أشرف مصطفى توفيق: البخاري يطرق الباب !

يأتى تليفون..أعرف الرقم ذو الأربع ستات فى نهايته. إنه رئيس التحرير اسمعه قال متعجلاً : شيخ شاب فتح النار اليوم على”البخارى وصحيحة” وانكر عدة آحاديث أعجبها أن الرسول محمد سحره اليهود؟! 
ملحق الجمعة الدينى يجب أن يكون به رد على هذة الفتن فانت محرر الصفحة الدينية بالجورنال ؟!
اقول له : اليهود فعلوا كل شيىء كريه..                                     
ولكنه يتعجل قفل الأتصال.. 

آى اجازة تلك؟! لم يكن ينقصنا إلا كلشنكوف لصدر(البخاري)؟

البخاري
اردد قوله كابتن (هادوك) فى مجلة (تم تم): الف لعنة ولعنة ..ابحث عن عدد منها ..ولا أجد، ضاعت طفولتى؟!
أفتح ملف "السحر" الذى اوقعنى فيه رئيس التحرير ، وقد حُدد الهدف بصحيح البخارى ..
أقرأ فيه: ( عن عائشة رضي الله عنها قالت: ( سحَرَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ من بني زُرَيْقٍ يقال له: لَبيدُ بنُ الأعصم،حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُخَيَّل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله، حتى إذا كان ذات يوم – أو ذات ليلة – وهو عندي، لكنه دعا ودعا، ثم قال: يا عائشةُ، أشَعَرْتِ أن الله أفتاني فيما استفتيتُه فيه؟ أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي،والآخر عن رجلي، فقال أحدهما لصاحبه:ما وجَعُ الرجلِ؟ فقال: مطبوبٌ، قال: من طَبَّه؟ قال: لبيد بن الأعصم، قال: في أي شيء؟ قال: في مُشْطٍ ومُشاطة وجُفِّ طَلعِ نخلةٍ ذَكَر،قال: وأين هو؟ قال: في بئر ذَرْوَان فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه فجاء فقال ((يا عائشة، كأن ماءها نقاعة الحناء، وكأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين))،قلتُ:يا رسول الله،أفلا استخرجْتَهُ؟ قال قد عافاني الله، فكرهت أن أثير على الناس شرًّا )
وفى تفسير البخارى قال”المازري” قد أنكر هذا الحديثَ المبتدعةُ؛من حيث إنه يحط منصب النبوة، ويُشكِّك فيها، وأن تجويزه يمنع الثقة بالشرع، وقالوا: فلعله حينئذٍ يُخَيل إليه أن جبريل عليه السلام يأتيه، وليس ثَمَّ جبريلُ، قال: وهذا الذي قالوه باطل.فلم يَمَسَّ هذا السحرُ عقلَه، ولا سلوكياتِه،ولا تصرفاته،اليهود- لعنهم الله - اتفقوا مع لبيد بن الأعصم،وهو من أسحر اليهود، أن يعمل سحرًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويعطوه ثلاثة دنانير،وفعلاً قام ذلك الشقي بعمل السحر على شعرات من شعر النبي صلى الله عليه وسلم، قيل: إنه حصل عليها من جارية صغيرة كانت تذهب إلى بيوت النبي صلى الله عليه وسلم، وعقد عليها سحره .
والظاهر من جمع طرق الحديث أن هذا السحر كان من نوع عَقْد الرجل عن زوجته فكان النبي صلى الله عليه وسلم يُخَيل إليه أنه يستطيع أن يجامع إحدى زوجاته فإذا اقترب منها لم يستطع ذلك واختلف في مدة هذا السحر، فقيل: أربعين يومًا، وقيل غير ذلك حتى ست من الأشهر،فالله أعلم.
ولكن لا نقص يلحق الرسالةَ من هذا كله لأنه مرض كسائر الأمراض،لا تَسَلُّطَ له على عقله، بل هو خاص بظاهر جسده كبصره؛حيث صار يُخَيَّل إليه تارة فعلُ الشيء من ملامسةِ بعض أزواجه، وهو لم يفعل،وهذا في زمن المرض لا يضر فلا يَجُر خللاً لمنصب النبوة؛ لأن المرض الذي لا نقص فيه في الدنيا يقع للأنبياء، ويزيد في درجاتهم في الآخرة عليهم الصلاة والسلام .
وحينئذٍ .. يخُيِّل له بسبب مرض السحر أنه يفعل شيئًا من أمور الدنيا، وهو لم يفعله، ثم زال ذلك عنه بالكلية .



