حكاية فن الديكوباج مع مها سمير

 حكاية فن "الديكوباج" بقلم خبيرة الديكوباج مها سمير.

الفنانة مها سمير

عن فن الديكوباج 

فن الديكوباج : 
يتمتع الديكوباج بتاريخ طويل ورائع على مر القرون، وتأثر بالعديد من البلدان حول العالم
ومارسه العديد من الممارسين المشهورين مثل ماري أنطوانيت، ومدام دي بومبادور، واللورد بايرون، وبو بروميل، حتى ماتيس وبيكاسو. 
و كلمة ديكوباج هى كلمة فرنسية تعني قطع من شيء ما. لأن أساسه اقتطاع رسمة أو جزء منها.

بداية فن الديكوباج

بدأ فن الديكوباج فى القرن الثاني عشر وذلك حين كان الفلاحين الصينيين يصنعون قصاصات ورقية برسومات ذات ألوان زاهية لتزيين النوافذ والفوانيس وصناديق الهدايا وغيرها من الأشياء المنزلية.
هذه الخبرة الصينية في استخدام المقص جاءت من شرق سيبيريا،حيث استخدمت القبائل البدوية اللباد المقطوع لتزيين المقابر .
وفي القرن الثالث عشر بدأت الرحلات الاوروبية الاستكشافية 
وكان البحارة الاوروبيون يعودون بالكنوز والقصص والعلوم والفنون إلى أهاليهم
ومنها كان فن التزيين بقصاصات الورق المرسومة يدويًا الذي وجدت فيه الطبقة الشعبية الفرنسية طريقها إلى الحصول على منازل مزينة كمنازل النبلاء فى عصر النهضة .
فزينوا الجدران والاثاث بالرسومات الورقية حتى اكتسب الديكوباج مكانة بارزة كشكل من أشكال الفن الشعبي في فرنسا تبنته الحياة الفرنسية. 
وقام الفنانين بتحسين هذا الفن وتوسيعه باعتباره "فن الرجل الفقير" .
لأنه كان وسيلة لأولئك الذين لديهم إمكانيات منخفضة للحصول على أعمال فنية ذات أهمية لتزيين منازلهم وأثاثهم وأغراضهم.

بداية ازدهار فن الديكوباج

ومع ذلك لم يزدهر فن الديكوباج إلا فى القرن السابع عشر عندما قام الحرفين الايطاليين بفلورنسا بالجمع بين فن الديكوباج وبين تقنيات الديكور الأخرى الشائعة في فلورنسا 
مثل التذهيب بأوراق الذهب والتصميمات الخشبية المنحوتة، فأنتجوا أغلفة الكتب الجلدية وإطارات للوحات فنية شهيرة والتي غالبًا ما كانت صورًا دينية للكتاب المقدس. 
وبدأ السياح غير الرومان الكاثوليك في شراء المزيد من هذه الحرف اليدوية من الفلورنسيين
فأصبحت صور الديكوباج أقل تدينًا وأكثر انعكاسًا للأعمال الفنية الإيطالية الشهيرة بشكل عام. 

الديكوباج في القرن الثامن عشر

وفي القرن الثامن عشر، طور حرفيو البندقية الديكوباج بتطبيق عدة طبقات من الورنيش لإنشاء لمعان شديد يشبه البلاطات الخزفية التى اشتهر بها الفن المغربى 
وأطلقوا عليه اسم " lacca povera " أى الورنيش الرديء لأن تكلفته كانت اقل بكثير من الخزف و الصينى.

أبرز المساهمين في تطوير الديكوباج.

عشقت ماري أنطوانيت (ملكة فرنسا الشهيرة) هذا الفن، وابتكرت هي ووصيفاتها قطعًا مذهلة باستخدام الرسوم التوضيحية والنقوش وقصاصات الورق الدقيقة. 
وزينت بها الأثاث والأغراض الشخصية المتنوعة، لتصبح رمزاً للأناقة. 
كذلك ابتكرت ماري ديلاني تقنية جديدة للديكوباج عُرفت باسم:
"الفسيفساء الورقية" 
وكانت صديقة للملك جورج الثالث ملك بريطانيا و زوجته الملكة شارلوت راعية الفن.
 
وبحلول العصر الفيكتوري، ظهرت تصاميم الديكوباج الرائعة في كل مكان. 
وقاموا بتعليم فن الديكوباج للشابات كوسيلة لتزيين الأشياء بمختلف خاماتها مع تعليمات حول كيفية التلوين والصمغ والقص والورنيش.
وهكذا انتشر الديكوباج فى العديد من بلاد اوروبا حيث عرف بوصفه :
" فن القصور" أو "فن الطبقات الراقية "
من أعمال الفنانة مها سمير 

توقف فن الديكوباج لبعض الوقت.

و فى القرن التاسع عشر توقف لبعض الوقت، إلا أنه تم إعادته إلى الحياة في القرن العشرين من قِبَل الأمريكيين الذين كانوا يبحثون عن الحفاظ على الفن التصويري وتزيين الأثاث. 
و استمر الديكوباج في التطور سنة بعد سنة. فظهر  عدد لا يحصى من الأساليب والأفكار الجديدة الى يومنا هذا.
مها سمير
الفنانة مها سمير في أحد معارضها

أهم خامات فن الديكوباج.

و فن الديكوباج رغم انه يحتاج الى صبر و دقة إلا انه سهل بشكل مدهش وممتع بشكل لا يصدق، و معظم خاماته من طباعة و مواد لاصقة وألوان وعجائن وغيرها متوفرة  
لدرجة أن اغلب الديكوباجيات المصريات اصبحت  تُصنّعها بنفسها فى منزلها حتى نافست بها الخامات المستوردة.
من أعمال الفنانة مها سمير 

اضف تعليق

أحدث أقدم