الدفاع الشرعي الشرس ( النساء والمخابرات والثورة ) بقلم / أشرف مصطفى توفيق


" لا يجوز الخلط بين العمل المباح والعمل غير المشروع، فقد يكون العمل مباحاً ولكنه غير مشروع كالدفاع الشرعي الشرس "   محامي صلاح نصر ..

حلقة جديدة من سلسلة : حكايات وأسرار .. على هامش ثورة الضباط الأحرار  
يرويها لنا الكاتب والديب / أشرف مصطفى توفيق ( مستشار ورئيس محكمة سابق ) 
الحلقة الرابعةالدفاع الشرعي الشرس ( النساء والمخابرات والثورة ) 
صلاح نصر
 ( تصَدر الفساد والإفساد كان أحد العوامل التي حدت برجال الثورة الوطنيين إلى الإطاحة بالملك فاروق وإجباره على التنازل عن العرش مطرودًا من البلاد،وبقيت مباذله ونزواته هو وبطانته وباشاواته أقاصيص وحكايات ترمز إلى عهد أسود عاشته البلاد.
ولكن..هل توقفت لعبة السلطان والجنس بزوال عهد الملك؟! 
إن الثورة التي غيرت وجه مصر ورفعت عن كاهل شعبها الكثير من الظلم، لم تسلم من اندساس عناصر لا تقل عن الملك شرهًا للمفاسد واستعدادًا لشغل صفحات التاريخ عن آخرها بمباذلهم وشطحاتهم الجنسية.
وحاولت اعتماد خورشيد ان تكون شاهدة على انحرافات المخابرات، تمنت أن تكون "شاهد ملك" وفي الكتاب تعبت اعتماد خورشيد كثيرا لكي تثبت أنها كانت «ملاكا» يتحرك في عالم الشياطين و«نعجة» وقعت بين أنياب ذئب كاسر، لكنها لم تنجح ليس لأن الآخرين لم يكونوا شياطين أو ذئابا،بل لأن براءة الذمة التي قدمتها كانت شاهد إثبات ضدها لا معها لأن الكتاب الذي صورت فيه انحرافات صلاح نصر.. وهي انحرافات تأذى منها كثيرون وليس «مدام اعتماد » وحدها )  

كثير من الذئاب الذين بنت الثورة معهم شبكة من العلاقات الحميمة ولعل ذلك يمثل دلالة واضحة على أن المباذل والانغماس في اللذات ليست بالضرورة تتملك من الملك لكونه ملكًا فحسب،وإنما هي تتملك صاحب النفوذ المطلق، يستوي في ذلك ملك أو محتل أو رجل في موقع سلطوي من حكم ديكتاتوري؛ فالعبرة دائمًا بالنفوذ المطلق.

