشر وتوالت الحالات التي كانت تحكي له عن(السيد مبتسم) إلى خمس عشرة حالة
بدأ يشعر الطبيب بالقلق من تزايد الحالات خاصة أنهم حالات منفصلة لا تجمعهم اي روابط بل والأغرب أن جميع الحالات كانت تصف تلك الشخصية بنفس الطريقة بل وبنفس الكلمات المستخدمة في الوصف .
قرر الطبيب أن يتحدث مع أهالي الأطفال وأخبرهم أن هناك الأشياء الغريبة تحدث مع أطفالهم وانهم من الممكن أن يكونوا في خطر واستأذن منهم أن يبلغ السلطات .
وبعد مرور أسبوع جاءت الشرطة حتى تسال الاطفال عن ذلك الأمر وطلبوا منهم أن يصفوه وبالطبع جميعهم اتفقوا على الابتسامة وبدأوا أيضاً يسألونهم كيف دخل إلى بيتهم وماذا كان يفعل أثناء وجوده لأنهم أصبحوا متأكدين من وجود ذلك الشخص خاصة أنه ليس هناك اي حيوانات مفترسة في تلك المنطقة .
لكن الاطفال لم يكونوا يعرفون كيف يدخل (السيد مبتسم) إلى بيوتهم كل ما كانوا يعرفوه أنهم عندهم يستيقظون في الليل يجدونه يقف جانب سريرهم ويبتسم لهم وفي بعض الأحيان يغني لهم اغاني لم يفهموا معناها لأنها ليست باللغة الإنجليزية وتشبه الترانيم لكنها تبعث فيهم الهدوء والامان .
بعد ذلك طلبت الشرطة من الأطفال رسم صورة (للسيد مبتسم) لأن كلماتهم لم تكن كفاية واخد بالفعل أحد الأطفال قلم بلون بالون الاحمر وقام بتلوين الصفحة كاملة بذلك اللون وقال لهم : هذا هو (السيد مبتسم) .
فتعجب أفراد الشرطة لأنه لم يفعل شيء عن تلوين الورقة وسألوه اين يديه وقدميه لكنه أصر أن تلك هى الصورة المثالية لـ ( السيد مبتسم ) .
والغريب أن جميع الأطفال قاموا برسمه بنفس الطريقة وعندما قام الطبيب بعرض صورة من صور الاطفال الى طفل آخر ممن رأوا ( السيد مبتسم ) وكرر ذلك أكثر من مرة قام ذلك الطفل بتأكيد أن ذلك هو ( السيد مبتسم ) أيضاً !
بعد ذلك تم تركيب كاميرات مراقبة في غرف الاطفال وقام أهليهم بمراقبتهم طوال الليل لكن لم يلاحظوا شيء غريب ولم يظهر ( السيد مبتسم ) ، وبعد مرور أسبوعين على نفس الحال بدأ الجميع يشك في وجود ( السيد مبتسم ) من الأساس وقال أطباء آخرين أن تلك الشخصية من وحي خيال الاطفال وان من الوارد لن يكونوا رأوه في فيلم او إعلان . لكن بعدها أحد هؤلاء الأطفال اختفى !
عندما انطفاءت كاميرا المراقبة من تلقاء نفسها الساعة الثانية بعد منتصف الليل ذهبت الأم إلى غرفة طفلها ولم يستغرق ذلك سوى دقيقة فقط وعندما وصلت إلى غرفة ابنها لم تجده وكانت رائحة الغرفة معبئة بالحلوى وأنها لم تلحظ أي شيء غريب قبل أو بعد اختفاءه وبلغت السلطات بما حدث وباءت كل محاولات البحث عن الطفل بالفشل .
وبعد مرور أقل من أسبوع اختفت طفلة أخرى من الأطفال الذين رأوا ( السيد مبتسم ) وبدأ الآخرين في الاختفاء أيضاً إلى أن تبقى منهم أربعة فقط .
وعندما تحدثوا مع الأربع اطفال المتبقيين قالوا لهم أن ( السيد مبتسم ) سوف يأخذهم إلى مكان جميل ولأنه لم يكن يتحدث معهم فقد كان له القدرة أن يوصل الكلام إلى عقولهم بالإضافة أنه أراهم ذلك المكان بنفس الطريقة ، إلى أن قال أحد الأطفال أن ( السيد مبتسم ) بدأ بالحديث معه بنفس الطريقة الذي كان يتواصل معهم بها لكنه قال له اشياء سيئة جداً رفض الطفل أن يحكيها بسبب أن والداه لا يجب أن يعرفوها لكن الطبيب حاول كسب ثقة الطفل وطمئنه أن لا أحد سوف يعلم عن تلك الأشياء وبالفعل حكى له الطفل كل شيء وعندما قال الطبيب تلك الأشياء لباقي الاطفال بدأوا بتغيير الموضوع .
مع الوقت ,, فقد الاطفال القدرة على النوم , حتى أن المهدئات فشلت في جعلهم يناموا واصبحوا يحدقون في أسقف غرفهم طوال الليل بدون حركة بدون صوت بدون شيء .
بدأت طفلة من الأطفال تخدش جلدها بحركات دائرية وترسم عليه رموز غريبة وبدأ باقي الاطفال يتحدثون بلغة غريبة لم يستطع العلماء تفسيرها أو تفسير الرموز التي رسمتها الطفلة .
وفي بداية عام ١٩٩٩ اختفوا الأربع اطفال وكأنهم لم يكونوا وكل محاولات البحث عنهم باءت بالفشل ولم يكن لهم أي أثر ولا حتى يوجد احد مشتبه به ولا احد يعلم إذا كانوا احياء ام اموات إلى يومنا هذا.
تمت
بقلم / مريم نجم
اقرأ أيضا : فارس بلا سيف قصة قصيرة بقلم الكاتبة تهجد شرف الدين
إرسال تعليق