صلاح نصر وبرلنتي وقصة سقوط المشير عامر , بقلم أشرف مصطفى توفيق

إن الطريقة التى سجلتهت برلنتى عبد الحميد فى كتابها:"المشير وأنا" هى طريقة مخابرات صلاح نصر( أنا فلان -مخابرات - (اسمعي يا مدام..نحن نعرف وطنيتك ونطالبك بالمساهمة من أجل وطنك..كل ما نطلبه تقريرًا عن ماتسمعيه خلال علاقاتك وتقول (لااعرف ولااحب.) ..ولكن لاسبيل ) .
عامر

يواصل الكاتب الكبير / أشرف مصطفى توفيق حديثه عن :

حكايات واسرار على هامش ثورة الضباط الاحرار .. 

وحلقة اليوم عن برلنتي عبد الحميد ومذكراتها ( المشير وأنا ) .

برلنتى عبد الحميد، هى(سنية) ابنة الأحياء الشعبية التى تعلمت الفنون الترزية وقفزت للتمثيل - اسم شهرتها سماها به الأستاذ (زكي طليمات) - وبدأ نجمها يلمع في سماء الفن وبخاصة السينما وهي مازالت طالبة بالمعهد .
وجودت لغتها الانجليزية عن طريق مدرسها الشيوعى"صديق اخيها" وتلقت على يديه درس لوعة الحب والهجر 
برلنتي عبد الحميد
واستطاعت أن تجمع حولها شلة من المثقفين في صالونها المعروف بصالون "الخميس" وقد تحدثت عنه فى كتابها بقولها :(كان يتردد عليه وقتها :أحمد بهاء الدين،وأنيس منصور، وعدلي فهيم وحجازي) ..

واتسعت دائرة معارفها عن طريق الاختلاط بالأجانب، وأصبح اسمها معروفا في كل حفلات السفارات الأجنبية وسموها "برلنتي عبد النيل" ،وتحكى أنها : (كانت مدعوة لحفل أقامه مستر باتل – سفير الهند في منزله بالزمالك – ومنذ ذلك الوقت بدأت تأتيها تليفونات بهذا المعنى: كل ما نطلبه تقريرًا عن ماتسمعيه خلال علاقاتك القوية بالسفارات ورجال السلك الدبلوماسي )..

وكانت البداية من روز اليوسف 

برلنتي على مجلة الكواكب
واتجهت برلنتى عن طريق صحفية "بروز اليوسف" إلى اجتماع يسمى إجتماع "الثلاثاء" لقياس الرأى العام من الثورة ؟! وتقول في كتابها "المشير وأنا":(سرىَ همس حين وصل..وقلت من؟وقالوا الدكتور،وكان هو"عبد الحكيم عامر"ومعه ثلاثة قيل لي من الضباط الأحرار وعرفت أن هذا الاجتماع لكتابة التقارير واتجاهات الرأي العام في الدولة وحينما طلب منها أن تتكلم، قالت:أنها تريد الأمان!! وقال لها المشير (للدرجة دى أحنا بنخوف؟)..
وحكت للمشير عن صديقة اختفى أبوها..أخذوه من الدار للنار ولا أحد من أهله يعرف أين هو؟!.. 

محاولات تجنيد الفنانة برلنتي عبد الحميد وكيف باءت بالفشل ؟

وبعدها بدأت الأشباح في طريقها بقصد ضبطها متلبسة بشيء يساومونها عليه، ولكنهم لم يفلحوا معها..كيف؟!
المحاولة الاولى :
"مرسي سعد الدين" يتصل بها ويقول لها:شركة فوكس تريد وجوهًا مصرية لأفلامها وقد رشحتك وأرسلت صورتك إليهم.فما عليك إلا أن تأتي معي للمطار وتقابلي (مستر جون مدير الشركة) وحاولي أن تكوني لطيفة معهم إنه طريقك للعالمية. 
وقالت: "آسفة..لاأستطيع الذهاب"..
المحاولة الثانية :
ويحدثها أنور عمار(صاحب صحاري سيتي) يتصل بها ويخبرها بوجود وفد سينمائي أجنبي وصل لعمل إنتاج مشترك، وأنها فرصة عظيمة بالنسبة لها وأنهم سيسهروا في صحاري سيتي،فقط عليها أن تحضر وتشارك في الرقص والعشاء!! وتقول:كيف يمكنني أن أذهب لقضاء سهرة في مكان عام مع قوم لا أعرفهم؟!ويحضر لها (أنور عمار) ويقول:المفروض أنت (فيديت) ممكن تقابلي أي حد..أنت نجمة وممثلة شهيرة!! 
المحاولة الثالثة :
ثم شخص يدعى أنه مسيو (موريس) صاحب شركة لأفلام فرنسية يعطيها (صرة) بداخلها عدد من الأساور الذهبية والخواتم ويحاول أن يلاطفها؛ فتطرده! 
المحاولة الرابعة والآخيرة 
ثم محاولات استقطاب من كاتبة دينية لمعرفة بعض المعلومات (س. ق) أو سنية قراعة..
وبعد كل ذلك..وكله،يقول لها المشير:طلعتي جدعة يا عروستي

