نبهات الزين الجزائرية : على الضفة الأخرى رجل يحبني

نص أدبي :
على الضفة الأخرى رجل يحبني....
كذلك أنا أشاطره الحب وشيئاً من الجنون ..

أستيقظ صباحاً ..
 أبتسم للفراغ النائم بيننا وأسخر منه .
 ألوي عنق المسافة، وأغمض عيناي .. 
أقبل روحاً أسمع أنفاسها وأصبّحها بالخير..
ثم أذهب لإعداد القهوة وأصبها للنصف في فنجانين .
أشربها بالتداول ..
 رشفة لي ورشفة له !
أفتح هاتفي وأتبادل معه أطراف الحديث ..
نتكلم عن كل شيء ( السياسة ، قصائد درويش ،صوت أنغام، أسعار الخضر ، آخر ما كتب ، تصرفاتي العفوية ،غيرتي عليه،نغضب ،نضحك ...) 
يستأذنني للذهاب إلى عمله ويختم الحديث بما يجعلني أشعر بالسعادة طيلة اليوم.. 
لا أتوقع ماذا يقول في كل مرة ،لكنه يعرف دائما كيف يفعل هذا ؟!!
 أودعه إلى حين لقاء ، وأعود لأرتب المكان ..
فأعيد الكتاب الذي أقرأه بدلا عنه إلى مكانه، أسقي الأزهار التي اشتريتها لي بدلا عنه، أشم رائحة عطره في قميص اقتنيته له ، وأنتظره إلى أن يعود في المساء ..
***
أفتح هاتفي لأستقبله بكل أوجه الاشتياق ، أقبله حلما، ثم أحضر الطعام في طبقين ، والماء في كأسين، وأقسم التفاحة نصفين !! 
على الطاولة يلملم الحديث شتاته ، ويواجهنا ببعض ، كمسافرين في قطار يجلسان قبال بعضهما وجهه إلى الشمال ووجهي إلى الجنوب.. 
نبهات الزين
هو يرى أشجار الصنوبر فالصفصاف فالبلوط .. 
وأنا أرى أشجار البلوط فالصفصاف فالصنوبر.. 
هو يرى نقطة الوصول قبل أن يتوقف القطار وأنا أراها بعد أن يتوقف .
على الطاولة رأيت الكثير من الكؤوس والأطباق والشوكات .. 
سمعت الكثير من الأصوات، كلها تضحك .. 
أنا الوحيدة من سقطت دمعتها لتُغرق المكان.... 

على الضفة الأخرى رجل كنت أعتقد أنه يحبني
بقلم / نبهات الزين 
أديبة وقاصة نشر لها العديد من القصص القصيرة 
وهي رائدة من رائدات أدب القصة القصيرة جدا في الوطن العربي

اضف تعليق

أحدث أقدم