كان جسدها هو السلاح الذي سلمته لكل ضحاياها من الذين جندتهم للعمل لصالحها و كذلك الإغراء بالمال.
كانت فاتنة وساحرة وجمالها لايقاوم , كانت ذكية وطموحة وذات قلب قوي لا يهاب وجريئة بشكل لا يوصف .
كانت متمردة , حاقدة على القيم والتقاليد العربية والدينية , كانت ناقمة وحاقدة على كل ما يسمى وطن وخصوصا وطنها .
كانت مريضة بمرض الشبق والشهوة الجنسية الشاذة , امتهنت السحاق وأدمنت عليه , وكانت فيينا ملعبها وملاذها لممارسة الرذيلة والانحطاط, ومضاجعة السحاقيات الحسناوات , وكان همها ان ترتقي بالمتعة الى ذروة الانتشاء , والامان , حتى الثمالة .
وان ترى جسدها يذوب بلهيب الشفاه , ويجول على قمم النهود , وترتشف رحيق الثغور الحارة . فيينا , مدينة رأت فيها أنطلاقتها وتحررها من قيود الشرق , والخجل .
ما سبب هذا يا ترى وما الذي دفعها الى فعل ذلك , والذي اوصلها الى خيانة وطنها وشعبها , والتسبب بمقتل الالاف من الفلسطينيين والعرب , والعمل كجاسوسة لصالح الكيان الصهوني وجهازه المريب , الموساد .
هل حبها الجياش اثناء دراستها الثانوية لشاب فلسطيني اسمه بسام , وتركه لها لانها كانت كما قال لها , عصبية , عنيدة , حاقدة , هو السبب .
ام عشقها للنمط الغربي وحياة الشهوة الجنسية والليالي الحمراء هو السبب
ام هو حبها لطيار عسكري يهودي وسيم ومثير وجذاب اسمه موشيه بيراد , بالاضافة انه كان اخ عشيقتها السحاقية ,وبالرغم انها حاولت ان لا تنحرف لكنها لا تتشبث الا بالهواء , لقد انهارت وسلمت نفسها وقلبها له , وبين احضانه الملتهبة , كانت تتأمل جسده العاري المشعر, واسكرتها دفقات المتعة المتلاحقة , وغرقت من لذائذها في نهم وجوع , واشتياق .
لكنها هربت منه إلى فينا, يطاردها دنس الجسد , وغباء العقل , ورجفة الرغبة .
وقد حاولت ان تنسى , ان تغسل البدن المدنس بالخطايا , ان تنسى الرجل الاول الذي هتك ستر عفافها , وأشعرها بفورة أنوثتها , لكن ملاحقته لها جعلها تخور مستسلمة لحبها له وتعود الى حضنه الملتهب , تمارس الحب والعشق المجنون بلا ندم وبلا تراجع .
هل عشقها اللامعقول هذا بحبيبها يدفعها ان تطلب منه الهجرة الى اسرائيل والعمل كطيار حربي يدك مخيمات الفلسطينيين ومدن العرب ,,, الى هذا الحد يدفع العشق الى الكره والحقد المميت لمن اعتبروا انهم اهلها وشعبها فيما مضى ! .
وهكذا وبعد خمس سنوات من حياة الانحلال والترد , قررت الطبيبة النفسية ان تتزوج حبيبها اليهودي وبشكل رسمي في معبد يهودي بعد اعتنقت اليهودية, وتركت دينها الاسلامي دون رجعة .
ولكن قصتها المشوقة والمرعبة بتفاصيلها , والغامضة باسرارها , والمقززة بنتائجها , تبدأ بمقتل حبيبها باسقاط طائرته العسكرية في الجولان بواسطة الجيش السوري .
والذي لم يؤكد الى الان انه حقا قد قتل كما ادعى الجيش الصهيوني , وهو ما اغرقها بعد ذلك , بحقد ابدي وغضب كريه لا يحتمل للعرب وللفلسطينيين ولبلدها الاردن .
أحقا ان مقتل زوجها دفعها الى الخيانة والعمالة مع الاصرار على ذلك بالرغم من انهاء خدماتها من قبل الموساد , والضغط عليهم للاستمرار كجاسوسة الى الابد !
والغريب ان مصيرها وخصوصا بعد ان كشفت واعترفت بخيانتها ... انها عاشت حرة مكرمة من قبل الموساد وغنية ومحمية وبالاضافة لراتب مدى الحياة ورتبة مقدم بالجيش الاسرائيليلي وعاشت في احدى اكبر المستوطنات الاسرائلية المحصنة .
