النداء الخفي .. شعر حسام الدين فكري

ابداعات -الشعر -شعر الفصحى -حسام الدين فكري

كُنّا نُلملم شتات أنفسنا
ونسترجع أحلامنا

من أطراف المُدن البعيدة
نطوفُ بين أعشاشنا الوليدة
وضروع أنعامنا المكتنزة...
التي تُغدق بحبها على أوعيتنا
حتى تساءل أحدنا : "ولماذا لا نعود ؟! "
ألجمنا السؤال فلم ننطق
تبادلنا كؤوس الصمت في أسى
تنزّهت الأيام المريرة فوق أحداقنا
جفلت رموشنا من الدفقات الساخنة
ثم لم ننطق أيضاً...
مضينا في موكب جنائزي
يتلوّى بين خيالاتنا
نغوصُ نحو أعماقٍ لا تصلها آمالنا
توارينا عن بعضنا
خلف أغصانٍ محترقة
تنكسر بين ثناياها أشعة الحماس الواهنة
حتى جاءنا صوت
يُفتّش عن لغة ينطق بها
يتلمّس طريقه بين الكهوف المظلمة
"نعم..لابد أن نعود"
لم تُحركنا حروفه البائسة...
عُدنا نقرع صمتاً يجرفه تيار الترقّب
نعلم أن الأمر مغامرة
نحو أنياب المجهول الدامي...
الذي يغتصب أيامنا
لكن قمم الجبال الثكلى قد أشرعت أكفّها
والعشب اليابس المنتحب ينتظرنا
هذا النداء الخفيّ الساري بين أوصالنا
يعصف بنا...
" يجب أن نغامر..
وإلا احترقنا في عُيون أطفالنا "
انتفضنا معاً...
كأننا هذه اللحظة فقط وجدنا آذاننا
التصقت أيادينا والتحمت أعناقنا
صرنا رجلاً واحداً
ينتعل أحذية شتى
يزحف نحو قرص الشمس الأخضر
الذي أشرق فجأة...
من أجلنا !
---

حسام الدين فكري

اضف تعليق

أحدث أقدم