مراجعة كتاب الإنسان و الإسلام لــ " علي شريعتي " , بقلم فهد أشرف


كتب فهد أشرف :
ما يشدني لكتب شريعتي دائماً هو انه مفكر حقيقي متحرر من عقدة التبعية , يحاول بطريقة نقدية تناول مواضيع فكرية و فلسفية و ايديولوجية تمسنا بشكل مباشر في الصميم .
 و ما يميز شريعتي بصراحة انه مفكر أصيل يمثل شخص مثقف غير مأزوم ثقافياً كباقي المفكرين العلمانيين ، إنما هو في الحقيقة مفكر مطلع على الثقافة الغربية و المدارس الغربية الفلسفية , يفهم الإسلام في صورة ايديولوجية واعية لا مجرد وراثة او تقليد او تبعية عمياء للماضي و القديم.

الإنسان والإسلام 

يبدء شريعتي في الفصل الأول بعنوان "الإنسان و الإسلام" في بحث مكانة الإنسان في الإسلام و بيان العزة و التفضيل بالنص القرآني ، و يوضح أن الإنسان في الإسلام هو مخلوق ثنائي البعد مخلوق من عنصرين اساسيين هما الطين (الذي يمثل البعد الارضي) و روح الله ..

 و يوضح شريعتي ان الإنسان بعيد كل البعد عن الاحادية , منطلقاً من نفس نقطة الإرتكاز التي ارتكز عليها "علي عزت بيجوفيتش" في كتابه "الإسلام بين الشرق و الغرب" بإعتبار ان الإنسان هو حامل أمانة الله على الأرض. 

التاريخ وطبيعة الإنسان 

 يتعرض شريعتي لمأساة التاريخ في فهم طبيعة الإنسان و تقلب المجتمعات بين النزعة المادية و الروحية و يوضح طبيعة الإسلام التي توافق تماماً طبيعة الإنسان و كيف انه ذو بعدين ايضاً ، بعد روحي و بعد مادي ، و ينتهي شريعتي في هذا الفصل ببيان طبيعة القرآن ، فهو كتاب فيه احكام اجتماعية و سياسية و عسكرية و حتى قوانين الحروب و معاملة الأسرى و الرغبة في الحياة و الإعمار و الصناعة و الكفاح ضد الأعداء ، و أيضاً هو كتاب يعتني بتزكية النفس و سمو الروح و الأخلاق العالية للفرد. 

ثم يتطرق شريعتي إلى شخص النبي محمد ﷺ ، فهو رجل قيادي يشهد ساحة الكفاح و المقاومة السياسية مع العدو و عناصر التخريب في المجتمع ، و هو دائماً بصدد بناء المجتمع الجديد و التمدن الجديد ، و في الوقت نفسه هو بصدد هداية البشر إلى هدف خاص ، كما انه رجل صلاة و نسك و تقوى. 

و يستخلص شريعتي في نهاية هذا الفصل نتيجة غاية في الأهمية ، يلخصها في قوله "إن الإنسان في ظل الإسلام ، ليس كائناً مستحقراً و ذليلاً أمام الله ، بل هو خليفة الله ، و كائن عزيز عند الله ، و حامل لأمانة الله في الأرض ، و قد علمه الله و أمر ملائكته بالسجود له.


و الإنسان ذو البُعدين ، و صاحب هكذا مسؤولية يحتاج إلى دين لا يصرفه إلى النزعة الآخروية البحتة ، و لا إلى النزعة الدنيوية المطلقة. بل يحقق له التعادل و التوازن. أى أنه بحاجة إلى دين ذي بُعدين حتى يساعده على تنفيذه مسؤوليته الإنسانية "


الإنسان والإسلام

الرؤية الكونية 


أما الفصل الثاني فيبدأه شريعتي بعنوان "الرؤية الكونية" ، و دراسة الرؤية الكونية هى دراسة الأفراد و الجماعات و الشعوب ذاتها ، فالناس تختلف على حسب رؤيتهم للكون ، الفرق بين عمر الخيام و حافظ ، و المولوي ، و ملا صدرا ، و أبي مسلم الخرساني ، و جان بول سارتر ، و البير كامو ، و أمثالهم ، هو على أساس رؤيتهم للكون ، أى على ضوء ما يفهمونه عن الكون. 

ثم يبدأ شريعتي بدراسة متميزة للرؤى المادية و الدينية للكون ، و كيف ان الرؤية الدينية نفسها تنقسم على ذاتها ، و يشير شريعتي ان النظرة الثابتة للأديان و دورها في حياة البشر تكون في الغالب خاطئة ، بل إن الدين في صراع مع الدين منذ الازل .

 ثم يثبت شريعتي سيطرة الطبقة القابلية التي يمثلها القرآن في فرعون (السلطة) ، قارون (الثروة) و بلعم بن باعورا (الدين المزيف) ، فهم وجوه ثلاثة تقف امام موسى و الذي يمثل دين التوحيد الثوري . 