هي أمينة داوود المفتي ، أردنية من حي الصويلح أرقى الأحياء في الأردن، ولدت أمينة عام 1939 لأسرة شركسية مسلمة، هاجرت الى الأردن منذ سنوات طويلة، وتبوأت مراكز سياسية واجتماعية عالية. فوالدها تاجر مجوهرات ثري، وعمها برتبة لواء في البلاط الملكي. أما أمها، فهي سيدة مثقفة تجيد أربع لغات، وذات علاقات قوية بسيدات المجتمع الراقي. كانت أمينة أصغر أخواتها - شقيقتان متزوجتان وثلاثة أشقاء آخرين - وتحظى بالدلال منذ طفولتها، فطلباتها كانت لا ترد أو تؤجل، هاجرت إلى النمسا للدراسة، وحاصلة على شهادة الدكتوراة بعلم النفس ,والتي اتضح انها شهادة مزورة دبرها لها حبيبها اليهودي
كان نشاطها في لبنان، استطاعت أن تخترق منظمة التحرير الفلسطينية عن طريق العمل كطبيبة عربية متطوعة، و كان هدفها التجسس على قيادات المقاومة الفلسطينية وجهاز المخابرات بقيادة علي حسن سلامة.واستطاعت الوصول الى ياسر عرفات نفسه
جندت شبكة من اللبنانيين كجواسيس تعمل معهاهم مارون الحايك وخديجة زهران إلى أن شك رئيس المخابرات الفلسطينية علي حسن سلامة (والذي يعتبر بغاية الذكاء والفطنة وعبقري المخابرات الفلسطينية) في أمرها عندما سألته عن زوجته وأولاده ولم يكن سبق له أن تحدث معها عن أولاده حيث أنهم كانوا من زوجة أخرى لا يعلم عنها الكثيرين ..
وكانت أمينة قد كلفت بمحاولة اختراق منزل مدير العمليات في المخابرات الفلسطينية علي حسن سلامة للوصول إلى كشف باسماء العملاء في أوروبا ..
ولكن هذه المهمة الغبية قادتها إلى نهايتها
وبدأ البحث والتحري عنها، واستطاعت الشعور بوجود من يراقبها فبثت مخوفها تلك للموساد الذي لأمرها بالتخلص من كل أجهزة التصنت والهرب عبر دمشق ..
وبينما هي هاربة من لبنان إذ تم القبض عليها وتعرضت للإستجواب ثم أطلق سراحها بأمر من وزير الداخلية اللبناني، ثم تم القبض عليها مرة أخرى لتنقل عن طريق المخابرات الفلسطينية إلى كهف السعرانة وتتعرض هناك لتعذيب شديد إلى أن اعترفت أنها عميلة موساد
ظلت هناك لمدة خمس سنوات إلى أن تمت مبادلتها بقائدين فلسطينيين، وانتقلت إلى إسرائيل لتعيش هناك تحت تأنيب الضمير وشعور بالذنب لفقدان أسرتها التي صدمت للأمر، أمها فقدت النطق وأبوها توفي من وقع الصدمة.
عاشت بين اليهود وتم توشيحها بوسام من نوع خاص، لكن الخيانة رغم كل أوسمة العالم تبقى على حالها.
كتبت مذكراتها والتي وصلت الى 600 صفحة , تشرح بالتفصيل الدقيق عن حياتها العاطفية والجنسية وانجازاتها كجاسوسة المثيرة والغريبة , وكيف ان جسدها وانوثتها الساحرة كان سلاحها لاسقاط وتجنيد العملاء والجواسيس لصالح الموساد .
ولم تكتفي بذلك , ولكن قالت ايضا " نعم أنا خائنة . . وسأخونكم ألف مرة لو أتيحت لي الفرصة . . فهيا تخلصوا مني وأعدموني " .
يمكن القول إن أمينة كانت امرأة تساوي جيش كامل .. فبفضل خيانتها استطاعت اسرائيل قتل عشرات الفدائيين وتدمير العديد من الاسلحة والصواريخ والزوارق الحربية التي أعدتها المنظمة لتدمير الداخل الاسرائيلي واشعال الحرب على المستوطنات الاسرائيلية
ولكنها أيضا كتبت وعبرت في نهاية مذكراتها عن ندمها الشديد , وحزنها على والداها وعائلتها بالاردن وقد حاولت العودة إليهم وطلبت وساطة الملك حسين صديق اسرائيل ولكن أهلها رفضوها تماما وفشلت وساطة الملك حسين
كما حاولت التواصل مع أختها فاطمة في روما ولكن فاطمة صرخت فيها أختي ماتت .. ليس لي أخت وقامت بتغيير رقم هاتفها
وأخيرا , ألا يجب ان نسأل انفسنا ان كانت أمينة والتي اعتبرت أخطر وأشهر جاسوسة عربية للموساد ,ان يكون في جعبتها أسرار لم تنشر أو تفضح لشخصيات عربية او لاحداث حاسمة في الصراع العربي الاسرائيلي ! ! ! .
اقرأ أيضا : القصة الحقيقية لفيلم الطريق إلى إيلات
إرسال تعليق