د.مي محمود عبد اللاه: كيف تعد نفسك لتكون بصحة نفسية جيدة عند الكبر؟



دائما الوقاية أفضل من العلاج ، لا أحد يضمن لك العمر ولا يضمن لك ما سيحدث بالغد ، لكن بيدك اليوم فقط أن تقرر راحتك في الغد !!

كيف تعد نفسك لتكون بصحة نفسية جيدة عند الكبر ؟

(العمر عدي ولا لمحته) ...(القلب صدي ولا لمعته) ... (الحب خلص ولا أخدته) ...(الأولاد كبروا ولا لحقتهم )
يمر الوقت ، و يكبر الأبناء ، و ينتهي العمل وأحداثه اليومية بعد بلوغ المعاش ، و نكون عرضة أكبر لتعرضنا لزيارة الأمراض العضوية و النفسية بشكل اكثر من ذي قبل  ..
وهنا نتسائل هل يمكن أن يكون للوقاية العاجلة دور في توقي الوحدة الآجلة ! , وتوقي شر الوقوع في فخ الفراغ الذي يمكن أن يحتوينا ؟!

وكيف أستطيع تجنب حالة الفراغ وربما الوحدة التي يمكن أن أعيشها في الشيخوخة ؟

رجل عجوز

الجواب أن ذلك ليس بالصعوبة التي يمكن أن تتخيلها ! , وسوف أقترح عليكم خطة للتغلب على أعراض الشيخوخة النفسية ..
والتي اعطيتها اسم : خطة ( التحويشة )
نعم .. فكما أن ما ندخره اليوم , ينفعنا في الغد , كذلك ما نعتاده اليوم , يريحنا في الغد !! , فـ ( التحويشة ) ليست فقط نقودا !!

أما محتوى الخطة فهي تحتوي على عدة محاور ولكل محور جعلنا شعارا ليسهل تذكره وهذه المحاور كالتالي :

المحور الأول : محور التعود 
 وشعاره ( الحصالة )
 *اذا كنت في مرحلة سن العشرينات / الثلاثينيات/ الأربعينيات .. فما فوق ,يجب أن تدرب نفسك علي مهارة أو نشاط سهل الأداء جسمانيا ..
كالقراءة ، حفظ القرآن ، تجميع العملات ، التصوير ، الرسم ، الأعمال الفنية ، الخيوط ، الإبر والكروشيه والتريكوه ، الكتابة ، التوثيق، رعاية الأيتام، نشاط اجتماعي..

خياطة


لا تسمعني الحجة المتكررة  "مفيش وقت يا دكتورة " !!
 أوجد الوقت في المواصلات وأثناء الطبخ وأثناء أوقات الإنتظار لتموين السيارة, وزيارة الطبيب والمقابلات الشخصية ...

هذه الأنشطة مفيدة لتقليل ضغوطات اليوم والشحنات السلبية التي تمر بنا خلاله,
 وهي أيضا بمثابة (تحويشة) تتكيء عليها في مراحل الفراغ بعد سن المعاش .
فقط ابدأ من الآن للتفكير من هذا المنظور .

المحور الثاني : الأكل الصحي 
 وشعاره ( خف تعوم
صحيح أن السمن البلدي رائع ولا طعم للأكل بدونه ، وكم جميلة هي تلك (الفشة والكرشة والكوارع) ، وكم لذيذة طعوم الوجبات السريعة من الخواجة كنتاكي أو الخواجة ماكدونالد ..
لكن .. كلما قللتها في الصغر كلما وفرت لجيبك ولنفسك صحة بدنية ونفسية وعقلية أفضل, حيث تحظي بعقل أكثر نشاطا وتركيزا قبل ملء تلافيف الدماغ بدهون وزيوت مهدرجة تؤدي لشيخوخته  وكسله وفقدان يقظته عن أقرانك رفقاء السلطات والفواكه والعصائر الطازجة والمكسرات المفيدة وكل المأكولات المنشطة لمضادات الأكسدة و الأوميجا الثلاثية ..
 تذكر أني لا أمنعك من شيء تحبه ولكن قلله واستبدله بالمفيد قدر ما استطعت .