صلاح نصر وقصة الصعود

صلاح نصر
فها هي الشخصية التي نحن بصددها..شخصية صلاح نصر مصري صميم واحد من رجالات الجيش المصري ( الجيش الذي ثار على الملك ومسح عار ملكيته عن جبين مصر)..تدرج في المناصب ليصل في ظل الحكم بالشرعية الثورية إلى منصب مدير المخابرات العامة..كان المناخ مهيئًا تمامًا ليستحوذ صلاح نصر على نفوذ لا تحده حدود ولا ترقبه عين رقيب ..فالحكم يأخذ بأسلوب الشرعية الثورية الذي يخول الحاكم الثوري صلاحيات تتعدى بكثير تلك الصلاحيات التي كان يتمتع بها الملك!!، ومن ثم فهو الذي يوزع الصلاحيات على مواقع النفوذ في الحكم وشاغليها لا الدستور..
وكان التحسب لأعداء الثورة وهاجس قيام ثورة أخرى مضادة يسمح بإطلاق يد ونفوذ القائمين على أمن الحكم الثوري بلا حدود، بل ربما كان منطقهم لتخويف الحاكم والإيحاء بقلاقل ومخاطر،فيصبح إسرافهم في استغلال نفوذ سلطاتهم ومواقعهم ضرورة مبررة!!.
وكان أيضًا الصراع في قمة السلطة على الانفراد بالحكم إلى جانب اعتبار البلاد في حالة مواجهة سياسية وعسكرية مع الإمبريالية العالمية وعميلتها إسرائيل..
كل هذه العوامل كانت مفردات المناخ الذي جعل لصلاح نصر نفوذه المطلق وإطلق يده بحرية تعربد في أحشاء المجتمع .. ولم يضع صلاح نصر وقتًا!
إن المتتبع لما ورد عن نشاط صلاح نصر المخابراتي،تستوقفه خصيصة عجيبة؛ إذ أن تركيز صلاح نصر على " نجمات السينما "  تحديدا يوفر انطباعًا بأن مفهوم الرجل بشأن مصدر عملاء جهازه، لا يخرج عن كونه تطويع لنجمات السينما الشهيرات بإصرار ألا تفوته واحدة منهن؟!
وهذا يعني– إذا كان الغرض من تطويعهن خدمة العمل الوطني بالفعل – أن الحقل السينمائي بأكمله سيصبح فرعًا عاملاً للنشاط المخابراتي!
لكن من ذا الذي يستطيع أن يجزم بأن ذلك التكثيف المحموم لتطويع نجمات السينما كان لغرض وطني،ولم يكن بدافع من أهواء شخصية وميول غريزية؟!
 إن مصر هي أرض النبوءات والمعجزات.. لكن صلاح نصر أضاف وأرض المخابرات أيضاً !!
 قالوا إنه أخرس حوار المقاهي..وقهقهات التلاميذ وهم يعبرون الشوارع.. واشترى بالوعد والوعيد البنات والسيدات ورجال القلم وجعل المبدعين في بلادنا يطفون على بحر من النميمة وقيل إن (خالد صفوان رجل الأمن في فيلم «الكرنك»- المأخوذ عن قصة نجيب محفوظ - هو صلاح نصر )
صلاح نصر
ولد صلاح نصر الذي ينتمي إلى قبيلة بني هلال في 8 أكتوبر 1920 في قرية سنتماي دقهلية «80 كيلو مترا شمال القاهرة»، وكان والده أول من حصل من قريتهم على تعليم عال وكان صلاح أكبر إخوته لذا كان مميزا كابن بكر..
إلتحق بالكلية الحربية في دفعة أكتوبر سنة 1936ولم يكن والده مرحبا بدخوله الكلية الحربية .
وفي 1مايو 1957 عينه الرئيس جمال عبد الناصر رئيسا للمخابرات العامة المصرية، وعين علي صبري وزيرا للدولة وزكريا محيي الدين وزيرا للداخلية،وهكذا بدأ صعود صلاح نصر.
وفي عام 1963 تقرر تشغيل الفتيات في المخابرات اتخذ صلاح نصر هذا القرار بعد أن وجد كل أجهزة المخابرات في العالم تستخدمهن في عملها تحت وهم أنه معروف نفسيا أن الرجل يفقد توازنه وهو مع المرأة بل وقد ينسى نفسه ويتفوه بأحاديث سرية..كان هذا مبرر استعمال سلاح الأنوثة في مصر.وقد اعترف صلاح نصر بأنهم استعملوا 100 فتاة وأنهم كانوا يلجأون لتصويرهن من باب السيطرة وخوفا من تقلب عواطفهن.

النساء والمخابرات واحاديث غرف النوم !

وفي حوار مع الكاتب عبدالله إمام..قال صلاح نصر  »إحجمنا عن استخدام النساء في بادئ الأمر ولكن ظروف الأمن أجبرتنا على ذلك وأضاف،إن بعض الزوار الذين كانوا يحضرون لمباحثات سياسية سرية على مستوى القمة يتصلون بنساء.وفي اليوم التالي كانت أجهزتنا تأتي بكل أسرار المحادثات من أفواه هؤلاء النسوة اللواتي يرددنها في كل مكان ففكرنا أن يكون لدينا طاقم مدرب يمكن السيطرة عليه لا يفشي الأسرار.. هؤلاء اللواتي عملن معنا وحصلن على تدريب أمني وفرق توعية، نجحنا بواسطتهن في عدم نشر الأسرار السياسية.كان هذا أساساً هو المنطق الذي جعلنا نستخدم أسلوب النساء لكنه تطور بعد ذلك.
فكرنا في استخدامه في بعض قضايا التجسس ونجحت بعض النساء العميلات لنا في الكشف عن قضايا تخابر لم يكن في استطاعة الرجال أن يفعلوها،ولذا جاء في البند الثالث من قرار اتهامه امام المحكمة:( أنه ارتكب جنايات هتك عرض باستغلال وسائل التصوير الفوتوغرافي والسينمائي السرية في استدراج بعض النساء والتقاط صور لهن بطريق الخديعة في مكان أعد لهذا الغرض للتوصل بذلك إلى تهديدهن والسيطرة عليهن ليتمكن من إخضاعهن لشهواته الخاصة).
وأمام المحكمة - التي كان يرأسها حسين الشافعي –  قال محامي صلاح نصر: إن هناك فارقاً له وزنه، هو أنه لا يجوز الخلط بين العمل المباح والعمل غير المشروع، فقد يكون العمل مباحاً ولكنه غير مشروع كالدفاع الشرعي الشرس مثلاً..فهو في الأصل عمل غير مشروع ولكن القانون أباحه فهناك فرق بين الإباحية والمشروعية وأولئك الذين يعيبون على المخابرات استخدام السيدات في أعمال التجسس أو أعمال السيطرة على العملاء، يقعون في الخطأ، ذلك أنهم يتناسون هنا الفارق بين المباح والمشروع، وبين مصلحة الدولة التي يباح من أجل سلامتها كل شيء...

