كابوس .. قصة قصيرة بقلم فاطمة لطفي

بقلم / فاطمة لطفي :

بين أسنان المشط وقعت شعرة بيضاء مع أخواتها ذوات اللون البني 

أمسكت بها بين سبابتى والإبهام ورفعتها فى ضوء شعاع الشمس المتسلل من النافذة أسألها: هل كنتِ موجودة فى رأسى منذ فترة ؟.
لم أتلقى الرد !
فأعدتُ عليها السؤال 
فإمتنعت بإصرار عجيب .
ذهبت للمرآة مسرعة متوجسة خيفة من أن أجد لها أخوات متداريات خجلاً من عجالة الزمن ..
وهنا توقفت دقات الساعة تحت صوت خفقان قلبى وأنا أبحث بأصابعى عن المتداريات بين خصلات شعرى وفي جدائلي
لبست نظارتي وإقتربت أكثر من المرآة حتى كاد وجهي يلامسها , وجدتُ خطوط رفيعة خطت على بشرتي ,فأخذت أمسحها بيدي لأمحوها بلا جدوى , فما تلبث أن تظهر مرة اخرى !
أين كثافة حاجبىَّ وطول أهداب عينىَّ ؟!! 
ما هذه التجاعيد حول فمى ؟ ! 
لا هذه المرآة قديمة لها إنعكاسات غريبة .. 
وأسرعت بجلب غيرها من دولابى ونظرت ... من هذه ؟ هل هى أنا ؟ 
لا لم أكن بهذا الشكل..


 أنزلت المرآة ثم عدت أرفعها , نظرت مرة أخرى , إنها تشبهنى بعض الشيء فيها من ملامحى قليلاً , تشبه أمى كثيراً 

أسرعت لمرآة الحائط الكبيرة لأنظر فما وجدت غير تلك المرأة التى رأيتها فى المرآتين , رميت نفسى لاهثة على أقرب مقعد تتلاحق أنفاسى 
أتمتم .. هل مر الزمن بهذه السرعة بين ليلة وضحاها ؟ هل ..؟ 
دخل طفل صغير جميل يجرى متجهاً نحوى ويحتضنى قائلا ً: جدتي جدتي 
لم أكن أعرفه من قبل ولكنى إبتسمت اربت على كتفه , وأملس على شعره الناعم الكثيف قائلة .... حبيبي من أنت ؟ 
دق جرس هاتفى فإستيقظت من سباتٍ عميق
أمسكت بالمرآة التى بجانبى نظرت باسمة إنها أنا أغمضت عينى وأكملت النوم . 
---
فاطمة لطفي
شاعرة وقاصة مصرية
صدر لها العديد من المؤلفات

اضف تعليق

أحدث أقدم