المحور الثالث : العمليات الحسابية
 وشعاره ( الحسابة بتحسب ) .
لا تمل من اجراء العمليات الحسابية فهي منشطة لخلايا الدماغ ، ومحفزة للقنوات العصبية لإنتاج الأكسجين وضخ الدم باستمرار لكل خلايا الدماغ و هي وقائية بالدرجة الأولي من فقدان الذاكرة المبكر والعته الشيخوخي وغيرها !!

واذا لم تستطع ذلك بشكل منتظم فلا تستهين بجريدة الصباح بكلماتها المتقاطعة و لعبة "السودوكو" و أدوار الشطرنج .

المحور الرابع : الرياضة 
وشعاره ( العقل السليم في الجسم السليم ).
أي شكل من الرياضة مفيد جدا ولو كان المشي أو كرة القدم ..
 ليس لتمارسهم في الكبر (لا تبالغ في طموحاتك ) ولكن لإن من شأنهم تحقيق صحة نفسية وبدنية ممتازة علي المدي القريب والبعيد ...
رياضة

 نعم ؛ هي ذاتها نفس المقولة المناسبة "العقل السليم في الجسم السليم"  .

المحور الخامس : التأمل
وشعاره ( كرسي جنب الشباك
التأمل عبادة واسعة و متكررة الذكر في القرآن الكريم ( أفلا يتدبرون) , (أفلا يتفكرون) , وبها عرف ابراهيم ربه ، و زار الوحي أثنائها رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم ..

يوقر الغرب هذه الرياضة أثناء جلسات اليوجا و جلسات التأمل meditation  تصفية للذهن وترقية للروح واستجابة للمزاج النفسي الجيد وتفريغ للمزاج النفسي السلبي ..

واذا لم تجد الوقت , يكفي الخشوع وقت الصلاة ، أوالتطلع عبر النافذة أثناء الطريق حتي وان ازدحم الطريق ( تذكر لا يتسابق المتأملين علي الكرسي الذي يجاور النافذة من فراغ ) .
 و اذا لم يتاح هذا أو ذاك ... دورة غسيل مواعين واحدة بشكل رائق يؤدي الغرض .

المحور السادس : إقتناء موبايل ذكي
وشعاره ( كلمني شكرا ) .
اقتناء جهاز خلوي ذكي لكبار السن - وهو رأي شخصي مبني علي ملاحظات كثيرة - فاقتناء موبايل حديث بتطبيقاته الحديثة لدي كبار السن يحفز الذهن ، و يثري روح الدعابة والتواصل ، و يجعلهم يتنزهوا بين الورود "صباح الخير" لمنشورات المعجزات "لا تخرج قبل أن تقول سبحان الله" وكأنهم فراشات خفيفة الروح غير مثقلين بهموم السياسة و الساسة .

فلا قلق علي كبار السن , القلق منه علي صغارهم ، وسيوفر لهم هذا الجهاز التواصل مع أصدقائهم القدامى و سيزورون – إلكترونيا - أولئك الذين تمنعهم خشونة الركبة من القيام بزيارتهم .
و سيسعدون كثيرا بصور الأحفاد و الأبناء  
عبلة كامل( فقط تذكر عمل حجب لمنشوراتك الحزينة ولا تعش في جلباب عبلة كامل ) ..


وكل أمنياتي الدائمة أن ينعم الجميع بحياة نفسية جيدة رائقة كبارا وصغارا ..
اقرأ ايضا :
ثغرات حياتيه وفجوات نفسية وكيف نواجهها ؟
---
 د.مي محمود عبداللاه
 أخصائي المخ والأعصاب والطب النفسي
وكاتبة ومؤلفة صدر لها :
- كتاب قلب لونه جانجاه
- كتاب صندوق الدنيا 
للتواصل وتلقي الإستفسارات:


اضف تعليق

أحدث أقدم