شجن على ضفة الإنتظار , قصيدة بقلم ميساء علي دكدوك

ابداعات -الشعر -ميساء علي دكدوك :

غاب هو

لا أعلم كيف، ومن الذي غيبه
وغبت أنا على شرفة الصمت
في عينه
مغسولة بأمطار الجرح
مزهرة بأشواق الآمال
أيها الغائب أو المغيب
أنا في ظل أهدابك أختال
ومن ضياء معانيك أرتل ....
وأنسج الجمال

غيابك سر أهلكني
بعثر الحروف في نبضي
لا أعلم من الذي بعثر الشظايا
في طريقنا
ومن اعتقل عبير الورود
من فضائنا
لاأعلم سر الوجوه السود
في عصرنا
ولا سر اغتصاب الحمائم
في أوطاننا
لا أعلم سر الهمهمات في
مدائن عشقنا
ولا أعلم سر التحاف الأطفال
بالسماء
والسير في الأزقة حفاة
عصر موبوء
لا اعلم من أشعل النار
وجفف الأنهار
غيم ثقيل في سمائنا شحيح
يعض على شفاهه
لم يعد رذاذ الحب ناعما
فوق أعشابنا
ولم يعد يروي حروف قصيدتي الذابلة
لم يعد الشتاء عذبا لنفيض
سقيا للآت
أو نطرب للأغنيات والقبل والعناق
وردت المسافات عدوا
إلى الغيب
خلف سر فوضى الفصول
علني أدرك كيف تغرز الرماح
في الصدور
علني أدرك سر غيابه
علني ....
أدرك أين الديمة التي كانت...
روحينا تحلق في صفائها
وأدرك شرفة الفجر المطير...
حيث كنا نلتقي من أمس قريب
تهنا في الزوايا والدهاليز
عبر أودية كنا ألفناها مع ...
دفق أغاريد الصبا
تهنا أو توهونا
عن الدراري التي أقمنا فيها ...
حفلة عرسنا
لا أرائك في الجنائن
لاخواب ولا كؤوس
اختفت الأصوات السماوية من خافقينا
أو ربما أخفوها
اختفى سر الشهد والرحيق ...
باختفاء رياح اللواقح في كوننا
كأن لصا سرق من سمائنا كواكبها
وكاد يحرقنا بالصقيع
غاب أو غيبوه
تركني معلقة كفراشة سكرى
أبحث عن ضوء
جفت سبل الكلام
صهرتني على ضفافها الأمنيات
اختفى صوت الأبجديات في زبد الأمواج
وقلبي على ضفة الإنتظار
لا ألحان لصوت الماء
لاقبرات مع همس الشمس
دم مهدور في السفوح
والسنبلات ماعادت تدغدغ التنور
حروب وأوبئة
صخب وسكون
تهت وتاهت الدروب
لم يثمر في قلبي لوز ولاخوخ
ولاالدنان في شرفة .....
روحي اشتاقت للكروم
غرق البحر في التخوم
تحطم السفين في صمت البحار
ضاقت الأرض من أعاصير الأهواء
قرأت ماتيسر من آلاء الشعر
وسجدت في محراب القصيد
عل ينبوع العواصف يفور
يغير الجهات
أصعد من جسد التراب جريحة
ألون السماء بالدماء
أهمي إليه غارقة بالدمع
يلهمني دمعي مايشاء
يلهب في نبضي الحروف
تزنرني شواهق الحرائق
يحجبني غبار الفيروسات
تحلق شظايا روحي المحطمة ...
طائفة إليه ديمة
تتفقده على شطآن الهوى
تمطر خيمة بؤس فوق رماد ...
القصيدة
لا أعلم ...
من شيطن الهواء والماء
وسقى الضمائر الجراثيم والفيروسات
لا أعلم ...
إذا كان الزيتون سيثمر في
عينيه رغما عن طواغيت الظلام
ولا أعلم
إذا كنا سنلتقي في الغياب
...
ميساء علي دكدوك 
شاعرة سورية 

اضف تعليق

أحدث أقدم