قصة الخلق في الميثولوجيا المصرية: كيف بدأ الكون في عيون المصريين القدماء؟
1. البداية: اللانهاية والفوضى (نون)
من هذا الظلام خرجت شرارة البداية، وبدأت قصة الخلق.
(يتشابه ذلك مع قصة الخلق في الثقافة الإسلامية التي تقول أنه قبل الخلق كان عرش الله على الماء أي لم يكن هناك من ملكوت سوى الماء)
2. أسطورة هليوبوليس: ولادة “آتوم” خالق الكون
تُعتبر أسطورة هليوبوليس (عين شمس) أشهر رواية عن قصة الخلق في الميثولوجيا المصرية.
كيف بدأ الخلق؟
-
ظهر الإله آتوم على تلٍّ صغير خرج من مياه نون.
-
شعر آتوم بالوحدة، فخلق أول زوجين من الآلهة:
-
شو: إله الهواء
-
تفنوت: إلهة الرطوبة
-
تكوين العالم
مع مرور الزمن، أنجب شو وتفنوت:
-
جب: إله الأرض
-
نوت: إلهة السماء
ثم انفصلت السماء عن الأرض بقرار من شو، ليبدأ الكون في أخذ شكله.
(في الثقافة الإسلامية السموات والأرض كانتا رتقا مجتمعين ثم فتقا أي تفرقا وتباعدا)
ظهور البشر
3. أسطورة منف: الخلق عبر الفكر واللغة
كيف ذلك؟
-
فكّر بتاح في خلق العالم فقام بالتشكيل داخل قلبه.
-
ثم نطق بالأشياء فتحققت.
هذه أحد أقدم الأفكار عن أن الوجود يبدأ بالفكر قبل المادة، وهي رؤية فلسفية متقدمة للغاية.
(في الثقافة الإسلامية إن الله إذا أراد شيئا فإنه يقول له كن فيكون)
4. أسطورة الأشمونين: الثمانية العظام
في الأشمونين (تونا الجبل) ظهرت مدرسة جديدة لشرح قصة الخلق في مصر القديمة.
من هم الثمانية؟
تكوّن الكون من أربعة أزواج من الآلهة تمثل قوى الطبيعة الأولية:
-
نون ونونِت: الماء البدئي
-
حوح وحوحِت: اللانهاية
-
كوك وكوكِت: الظلام
-
أمون وأمونِت: الخفاء
الخلق
من تفاعل هذه القوى ظهر البيضة الكونية أو اللوتس المقدس الذي خرج منه الإله رع ليضيء الكون ويبدأ بداية الزمن.
(في الثقافة الإسلامية "ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية" والعرش هنا هو المُلك)
5. أسطورة طيبة: آمون سيد الخلق
-
كان مختفيًا في نون
-
ثم تجلّى وخلق الكون بحكمته وقوته
-
وخلق آلهة أخرى لتدير شؤون العالم
أصبحت هذه الأسطورة رسمية خلال الدولة الحديثة، عندما أصبح آمون الإله الأكبر لمصر.
(في الثقافة الإسلامية كان عرش الله على الماء (نون) ثم خلق الله الكون بقدرته وخلق ملائكة موكلة بحفظ شئون العالم وفق أوامر الله )
6. ما الذي تكشفه أساطير الخلق عن المصريين القدماء؟
تحمل الميثولوجيا المصرية عن الخلق الكثير من الدلالات الروحية والفلسفية:
-
احترام المصريين للطبيعة: الماء، الشمس، الأرض، السماء... كلها عناصر مقدسة.
-
الإيمان بالنظام بعد الفوضى: فكرة “ماعت”؛ الحق والعدل والنظام.
-
الخلود والتجدد: الشمس تولد كل يوم، فالحياة لا تنتهي.
-
رؤية عميقة لبداية الكون: أقرب لفلسفات كونية حديثة أكثر منها مجرد أساطير.
7. لماذا تختلف قصص الخلق في الحضارة المصرية؟
خلاصة: قصة الخلق في الميثولوجيا المصرية
سواء خرج الكون من:
-
تلٍّ أول
-
أو كلمة نُطقت
-
أو بيضة كونية
-
أو لوتس مقدسفإن جوهر الميثولوجيا المصرية واحد:الكون صنعته قوة عليا تسعى إلى النظام والنور، بعد فوضى وظلام.
إنها رؤية روحية عميقة جعلت المصريين من أوائل الشعوب التي حاولت فهم سر الوجود.
