النهر غاضبٌ على ساقيه! بقلم بتول يوسف

ابداعات -الشعر -بتول يوسف :
/النهر غاضبٌ على ساقيه!/ 
يا سيدي ..
النهر غاضبٌ على ساقيه ..
وليست أي ساقيه ،
هي التي كانت تشق الجبال لتأتيه
انقطعت عنه وما عادت تسقيه !
النهر حانق على الساقية المجافيه ..
يرغد ويزبد ..
يبرق ويرعد ..

أي خائنةٍ هذي التي تجافيه ؟
من ذي التي تفضل غيره عليه ؟
وهو الذي كل السواقي تؤول إليه ؟
أتعرض عن جدوله الثائر ؟
أتتركه في خيبته حائر ؟

- يخرخر النهر بصوته الزاجر -
ويكمل :
إلى أيَّ بحرٍ ستذهب ؟
ماؤها بلا شك سينضب ..
زهوها وعلياؤها سيرهب .
و هو باقٍ ..
بلا مسابقٍ ولا سباقٍ..
ستأتيه ..
عيونها لن تملأ إلا فيه ..
لن يرضى إلا بعد أن تتوسله ..
لن يذعن لمصالحة من أهمله ..
إلا بعد ترجٍ و هروله ! ..
راقته الأفكار ..

و انبرى منبسطاً سعيداً غير محتار ..
لن يرسل ماءه عكس التيار ..
لن يبحث عنها ولو بها الغياب طال ..
على الضفة الأخرى ..خلف الجبال ..
سدٌ منيعٌ ..تسنده التلال ..
قد قطع عليها الطريق ..



لطالما حاولت أن تحدث عن جداره ذاك الصديق ..
لكن النهر كان منشغلاً ..
لم يكن يوماً للسمع أهلاً ..
حتى غدت الساقية سداً..
و غدا لها من بعد الإلفة نداً ..
و اليوم يكتب السد أو تكتب الساقيه ..
ببقية ماءها ومياهها الباقيه ..
رسالة للنهر المغرور ..

" كل سواقي يا سيدي مآلها الأفول ،
مازلت أصم القلب والأذنين ..
لا تسمع حتى وإن قرعت للهجر طبول "
 
بقلم بتول يوسف 

اضف تعليق

أحدث أقدم