اسراء جاد ومراجعة كتاب : ماذا يقول غاندي عن اللاعنف والمقاومة والشجاعة

بقلم د. إسراء جاد :
--

ماذا يقول غاندي عن اللاعنف والمقاومة والشجاعة

عدد صفحات الكتاب:143 صفحة 
سنة النشر:2018
دار النشر: مجلة الدوحة
اسم الكاتب: نورمان فينكلستاين

خلا أربع فصول بعناوين (صوت داخلى, وسادة الموت, استحثاث الوعي, رجل الشعب) 
تناول الكاتب نهج غاندي في الفترة بين 1930م وحتى عام 1948م 
حيث كانت هذه الفترة هى الفترة النشطة فى منهاج غاندي واتباعه دونا عن باقي الفترات 
ماذا يقول غاندي

فى الفصل الاول : صوت داخلي 

وضح أن غاندي لم يكن رجل عقلاني بقدر ما كان رجلا يمشى وراء حدسه فما يشعر به يصدق أنه الحقيقة الكاملة ولهذا نجد تناقض واضح في أفكار غاندي فمشاعره اليوم تختلف عن مشاعره غدا .

وقد اتضح هذا بقوة فى الفصل الثاني والثالث 
ففى الوقت الذي يدعو فيه غاندي إلى اللاعنف بكل صوره يؤكد على ضرورة دفاع المرأة عن نفسها إذا ما تعرضت للإغتصاب
 ثم يرجع ويقول ان دفاع المرأة عن نفسها أثناء الاغتصاب ما هو إلا نوع من أنواع العنف والأفضل لها هى المقاومة اللا - عنفية !

ثم ضرب أمثلة أكثر غرابة في هذا المنطلق ..
فمثلا هو يرى أن الانجليز يرفضون الجلاء عن الهند لسببين رئيسيين :

الأول هو خوفهم من انتقام الهنود منهم وإذا أيقن الانجليز أن الهنود لن يفعلوا ذك سيرحلون !!
والثانى انهم يرون أن الهنود غير قادرين على إدارة شئون بلادهم لذا فمن أجل جلاء الإنجليز على الهنود اشعار الانجليز بالحب والتفاهم والقدرة على ادارة الامور 

 ثم يرجع ويقول أن سبب وجود الانجليز هو سبب مادي بحت وبالتالي لن يرحلوا إلا اذا وجدوا الهند لا تدر عليهم الأموال .

الأغرب فى هذا كله هو نظرته تجاه هتلر والحرب العالمية الثانية فيرى أنه من الافضل أن نواجه هتلر باللاعنف ونبذل فى ذلك الارواح دون أن نرفع السلاح ضده 

فلا بد أن يلين قلبه وأن ينحني احتراما للبسالة التى ليس لها مثيل فإذا كان العنف يحتاج إلى الشجاعة فاللاعنف يحتاج إلى شجاعة ليس لها مثيل .

ويرى غاندي أن العنف لن يصنع شيء سوى أنه سيزيد الضحايا من الجانبين 

وضرب الكاتب مثلا على ذلك الثورة في تونس ومصر والثورة فى ليبيا وسوريا , ففى كل من مصر وتونس كانت الثورة لاعنفية وبالتالي لم يصمد النظام طويلا وعدد الضحايا كان أقل بكثير من الضحايا فى ليبيا وسوريا .

لكن يعود الكاتب 
نورمان فينكلستاين ويقول أن هذا لا ينجح دائما 

 اما أنا فأقول إن مواجهة الإحتلال تختلف عن مواجهة حاكم ظالم , فالأول العدو فيه خارجي ومحاربته لا تؤدي إلى ابادة شعبك 
أما الثاني فحمل السلاح سيؤدي إلى انقسام الشعب وقتل المزيد والمزيد من الأبرياء من ابناء هذا الوطن من الذين لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا هنا ..

العيوب : 

كنت اتمنى ان يدعم الكاتب اراء غاندي بمواقف تاريخية وأعمال أكثر وضوحا وليس مجرد سرد لكلامه وتحليل لمزاعمه في الكتاب - بإستثناء موقف أو أثنين خرج فيهم الكاتب عن هذا النمط وذكر رأيه عند حديثه عن ثورات الشرق الأوسط .
---
إسراء جاد 
طبيبة وروائية وناقدة 
صدر لها رواية حلم مبتور  

اضف تعليق

أحدث أقدم