نثر وخواطر - بتول يوسف :
على الرفوف المتهالكة في مخزن الألعاب القديم
رمى القمر شعاعه فوق لعبة صغيرة تغطٌ في نومٍ عميق
العنكبوت يغزل عشه فوق الرَّف في حين يعلو شخير الألعاب من حوله
العنكبوت ينصب عشاً ..والشرطة تطارد لصاً شريداً
يدخل اللص مخزن الألعاب بسرعة ، يلهث ويسعل، يقف خلف الباب
مراقباً البوليس
ليتأكد من كونهم ذهبوا ..
وبعد أن يتأكد من الأمان ، يرمي بنفسه إلى أقرب زاويةٍ خلفه
لتسقط اللعبة بين يديه
اللعبةُ نائمةٌ ليس لها عينان!!
يلتقط اقرب حجرٍ الى يديه ، ليحفر في وجهها عينان
تفتح اللعبة
عيناها لتبصر اول ما تبصر وجهه
اللعبه لا تسمع لهاثه
..
يعلق لها أذنين ، فتسمع اول ما تسمع صراخه ،بكاءه ،أنينه ،لهاثه ..
قدماه متهالكتان ، أضناه الطريق ، اللعبة باردة وقد استبد في
جسمه برد ..
يحتضن اللعبة ينطوي على الوجع ليغفو طفلاً يحتضن الألعاب ..
في الصباح يستيقظ ..ليجهز عدته للرحيل ..
يحمل حقيبة مسروقاته
ويمضي ، تقف اللعبةُ خلفه وبها شيءٌ ينبض
..
تبتعد خطواته ..يتباطئ النبض معه
..
تحاول أن تصرخ ..لم يزودها بصوت ..لم يزودها سوى بنظراتها
وترنيماته ..
تحاول أن تخطو ..
لم يزودها بقدمين ..كانت يديه قدميها
..
يبتعد ..ليبتعد معه النبض حتى يختفي منها
..
تسقط اللعبة في زاويتها شاحبةً متهالكةً ، تصيح بها الألعاب
العمياء وقد استفاقت على فجيعتها :
-"ما مظهر الكون"
تجيب اللعبة في شحوب :"وجهه"
_ماذا تقول الأغنيات ؟
تبكي اللعبة :"كلماته"
_"ما الذي ينهمر من
عينيك؟"
_" بكاء"
_"وهل يبكي من تكون له
عينان ؟"
_"بل يبكي من لم يعد له
كون!"
_"ماذا لو لم يكن كل
شيء؟"
_" ان لم يكن ..فقد أخذ
معه كل شيء؟"
_"وماذا أخذ؟"
_"ما كان ينبض !!.."
....
بقلم /بتول أحمد يوسف
إرسال تعليق