و ينتقل شريعتي بعد ذلك ليسلط الضوء على الاثر المادي و الفكر البرجوازي بعد الثورة ، فقد قامت الثقافة و الأخلاق البرجوازية في إسقاط العلم و الفلسفة في شرك المال و كدح الحانوت و التنكر للأهداف الأخلاقية السامية ، و بهذا يستمر النظام السائد القابيلي في استغلاله للدين و الفلسفة و العلم لتمرير الوضع القائم.

استخراج المصادر الثقافية و تهذيبها

ثم يشرع شريعتي في الفصل الثالث بعنوان "استخراج المصادر الثقافية و تهذيبها" ، فكما ان الشعب او المجتمع ، له معادن و مصادر إقتصادية ، و أن هذه المصادر و المعادن مليئة بالطاقة ، و ببقائها مواد خام فلا قيمة لها ، و أن الشعب غير اللائق يبقى جائعاً رغم إمتلاكه لهذه الثورات الإقتصادية و الطاقة العظيمة ، حيث يبقى محروماً من جميع هذه الطاقات الفياضة التي بإمكانها أن تخلق منه شعباً مرفهاً ، كذلك فإن نفس هذا الشعب ، له معادن و مصادر ثقافية و معنوية أيضاً ، و التي تكدست فوق بعضها على طول التاريخ. و يؤكد شريعتي اننا من غير الممكن ان نصل إلى الإستقلال المادي دون الوصول إلى الإستقلال المعنوي و الثقافي اولاً .

 ثم يشير شريعتي إلى المثقفين المزيفين المتطبعين بثقافة الغرب و الذين اصبحوا افواه فاغرة تتلقف اللقم الثقافية التي ترميها اروبا امامهم ، و هذا بالنص ما اوضحه ادوارد سعيد في كتابه "الإستشراق" و كيف تحول المثقفين العرب المزيفين إلى افواه لثقافة المُستعمِر الغربي بوعى منهم او بغير وعى ، يقترح شريعتي النظر لمفكري آسيا و افريقيا بدلاً من مشاهير اوروبا فهم اولى نسبة لجغرافيا الكلام و تشابه المشاكل الحضارية و السوسيولوجية ، و هذا مقتضى واجب المفكر و الكاتب التوجه لمشاكله عبر مقارنة مجتمعات تشبه مجتمعه لا التوجه إلى الغرب. يقول شريعتي " يجب علينا - بإعتبارنا كتّاباً و مفكرين - التوجه إلى أشخاص يماثلوننا في آلامنا ، يماثلوننا في تأريخنا و وضعنا و مصيرنا و ماضينا ، ليتنا كنا نعرف "كاتب ياسين" ، بدلاً من "برشت" ، أو كنا نعرف "عمر مولود" أو "عمر أوزغان" ، بدلاً من "جان بول سارتر" ، و نعرف "ايما سزار" و "فرانز فانون" بدلاً من "آلبير كامو" ، لنعرف أنفسنا عن هذه الطريق.


ماذا عمل الغرب ليكون الشرق غريباً عن مصادره المعنوية و غير لائق لها ، كما هو حاله بالنسبة لمصادره المادية؟ ماذا عمل؟ واضح تماماً.


يقول "يقول "عمر مولود" ، و هو أحد كبار مفكري أفريقيا : "إذا أردت أن تستخدم شخصاً و تجعله مطيعاً و تطمئن من وفائه لك ، عليك أن تسلب منه شخصيته ، لأنه إذا كانت له شخصية ، لا يمكن أن يكون خادماً جيداً ، و من أجل إحكام التسلط على قوم ما ، يجب أن تسلبهم شعورهم بالإنسانية ، أو إضعاف هذا الشعور في الأقل ، فالشخص ذو الشخصية خادم ردىء ، و لكن فاقد الشخصية خادم جيد و مطيع و وفي ، وسلس الإنقياد."

ثم يوضح شريعتي ازمة العلمانيين العرب المعطوبين في شخصيتهم المألهين للغرب ، فهم في جدلية سورديل كالطفل الذي يلوذ بالأم التي تهينه ، و هم يتعمدون إهانة ذاتهم و ثقافتهم و كل شئ يربطهم بماضيهم ، و هم مناسبين تماماً من أجل الإستهلاك المادي و الثقافي.

 و المثير للضحك و الشفقة ان هؤلاء المُستَعمَرين ينسبون انفسهم في حالة من اللاوعى للشخصية الغربية, و هذا كان الغرض الاساسي من الإستعمار بالاساس ، المهم ان تعمل ماكنته بصورة دائمية ، و من ثم تباد البشرية ، الشعوب ، الأديان ، الأذواق ، الأصالات و الفنون المختلفة ، المهم ان يتحول جميع البشر إلى مستهلكين يشبهون الجنس الغربي.