اعتماد خورشيد شاهدة على انحرافات صلاح نصر أم صانعة انحرافات صلاح نصر

اعتماد خورشيد
إن كتاب «الفنانة» المصرية اعتماد خورشيد «شاهدة على انحرافات صلاح نصر» الذي أعيدت طباعته 6 مرات خلال3 شهور من طباعته الأولى احتوى على العديد من الاعترافات التي من الصعب تصديقها .. إلا أن شهرة "اعتمادخورشيد" تعود إلى علاقاتها المزودجة بـ «الفن» والمخابرات .
والكتاب في مجمله يتضمن قصصا مثيرة من لقائها بالرئيس جمال عبد الناصر لتروي له انحرافات رئيس مخابراته صلاح نصر..وهو اللقاء الذي كذبه العديد من الكتاب والصحافيين، واعتبروه من نسج خيال الكاتبة مثل قصص أخرى روتها عن عبد الناصر وعلاقته باليهود،وانحرافات فنانات كبيرات؟! وعن حقيقة علاقتها بصلاح نصر ومواقفها منه.؟ وكيف طمع فيها جسديا وطلقها من زوجها، وتزوجها عرفيا؟! جاعلا زوجها السابق "أحمد خورشيد" شاهدا على الزواج!!
ثم انها كانت حامل فى شهرها السابع؟ وقت زواجها بصلاح نصر.. هى تقول وتعترف وتتعرى وتبيع .. آى لا يوجد زواج اصلا يقبله آى شرع ؟ ولكنها بقت فى عصمة عشق محرم لأربعة سنوات؟!
وتحكى كيف اغتصبوا معمل تحميض الأفلام الخاص بها،وتكشف عن فنانات كن فى جحيم المخابرات مسيطر عليهن وآخريات هربن...

مريم فخر الدين وحكايتها مع صلاح نصر

وقد كشفت الفنانة مريم فخر الدين حكايتها مع صلاح نصر بتفاصيلها تقول (حينما شعرت بالملل من القاهرة وكانت وقتها مازالت متزوجة من الدكتور محمد الطويل وحامل منه في نجلها محمد ولا تعمل وهو مشغول دائماً في عمله فتركته وسافرت للإسكندرية..
وتقول (هناك التقيت صديقتي (زيزي) أعز صديقة لي في المدرسة الألمانية ووجهت لي الدعوة على العشاء معها فاعتذرت لعدم وجود السيارة معي فأرسلت لي سيارتها في المساء ووجدت السيارة تتوقف أمام فيلا صغيرة من دورين لها باب خشبي, وعند دخولي لم أجد زيزي في استقبالي فقد شاهدت أربعة رجال مفتولي العضلات وفوجئت بوجود صلاح نصر فابتسم لي وقال: شفت عرفت أجيبك إزاي؟ فأدركت أن زيزي تعمل لحسابه فشعرت برعب شديد
وقلت له: لو لم تحضرني أنت فمن يستطيع إذا؟ وقلت له: معقول هؤلاء الرجال سيحضرون الحوار بيننا فأمرهم بالانصراف وأعطيته الأمان إلى أن انشغل بشيء، وفتحت الشباك وقفزت منه وعدت للقاهرة. )