 أي عروسة، وأي جدعنة؟! لقد ضغط عليها كثيرًا (صلاح نصر) لأنها كانت (لِمْضَة) وفي أول اجتماع فجرت قضية زوار الليل والناس اللي بيختفوا!! وكل مامر بها من ضغوط كان الطريق لقلب المشير عامر..
أنه يحب المرأة التى ليس لها ثمن.وهكذا نجحت النجمة برلنتى! 

أما ما حدث إضافة إلى فشل صلاح نصر في إدخال برلنتى بلاطه، يشير إلى أن لعبة ما من قبل الفنانة تمت على العميلة (س.ق) وأصحاب التكليف ذاتهم! فهل كانت النجمة برلنتى مستعصية عن قناعة بقدرتها على الصمود في مواجهة غير متكافئة بينها وبين صلاح نصر صاحب النفوذ والسلطان؟!

أم أنها كانت تستند إلى ذراع أقوى يستطيع الضغط على رقبة (صلاح نصر) حتى يصرخ مسترحمًا معاهدًا بالكف عن محاولاته لاصطيادها والإيقاع بها في حبائله؟! 

برلنتي عبد الحميد تصطاد شبكة صلاح نصر وتجبره على الخضوع لها !!

الأقرب إلى الإقناع أن صلاح نصر قبل دفعه للعميلة (س. ق) للإيقاع بالفنانة لم يكن يرصد علاقة الفنانة بأحد طرفي الصراع الفوقي على السلطة وأكبر شخصية عسكرية في مصر!!..
وإن الفنانة من منطلق علاقتها الحميمة بهذه الشخصية تصرفت بثبات إزاء محاولة اصطيادها،فأبدت موافقتها على التعاون مع جهاز المخابرات لتستدرج هي العميلة (س. ق) حتى تؤدي بها إلى الذين كلفوها بالمهمة (لقد فوجئت صائدة النساء بالنجمة برلنتى على التليفون تطلب رؤيتها وعندما ذهبت إليها، قالت لها: أنتي كذبتي عليّ بالرجل الذي قدمته لي اسمه حسن عليش وليس عادل..ورئيس المخابرات اسمه صلاح نصر ) وكان من عادة صائدة النساء ألا تذكر اسم صلاح نصر أمام ضحية من ضحاياها أبدًا وعلى الفور اتصلت صائدة النساء بحسن عليش تخبره بما دار بينها وبين الفنانة (ب. ع)..
ففوجئت به يقول لها: لا تتصلي بها مرة أخرى، إلا إذا طلبنا منك ذلك..) ولما تم لها ذلك استخدمت نفوذ الشخصية إياها بالشكل الذي عكس الموقف وجعل صلاح نصر هو الذي يتحرك في بلاطها هي وينفذ ما تخططه من ألاعيب،لأن صداقة قوية كانت تربطه بالقائد العسكري الذي تزوجته فيما بعد،وكان يخشاه ربما من منطلق تحسبه لأن يحسم الصراع الفوقي على السلطة لصالحه وينفرد في المستقبل القريب بالحكم!!..