النبي محمد ليس الوحيد , موسى عليه السلام تعرض أيضا للسحر 

والعجب ممن يظن هذا الذي وقع من المرض بسبب السحر لرسول الله صلى الله عليه وسلم قادحًا في رسالته،مع ما هو صريح في القرآن في [قصة موسى مع سَحَرة فرعون] حيث صار يخيَّل إليه من سحرهم أن عِصِيَّهم تسعى، فثبَّته الله، كما دل عليه قوله تعالى” قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى” ولم يقل أحد من أهل العلم، ولا من أهل الذكاء إن ما خُيَّل لموسى عليه الصلاة والسلام من سَعْي عِصِيِّ السحرة- قادحٌ في رسالته.  
فهل ارتحت ؟! لم ارتح، ولم يطمئني تأؤيل المازري !!
 هل يمكن أن ارفض الحديث بعقلي كما فعل المبتدعةُ - المزمومين الإيمان- واقول اشك فى أن الحديث موضوع، أو اتقول بأنه حديث “آحاد” لا يتعبد به ؟!
وكيف فالكل تناولوه عن عائشة ؟! , الحقيقة أنى دخلت فى تحد مع الرجال الذين سبقوني للحديث، بغباء فكرة (هم رجال ونحن رجال) وبجوع فلسفي للاجتهاد ولو حظيت منه بأجر إذا اخطأت؟
رحت انتقي من ثوب التراث المكشوف مكمن فتنتي, منقسم في حالتي بين: الشك تارة، واليقين آخرى، متمثل حالة روائية تعرف ب (د.هيجل- ومستر هايد) تماما كرجل امام امرأة كــ "فينوس" يكسوها تارة، ويعريها تارة حسب رغبته،وفى كل مرة كان يقيس رجولته.
القرآن يمتدح الحافظات , والنبي يأمر بستر العلاقة بين الأزواج والزوجات , فهل تصبح هذه شبهة قادحة في حديث السحر ؟
أقول حديث بحديث والقرآن بيننا:
(فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ) في الآية يمدح الله تعالى الصالحات القانتات بأنهن حافظات للغيب أي يحفظن أنفسهن عن الفحش ويحفظن ما بينهن وبين أزواجهن من خصوصية وقال تعالى: (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ( القرآن الكريم له لمسة حانية رفافة تمنح العلاقة الزوجية شفافية ورفقًا ونداوة، ونفهم من الآية أن الزوج عليه أن يكون لباسًا وسترًا لزوجة، وأن تكون الزوجة كذلك له،وقد ذكر الله المرأة قبل الرجل في ذلك في قوله: هن فيحصل بذلك السكن والرحمة 
وكشف هذا الستر يتعارض مع الآية وما تضفيه من معانٍ وظلال..) ..
أما الحديث الذى بدى ملفتاً : (فعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود عنده فقال:لعل رجلا يقول ما فعل بأهله، ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها فأرم القوم، فقلت: إي والله يا رسول الله ! إنهم ليفعلون وإنهن ليفعلن. قال : فلا تفعلوا ، فإنما مثل ذلك شيطان لقي شيطانة، فغشيها والناس ينظرون ) وفى تخريج آخر للحديث ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من أشر الناس عند الله منزلة من يَوٌم إلى امرأته وتفضى إليه ثم ينشر سرها)..فقبل السحر لايجوز نسب حديث لعائشه،على خلاف القرآن وسنه حبيبها ونبيها .

