الحلواني اللي بنى مصر , كان بتاع كنافة !!

كتبت رنا أحمد :

اللي بنى مصر كان في الاصل حلواني 

ايه نوع الحلاوة اللي كان بيعملها ؟
واسمه ايه ؟

يقال أن أصله من الأرمن الذين يعيشون على حدود أوربا الشرقية 
لكن المراجع الثابته بتقول انه صقلي المولد .
- في جزيرة صقلية سنة 928 ميلادية اتولد جوهر بن عبد الله " الصقلي "
وعاش فيها وكان يتقن صناعة الحلوى وعلى الأخص صناعة حلوى الكنافة 

كنافة

وفي إحدى غزوات الدولة العبيدية المهدية ( جد الفاطميين ) تم جلبه إلى ولاية افريقية ( تونس حاليا ) وعاصمتها القيروان 
واستطاع جوهر الذي اصبح لقبه : ابو الحسين وشهرته جوهر الرومي او جوهر الصقلي انه يتدرب في الجندية حتى اصبح امهر قادة الدولة الفاطمية عسكريا ..

جوهر الصقلي



جوهر الصقلي , من الكنافة إلى القيادة 

استطاع ابو الحسين جوهر بن عبد الله الصقلي ( الكنافاني ) بموهبته الفذة انه يقنع المعز لدين الله الخليفة الفاطمي ان تأمين بلاده وتحقيق طموحه في التوسع يبدأ من السيطرة على مصر 
زمان كانت مصر هي رومانة الميزان للدولة الاسلامية في قارة افريقيا 
يعني والي مصر كان بيكون والي الشرق كله وكل البلاد الافريقية تكون خاضعة له 

فأنت يا حاج معز عشان تحقق طموحاتك التوسعية في نشر المذهب الشيعي العبيدي , لازم تاخد مصر , وده انسب وقت لان الحاكم الحالي في مصر هو الطفل محمد بن طغج الاخشيدي بن الحاكم القوي كافور الاخشيدي اقوى حكام زمانه واستمر حكمه لمصر 20 سنة كانت كلها خير وعدل 
كافور الاخشيدي كان في الاصل عبد حبشي اسود , ومن الخصيان كمان 
عشان كده ماباضش على الشعب وكان حاكم عادل ( امنعوا الضحك ) 

وفي عام 969 استطاع القائد جوهر الصقلي الاستيلاء على مصر وانهاء الحكم الاخشيدي والقضاء على سلطان الدولة العباسية على المشرق الاسلامي 

الصقلي

واول ما فكر فيه هو انشاء مدينة جديدة ليقيم فيها قصرا للخليفة الفاطمي , ومسجد لنشر الفكر الشيعي ويسميه المسجد الأزهر نسبة إلى الزهراء السيدة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم , واستمر بناء المسجد سنتين !!


وتم تخطيط بناء المدينة الجديدة ليكون لها اربع احياء رئيسية وعدة ابواب : 

في الشمال باب النصر , وباب الفتوح 
في الجنوب :  باب زويلة , وباب الفرج
في الشرق : باب البرقية , وباب القراطين 
وفي الجنوب : باب سعادة , وباب القنطرة  
وأضيفت لها ابواب اخرى بعد كده مثل :
باب الشعرية , باب الوزير , باب البحر , باب العزب , باب القلة , باب الدهيشة , باب السر , الباب الاحمر , الباب الجديد , باب القلعة , ....الخ
باب الفتوح

كده بقى مش فاضل غير الأسم , بماذا سنسمي المدينة الجديدة ؟
كان الفاطميين مولعين بعلم التنجيم والابراج وكان خلفاؤهم من علماء هذا العلم 
فقرر جوهر الصقلي ان يجمع علماء الفلك والتنجيم لأختيار فأل وطالع سعيد لعلمه ان ذلك سوف يعجب الخليفة

فتم جمع العمال في منطقة العمل , والعلماء على قمة المقطم في استطلاع الفأل او الطالع 
وعشان يتم ضبط الامور بدقة بين لحظة دخول الطالع السعيد في مداره 
تم مد حبل طوييييييل يمتد من منطقة العمل إلى قمة المقطم 
وتم تعليق اجراس في هذا الحبل , بحيث اذا رأى العلماء طالع سعيد قاموا بشد او جذب الحبل فتحدث الاجراس صوتا عاليا فيسمعه العمال فيبدأون العمل 
وقف الجميع يتربص ويرصد النجوم في السماء 
ويرصد ..
ويرصد ..
ويرصد ...
إلى ان جاء غراب اسود ابن ميتين ...... ووقف على الحبل فالاجراس اهتزت واحدثت ضوضاء , فظن العمال ان هذه هي اشارة البدء .. وأرمي يا معلم الاساسات وأرفع السقالات وغني يا امال يا ماهر طوبة فوق طوبة وابني 

العلماء سمعوا صوت الاجراس !! .. بصوا للسماء لقيوا الطالع في منزلة القاهر , راحوا خدوا ديلهم في اسنانهم ونزلوا جري يلحقوا العمال وهم بيصرخوا :
الطالع في القاهر 
الطالع في القاهر يا بهااااايم 
يا عز الطالع في القاهر يا عز  , اطلع من هدومي يا ناس 

توفيق عاكاشة


لكن للأسف .. كان خلاص عجلت الحظ  اشتغلت وقضي الأمر 
فقرر توفيق عكاشة , قصدي جوهر الصقلي انه يسميها : المعزية 
مش نسبة إلى عز بتاع الحاج توفيق , نسبة إلى المعز لدين الله الفاطمي 

بعد 3 سنين ييجي الخليفة المعز لدين الله ويدخل القصر بتاعه 
ويعجب به جدا ويعجب كمان بتقسيم المعزية وابوابها 
ويسأل القائد بتاعه جوهر الصقلي عن الطالع يوم البناء 
ولأن الراجل اصله بتاع كنافة ,  ومن خوفه راح رامي الحمل على العلماء بتوع الفلك وقاله كان الطالع في القاهر !

إلا ان المعز لدين الله الفاطمي استبشر خير , وقرر يغير اسمها من المعزية إلى القاهرة 
وارسل في طلب عضم اللي خلفوه ( رفات اجداده ) وجابهم ودفنهم في مصر 

القرموطي

اه والله يا عم جابر زامبئولك كده حتى اسأل المحافظ 
طب انت مش حاسس بالخير ؟!
الاستاذ اللي وراء حاسس !! 

وهي دي حكاية القاهرة والحلواني اللي بناها 
بعض المعلومات عن جوهر الصقلي في ويكيبيديا 

اضف تعليق

أحدث أقدم