اقتران برلنتي والمشير عامر !! وزواج الفن والسلطة 

وقد يؤيد تصورنا ماقاله هيكل..فيروي محمد حسنين هيكل في كتابه «الانفجار» على لسان صلاح نصر «.بعد أسبوع فقط من ذلك الحفل طلب المشير من مدير مكتبه عبد المنعم أبو زيد أن يبحث له عن مسكن آمن بحجة إيواء خبير ألماني (كانت مصر قد استعانت بعدد من الخبراء الألمان للعمل في الصناعات الحربية) لكن (إسرائيل) كانت ترصد نشاطاتهم عن طريق عملائها ودبّرت لهم العديد من المؤامرات والاغتيالات) وأن يكرّس كل جهده للبحث عن هذا السكن وفي اقرب وقت ممكن.
عامر
ولم تمضي سوى أيام قليلة حتى عثر أبو زيد على فيلا يملكها رجل قطري ولا يسكنها ووجدها بأنها ملائمة وقام بإخبار المشير بذلك أثناء مرافقته له في رحلة إلى اليمن مخبرا إياه بأن الفيلا قد قاربت على الانتهاء من الإجراءات الأمنية المطلوبة،فما كان من المشير إلا أن قال له حينها: خذ الطيارة الصبح وانزل في مصر وتيجيني بكره ومعاك خبر الفيلا وقد أنتهيت كليا..فنزل أبو زيد إلى مصر وخلال 24 ساعة فقط عاد وقد اتفق مع المالك على عقد الإيجار ورتبت كافة الالتزامات الخاصة بها ليعود بعد ذلك لرؤيتها رفقة المشير .
يقول "كنت اجلس بجانيه في سيارتي وأنا انظر إليه وقد كان مبتسما خائفا مصدوما،وقد حاولت أن أجد تفسير لذلك التعبير الذي كان يرسم وجهه حينها،وحينما وصلنا للفيلا طفنا حولها ثم دخلنا فوجدها مؤسسة ونظيفة وكاملة من كل شيء فنظر اليّ وقال أبو زيد شكرا لك لقد أتعبتك معي لكنها المسؤولية وأنت بإمكانك الذهاب الآن لأنني سأمكث هنا لبعض الوقت) .. ) 
ويمضي صلاح نصر في كشف ماجرى في فيلا الهرم بالقول كما يرويها هيكل على لسان صلاح نصر «قال لى ابو زيد...كنت أتردد على الفيلا لإجراء إصلاحات الكهرباء والأثاث كما طلب مني المشير وأحسست بان شيئا ما يحدث داخلها فهناك مناديل المشير التي كنت اشتريها له متناثرة هناك وهناك في أركان الصالة، وعندما كنت اذهب إلى الفيلا لم أكن أجد فيها أحدا وكنت أتساءل مع نفسي إذا كان الرجال الألمان قد ذهبوا إلى العمل فأين النساء؟ 
حينها بدأت الشكوك تساورني للحظات ولكنني قلت لنفسي مرة أخرى ما اغباني فربما خرجوا لقضاء بعض الأعمال أو لربما ذهبوا إلى أحد ما.
وبينما كنت أهمّ بالخروج من الفيلا إذ بسيّدة ترتدي بلوزة وبنطلونا وتضع نظارة سوداء على عينها تناديني:" أستاذ عبده.. أستاذ عبده لو سمحت!!"
برلنتي عبد الحميد والمشير 

 فاندهشت حول كيفية معرفتها لي،وباسم الدلع المختصر،لكنها صافحتني بدبلوماسية وقالت: متشكرة جدا!!، لم أتفوه حينها بكلمة واحدة وكان يمكن أن ألاحظ بأنها ليست خواجاية (يعني أجنبية) لأنها تتكلم عربي ولكن تفكيري أصابه الشلل حينما سمعتها تقول أنا متشكرة وأنا قلت للدكتور يتشكرّك عني!)  (حينها نسيت كل شيء وبدأت أفكر في كلمة الدكتور إلا أنها واصلت بالقول أنا مكنتش متوقعة الذوق والجمال ده، السّت ازيها؟، فأجبتها السّت مين؟،فقالت لي أم نبيل زوجتك!!،هي كويسه،جنبها لسّه تاعبها!! واستمرت بسؤالي عن الأولاد واحد واحد على التوالي قبل أن تتركني غارقا في دهشتي واستغرابي لمعرفة هذه المرأة لكل تفاصيل حياتي،هنا سارعت بالاتصال بعلي شفيق (مدير مكتب المشير عبد الحكيم) وقلت له: لماذا لم تخبرني بحقيقة سكان الفيلا، أنت قلت لي أنهم ألمان لكن الست اللي شفتها مش ألمانية دي عربية أصلية وبتعرف تفاصيل حياتي،فما كان من علي شفيق إلا أن أجابني إذن هي برلنتي عبد الحميد!!؟
فأجبته هي دي الخبير؟!!!! 
وعندما رأيت المشير عبد الحكيم قال لي شفت الست اللي كنت بتشتم فيها لعلي شفيق بكرة لما تعرفها حتلاقيها طيبة وحتبدّل النظرة التي أنت شايفها دلوقتي،لم أكن حينها أعي جيدا بأن تلك المرأة قد أضحت زوجة المشير وقد أضحت تعرف كل شيء عن تحركاته وأسراره وأموره السياسية.