يأتى النووي في تعليقه على هذا الحديث (وفي هذا الحديث تحريم إفشاء الرجل ما يجري بينه وبين امرأته من أمور الاستمتاع، ووصف تفاصيل ذلك وما يجري من المرأة فيه من قول أو فعل أو نحوه،فأما مجرد ذكر الجماع فإن لم تكن فيه فائدة ولا إليه حاجة فمكروه لأنه خلاف المروءة.وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم 'من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت')
وقبل أن أقول (وجدتها) كمكتشف قانون الطفو، لايكتفِ النووى فيقول: ( وإن كان إليه حاجة أو ترتب عليه فائدة بأنه ينكر عليه إعراض عنها،أو تدعي عليه العجز عند الجماع أو نحو ذلك فلا كراهة في ذكره) فيضيع ما كان فى أول الأمر مني في الجحيم؟!
تأويلى (اوف سايد- جول فاكس- إجتهاد هوى) جاء على طريقة شهبندر تجار ثلاثية  (نجيب محفوظ)، (سى السيد) حين ضحكت له الراقصة (زنوبة ) فوضع فى حجرها عطاره محله،ولم يتنبه لغوايتها إلا حين سأله (دفتر-كاتب) المحل فى آى بند يكتبها؟!. فقال له :
(اكتب.. بضاعة افسدها الهوى)؟
ويفسر النووي معنى قوله بحديث (وعن عائشة ايضا "قالت :دخلت امرأة رفاعة القرظي وأنا وأبو بكر عند النبي- صلى الله عليه وسلم فقالت: أن رفاعة طلقني البتة وإن عبد الرحمن بن الزبير تزوجني وإنما أنا عنده مثل الهدبة وأخذت هدبة من جلبابها ؛ وسعيد ابن العاص بالباب لم يؤذن له فقال : يا أبا بكر ألا تنهى هذه عما تجهر به بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما زاد ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. إلا وقال:كأنك تريدين أن ترجعي إلى رفاعة ؟ لا..؟! حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك) ورفاعة القرظي، هو رفاعة بن السموء، والمرأة هي (تميمة) والخبر موثق أشد ما يكون التوثيق إذ أوردته عوالي دواوين السنة لأنه إنطوى على قاعدة فقهية هي : ذوق العسيلة - في-  المحلل.
وافهم معنى : فأما مجرد ذكر الجماع فإن لم تكن فيه فائدة ولا إليه حاجة فمكروه
الهذا تقول النساء فى المحاكم الأن: (اخاف على نفسى من الفتنة)؟! انه الإختصار الرشيد لتخريجة النووى : ( وإن كان إليه حاجة أو ترتب عليه فائدة بأنه ينكر عليه إعراض عنها، أو تدعي عليه العجز عند الجماع أو نحو ذلك فلا كراهة في ذكره)
أقول لنفسى حديث السحر مر باختبارات“ (البخارى) والغلط لا يجوز فى (البخارى) ولاداع للإستسلام للوسوسة، وتلبيس ابليس اللعين، أشعر بفأس الصداع تهد فى رأسى..حمة القهوة بدأت اعراضها
الاسم : اشرف مصطفي توفيق محمد
وشهرته اشرف توفيق ( جميع مقالات الكاتب هنا
البريد الاليكتروني :ِAshraftawfik11@gmail.com
عضو نقابة المحامين 2002
حاصل على الدبلوم العالي للدراسات الإسلامية بامتياز وكان ترتيبه "الاول"
- حاصل على ماجستير قانون
-عضو أتحاد الكتاب1995, عضو أتيليه القاهرة1999

اضف تعليق

أحدث أقدم