مريم فخر الدين : اعتماد خورشيد كاذبة وتسعى لتحقيق الشهرة

وقالت: إن اعتماد خورشيد.. سيعاقبها الله على كل ما تقوله وتفعله فقد تجنت على الجميع 
وقالت كلاماً لم يحدث ولم يكن منطقيا أو مقبولا ونشرت أشياء لم تحدث لتحقيق الشهرة التي فشلت في تحقيقها في الماضي كممثلة بالرغم من كل ما سعت لفعله .
ابن صلاح نصر يعترف :
 ويعترف " ابن صلاح نصر" بأنه كان هناك قسم في جهاز المخابرات يسمى قسم السيطرة, يستخدم سيدات متطوعات للإيقاع بالجواسيس مثل أي جهاز مخابرات في العالم,وكانت هؤلاء النساء يأتين برغبتهن.
لكن المشكلة أن الفترة التي تلت نكسة 1967 كانوا يتصيدون فيها أي أخطاء لجهاز المخابرات الذي أدى دوره كاملا في الحرب, والذي كان بشهادة عبد الناصر نفسه من أقوى أجهزة المخابرات في هذه الفترة, وتم تكريم والدي وقتها بحصوله على قلادة النيل وهي أرفع وأعلى وسام مصري عام 1966عن الدور الذي كان يقوم به.
 ولعل احدى المقولات المهمة لصلاح نصر:
( إن مشكلتي الحقيقية أنني أنشأت جهازا متطورا جدا وعلى أرقى أسلوب في دولة من دول العالم الثالث.
وتمت الاستعانة بالنساء،لأنه كان هناك طلب من الرئيس عبد الناصر بتكثيف العمل الداخلي إلى جانب الأعمال والمهام الخارجية في جهاز المخابرات ابان الفترة التى أعقبت الانفصال المصري - السوري.
وكان الرئيس عبد الناصر يحس بالخطر ويحس بأن هناك انقلابات عسكرية وشيكة, وتم بالفعل اكتشاف بعض الخلايا النشطة داخل القوات المسلحة وكان هناك تحرك من الإذاعات الخارجية ضد الرئيس عبد الناصر وبعض الدول والأنظمة العربية التي كانت تدبر مؤامرات وتدعي صداقة مع الرئيس عبد الناصر )
صلاح نصر : سعاد حسني عميلة مخابرات خايبة !!
سعاد حسني والمخابرات
وحول مدى صحة تجنيد سعاد حسني في جهاز المخابرات العامة من قبل والده قال إن سعاد حسني تم تجنيدها في جهاز المخابرات بالفعل وكان والدي يرى أنها «عميلة مخابرات خايبة»وأنها لم تكن تؤدي المهام التي أوكلت إليها بكفاءة لأنها كانت تهتم بحياتها الشخصية،ورغباتها أكثرمن المهام الموكلة إليها ..
والغريب أن تكشف وثائق أمريكية أن صلاح نصر مدير المخابرات في عهد الرئيس جمال كان أحد أهم أسباب نكسة 1967 أمام إسرائيل حيث تسبب في تسريب معلومات مهمة عن وحدة رادار حصل عليها عبد الناصر من روسيا  وهي وحدة الرادار التي كانت وراء القرارات الـ6 التي أدت لهزيمة 5 يونيو 1976،وذلك بعد أن وثق عبد الناصر في قدرة تلك الوحدة على كشف الطائرات الإسرائيلية كما أخبروه السوفييت !!!

الموساد الاسرائيلي يخترق غرفة نوم صلاح نصر مدير المخابرات المصرية

المفاجأة التي تكشفها الوثائق أن إسرائيل علمت بأمر ذلك الرادار بجملة واحدة مشفرة أرسلتها جاسوسة عملت لحساب الموساد الإسرائيلي في شبكة السيدات سيئات السمعة التابعة لصلاح نصر في القاهرة كان محتواها “الرادار الروسي أعمى تحت 500 متر
الجاسوسة بحسب الوثائق فنانة كانت تبيت مع صلاح نصر في شاليه يملكه بالقرب من هضبة الأهرامات بالجيزة، والمعلومات المتوفرة تفيد بأنها كانت واحدة من السيدات التي استغلهن صلاح نصر في عمليات جنسية شاذة في إطار الكونترول والسيطرة المخابراتية على عناصر أجنبية ومحلية.
وخلال أحداث تلك الليلة الساخنة وفي لحظة ما رن جرس الهاتف فطلبت منه الفنانة الجاسوسة ألا يرد، لكنه أكد لها أنه لن يأخذ سوى دقيقة لأنه ينتظر تليفونا مهما، وكان حظها أن تعثر على أغلى معلومة أرسلت للموساد من مصر منذ 23 يوليو عام 1952..

عبد الحليم حافظ يستغيث من صلاح نصر

ويقال أن عبد الحليم حافظ طلب من عبد الناصر حمايته من صلاح نصر , فقد استغاث حليم بعبد الناصر ليرفع الرقابة عن تليفونه بعد أن علم أن جميع تليفونات المشاهير والفنان مراقبة من قبل جهاز المخابرات بأوامر من مديرها آنذاك صلاح نصر ..