النهاية .. برلنتي تحت الاستجواب و المشير تحت الاقامة الجبرية قبيل انتحاره 

( وعندما وصل الأمر إلى القيادة العامة للثورة استدعت المخابرات المصرية برلنتي عبد الحميد للاستجواب ومعرفة طبيعة علاقاتها بالمشير..
حينها علم المشير فقام باعتزال جميع مناصبه في الدولة 10/6/1967 بعد أن شعر بأنه أصبح وحيدا في تحمل مسؤوليات الهزيمة وبأنه سيواجه الشعب وحده معزولا عن أي مساندة من القوات المسلحة التي كان قد ابْعِد عنها بأمر من جمال عبد الناصر وقلّصت اختصاصاته وصلاحياته إلى ابعد حد في مواجهة الرئيس.

انتحار المشير 

وبعد أن علم عبد الناصر بحقيقة العلاقة التي تربط المشير ببرلنتي استشاط غضبا بعد أن وضعه بالإقامة الجبرية ببيته بالجيزة ف (حاول المشير قيادة انقلاب على عبد الناصر فى 11/ 6 /1967 رفقة بعض ألوية وعمداء وعقداء القوات المسلحة المقربين إليه مطالبين بحضور المشير لقيادة وممارسة السلطة) فقمت شخصيا بنقل المشير من بيته إلى استراحة المريوطية وكان برفقتي عدد من الضباط على رأسهم عبد المنعم رياض،طرقنا باب فدخل عبد المنعم رياض إلى الصالون الذي يجلس فيه المشير وطلب منه بلطف الخروج والتوجه معنا إلى مكان جديد..،رفض المشير في البدء ثم تناول شيئا ما ووضعه في فمه وأخذ يلوكه فصرخت ابنته نجيّة قائلة بأن أباها قد وضع سمّا في فمه، وفي الطريق بدأ المشير يدخل في مرحلة فقدان الاتزان، فاتصلنا بعبد الناصر حينها واخبرنا أن ننقله إلى المستشفى، وبعد أن أشار الأطباء إلى أن حاله المشير جيّده أخذناه وتوجهنا إلى استراحة المريوطية،وأثناء الطريق دخن المشير سيجارة دون أن يتبادل معنا أي حديث، وعند وصولنا جلسنا معه بعض الوقت قبل أن نتركه هناك تحت الحراسة المشددة إلى حين مقابلته مع عبد الناصر،وبينما أنا في الطريق وصلني إخطار عاجل يفيد انتحار المشير عامر بمادة سامه تناولها يوم 13/9/1967 قضى بسببها نحبه في اليوم التالي.. 
انتحار المشير عامر
يقول حسنين هيكل عن اللحظات التي عرف بها عبد الناصر بعلاقته المشير وزواجه من برلنتي عبد الحميد «.وفي 20 فبراير 1967 قرأ عبد الناصر تقريراً كان بمثابة صدمة، كان التقرير عن زواج عامر وبرلنتي وأنهما ينتظران مولوداً نتيجة لهذا الزواج..
ورأى عبد الناصر أن ينتظر أياماً قبل أن يفاتح عامر في الموضوع حتى لا تملكه انفعالات الغضب وتصعب المناقشة الجادة في تصرف يصعب السكوت عليه  ،كان شعور عبد الناصر لأول وهلة أن عبد الحكيم عامر يجب أن يبتعد عن منصبه وما دام قد اختار أن يغلب ضعفه الإنساني على شعوره بالواجب فإن الأمور تقتضي حسماً،وقام عبد الناصر باستدعائه لمقابلته يوم أول مارس 1967، وكانت مشاعره مختلطة بين الأسى والغضب، فقد كان عبد الحكيم عامر أقرب الناس إليه منذ كانا في عز الشباب ضابطين بالقوات المسلحة، ثم خدما معاً في السودان قرابة عامين..، ثم كان عبد الحكيم عامر ساعده الأيمن في تنظيم الضباط الأحرار، وكان هو الذي يتولى الإشراف على شؤون التنظيم بما فيها الاتصال مع الضباط الذين انضموا إلى صفوفه وكان عبد الحكيم عامر بطبيعته إنساناً ودوداً قادراً على كسب ثقة زملائه والاحتفاظ بودّهم..،وليلة الثورة كان بجانب عبد الناصر طوال الوقت وفيما بعد، لصلته بتنظيم الضباط الأحرار ولمعرفته الواسعة بهم، وبغيرهم من المتعاطفين مع الثورة أو الذين ساعدوا على قيامها واستقرارها رقيّ إلى رتبة اللواء وأصبح قائداً عاماً للقوات المسلحة وقد ساعده في هذه المهمة وتولى وزارة الحربية بعد شمس بدران ويضيف هيكل «..ومع أن عبد الحكيم عامر لم يكن في أحسن أحواله أثناء معركة سنة 1956 إلا أن ظروف العدوان الثلاثي كانت تغلب على أعصابه، ثم إن تجربته في سوريا لم تكن ناجحة. وبرغم ذلك فإن عبد الناصر كان دائماً على استعداد لأن يعطيه فرصة أخرى وكان عبد الحكيم عامر من ناحيته يشعر بهذه الحقيقة ومن ثم فإنه أصبح في بعض الأحيان حساساً بأكثر من اللازم..، وحين وصل عبد الحكيم عامر إلى مكتب جمال عبد الناصر في بيته في منشية البكري فإنه أحس على الفور بأن هناك شيئاً غيرعادي في الجو، وبدأ من بعض تصرفاته أن لديه فكرة عن الموضوع الذي استدعى من أجله..،كان أسلوب عبد الحكيم عامر المعتاد عندما يوجه إليه أي تساؤل عن تصرف من تصرفاته أن يبدأ بإثارة زوابع صغيرة ويتخذ مظهر الغاضب المجروح المعتدى عليه،وهكذا عندما سأله جمال عبد الناصر في موضوع زواجه السري بدأ غاضباً ومتألماً وقائلاً: «إنه سئم هذه الحملات الموجهة ضده والتي تثور من وقت لآخر وإنه لم يعد يطلب غير أن يبتعد وإنه يفضل أن يعود إلى قريته «أسطال» بالمنيا ويعيش هناك فلاحاً عادياً، يزرع ويقلع ولا يكون نائباً لرئيس الجمهورية أو نائباً للقائد الأعلى للقوات المسلحة انتظره جمال عبد الناصر حتى أفرغ ما لديه ثم كان تعليقه أن كل ما سمعه من المشير خارج الموضوع، وأن سؤاله كان سؤالاً محدداً، وليست هناك جدوى من تجنب الرد عليه مباشرة..وهكذا هبط عبد الحكيم عامر فوراً من الغضب إلى التظاهر به دفاعاً عن النفس، واعترف بعلاقته مع السيدة برلنتي عبد الحميد، ولم يجد ما يبرر به تصرفه سوى أنه وجد أخيراً إنسانة تستطيع أن تفهمه وكانت الدموع تلوح في عينيه وهو يحاول أن يكتمها.،ثم لم يتمالك نفسه وراحت دموعه تجري على خدّيه في صمت، وسأل جمال عبد الناصر عن الظروف التي تعرف فيها عليها وكان ردّ عبد الحكيم عامر أنه تعرف بها عن طريق صلاح نصر.؟! .
---
تعليق رئيس التحرير : يقصد ان اجتماع (الثلاثاء) في صحيفة روز اليوسف كان بترتيب صلاح نصر لكنه لم يرتب لتنشأ قصة غرام بينهما , ولعل صلاح نصر كان ينتظر ان يتأكد من قدرتها في ان تختطف قلب المشير عامر فيبدأ في تجنيدها ومساومتها في مقابل التجسس على عامر لحسابه لكنه فشل في ذلك نظرا لأن علاقة المشير مع برلنتي تطورت إلى حد : الزواج ..وهو امر لم يكن في حسبان صلاح نصر عندما فكر في اغوائه ومحاولة اخضاعه لشبكته التجسسية ( الوطنية ) !!!!
  (اسمعي يا مدام..نحن نعرف وطنيتك ونطالبك بالمساهمة من أجل وطنك..كل ما نطلبه تقريرًا عن ما تسمعيه خلال علاقاتك )
---
الكاتب الكبير / أشرف مصطفى توفيق ( مستشار ورئيس محكمة سابقا )
لقراءة جميع حلقات : حكايات وأسرار على هامش ثورة الضباط الأحرار اضغط هنا
لقراءة جميع مقالات الكاتب .. اضغط هنا 

اضف تعليق

أحدث أقدم