هروب الفنانة وردة الجزائرية من مصر هربا من صلاح نصر
وتحكى "إعتماد خورشيد" أن وردة غادرت مصر سرا هربا من صلاح نصر أثناء عملها في أوبريت الوطن الأكبر
تعرفت المطربة الراحلة وردة على محمد عشوب وهو واحدا من أهم من عملوا في مهنة ”الماكيير” آنذاك، وتوطدت علاقتهما وأصبحا صديقين عشوب قال إنه في إحدى المرات الذي ذهب إليها لزيارتها وجدها متوترة للغاية وقد استدعت أشقائها “نادرة ومسعود وحميد” وكانوا في حالة قلق أيضا ً، وعندما سألها عن سبب خوفها وتوترها قالت أنها تلقت اتصالا من شخص مهم يدعى صلاح نصر وحدد لها موعداً للقاء المشير وأضاف أنها عندما علمت بخطورة هذا الرجل وهذا اللقاء قررت السفر سرا ًمع أشقائها إلى الجزائر وظلت هناك لمدة 10 سنوات .

صائدة النساء (س. ق) .

وحكت ايضا عن صائدة النساء (س. ق) أو سنية قراعة والتى تمرست في العهد السابق لقيام الثورة على مهمة التخابر، أدمنت هذا العمل إلى حد أنها رغم صدور أوامر عليا من أولي الأمر في العهد البائد بالتوقف عن مزاولة نشاطها في التخابر..
عادت تسعى لعرض خدماتها على جهاز مخابرات العهد الجديد..
 أي هي التي طرقت الباب راغبة! وكانت (س. ق) معروفة في بعض الأوساط بأنها صحفية في إحدى المؤسسات الكبرى،أما عن نشاطها في العهد القديم، فقد كانت تعمل لحساب المخابرات السياسية في عهد إسماعيل صدقي وكانت لديها مجموعة مندوبات يأتين لها بالأوامر التي تصل من وزراء الخارجية إلى سفرائهم في مصر،وتحصل على ردود السفراء، وتعطي كل ذلك لرئيس الحكومة مقابل راتب شهري يصل إلى 250 جنيهًا.
وقد انتهت مزاولتها لهذه المهمة على نحو غريب، إذ زارها ذات ليلة الفريق عمر فتحي،وقال لها:"إن السراي تأمرك بالكف عن هذا العمل".. لماذا؟ لأن القصر قد اتضح له أن (س. ق) على اتصال باليهود!!. وبذلك انقطعت صلتها بالتخابر عام 1951.
ولكن بعد ثمانية أعوام، وبالتحديد في عام 1959 صدرلـ (س. ق) كتاب ديني جديد، راحت توزع نسخًا منه على الوزارات في إطار رغبتها في توثيق علاقاتها بأولي الأمر الجدد كما قدمت نسخة منه كهدية لصلاح نصر فاشترت المخابرات مائة نسخة من كتاب (س. ق)، فسعت لتحقيق مقابلة مع صلاح نصر لكي تقدم له الشكر..
وفي تلك المقابلة طلب منها صلاح نصر تكوين هيئة نسائية تفيد العمل في المخابرات..وعلى الفور بدأت في تكوين هيئة نسائية من مختلف الطبقات,الوسط الجامعي,الأندية ,سيدات المجتمع..
ثم صدر الأمر لها بتطوير نشاطها وجعله أكثر فاعلية بأن تستعين بالفنانات بزعم أن لهن اتصالات واسعة ولهن سهرات خاصة مع بعض الشخصيات العامة !
وهكذا حاولت صائدة النساء الإيقاع بعدد كبير من الفنانات للعمل مع جهاز المخابرات  وكانت حجة إقناعها بالنسبة لكل واحدة منهن، أنها تقدم خدمة قومية ووطنية من أجل مصلحة أمن مصر، وبالتالي وافق بعضهن ورفض البعض الآخر.
ولكن من فشلت صائدة النساء في الإتيان بهن استطاع صلاح نصر بطرقه الخاصة أن يجعل كل واحدة منهن تقع في مصيدته وتصبح واحدة من مريدات بلاطه!.
الحلقة القادمة : برلنتي والمشير .. كيف سقط عبد الحكيم عامر في شبكة صلاح نصر ؟!
لقراءة الحلقات السابقة من : حكايات وأسرار ..على هامش ثورة الضباط الأحرار اضغط هنا 
بقلم الكاتب والأديب الكبير / اشرف مصطفى توفيق 
مستشار ورئيس محكمة سابقا 

اضف تعليق

أحدث أقدم