 و هنا تكمن مهمة المثقف الحقيقي المتمثلة في تحطيم الصورة التي رسمها الإستعمار عن ماضينا ، و استخراج مصادرنا الثقافية العظيمة ، لا بالشكل الذي استخرجه الغرب لنا و الذي تنتشر منه العفونة و يوجب الإنزجار ، بل بصورة واعية مع الشعور بالمسؤولية و الجدارة ، الشعور بالمسؤولية أمام أمتنا و مجتمعنا ، هذا هو المطلوب في بناء شخصيتنا و استقلالنا الثقافي .

سجون الإنسان الأربعة

و هنا بالذات ندخل في الفصل الرابع بعنوان "سجون الإنسان الأربعة" ، من خلال هذا الفصل يوضح شريعتي انواع الجبر التي سيطرت على حياه الإنسان ، و كان النوع الأول هو جبر الطبيعة ، و الذي يستند عليه المذهب الطبيعي كثيراً ، اما النوع الثاني فهو جبر التاريخ و الذي تستند إليه فلسفة التاريخ ، و الجبر الثالث هو جبر السوسيولوجيا و أصالة المجتمع ، بناءً على النظرية التي تقول "ليس للفرد وجود ، المجتمع هو الذي يصنع الفرد" ، اما السجن الاخطر فهو بالنسبة لشريعتي سجن النفس ، و يرى شريعتي ان الإنسان قد تغلب على جبر الطبيعة بواسطة العلم و صناعة التكنولوجيا ، فإن كان التكنيك و التكنولوجيا يتم مهاجمتهم بأنهم قد مسخوا الإنسان و ضحوا به (و هذا صحيح) و لكن التكنيك هو الذي انقذ الإنسان من جبر الطبيعة ، اما جبر التاريخ فقد قام الإنسان العصري بالتغلب عليه ايضاً ، و هذا عن طريق الوعى بالتاريخ نفسه و المعرفة التاريخية و إكتشاف حركة التاريخ ، فقد اصبح الإنسان المعاصر قار على إختيار المرحلة التاريخية التي يريدها. اما الجبر الثالث الجبر الإجتماعي ، فقد تمكن الإنسان من التخلص منه بواسطة علم الإجتماع و المقاومة الإجتماعية بواسطة الايديولوجيا ، و بذلك قد شارك العلم في التخلص من السجون الثلاثة الاولى ، لكن السجن الرابع هو الاسوأ و هو نفس الإنسان ، فالإنسان اعجز عن اى وقت مضى مقابل هذا السجن ، أى جبر "النفس" ، و هو السجن الذي لا يمكن إزالته بالعلم ، و يثبت شريعتي ان التحرر من سجن النفس يكون عن طريق الحب و التضحية الذين يكفلهما الدين.

مخروطة علم الإجتماع الثقافي

ثم نتوجه بعد ذلك إلى الفصل الخامس بعنوان "مخروطة علم الإجتماع الثقافي" ، و في هذا الفصل يتناول شريعتي الكثير من المشاكل التي تدور في أذهان الجيل الجديد ، فيما يخص الدين ، فيما يخص المجتمع ، فيما يخص المثقف و دوره في المجتمع ، و كذلك فيما يخص موضوع الشرق لا سيما موضوع المجتمعات الإسلامية ، و علاقة الشرق و الغرب المطروحة على كل حال في هذا العصر ، و يوضح شريعتي بعد ذلك التضاد الذي نعيشه بين ثقافتنا و روح الغرب السائدة و كيف ان المثقف الغربي لم يتعرض لهذا النوع من التضاد ، و يؤكد ان المثقف المغترب عن ذاته لن يستطيع حل مشاكل مجتمعه ، و يوضح انه لا يرفض تقليد الغرب بإطلاق انما يؤكد على خطورة التقليد الذي يولد الذلة و الذي يسلب شخصية المقلدين حتى يجعلهم عبيد مسلوبين الوعى ، ثم يتطرق شريعتي لقضية غاية في الاهمية ، و هم علماء المسلمين الذين يرتدون زى واحد لكن إتجاههم مضاد ، و يؤكد شريعتي انه لا ينتقد العلماء بإطلاق إنما هؤلاء الذين اسماهم بــ "الروحانيين" ، فهؤلاء الروحانيين هم من حرفوا في مقاصد الدين لخدمة المُستعمِر او المُستبَد ، و يقول شريعتي يجب ان نسلب الناس من هؤلاء لا ان نسلبهم من الناس .

 ثم يتناول قضية اخرى لا تقل في الاهمية ، و هى الفرق بين الطبقة التي تزاول عملاً فكرياً "الانتلكجوال" و المثقفين ، و يشرح كيفية تحول الجماعة إلى طبقة ، و يسهب في الطبقات الثقافية ، كما يقر ان طبقة "الانتلكجوال" اختلفت تماماً بعد عصر النهضة ، و بعد ذلك يثير اهم القضايا (من وجهة نظري على الاقل) ، و هى قضية وعى المجتمع بين الدين الراقي و الدين المنحط ، يقول شريعتي " إن مجتمعاً وضيعاً غير واع حتى و إن كان له دين متطور راقً ، فإنه لن يتمكن من الرقى ، بل يحط من مستوى دينه الراقي ، و يضغطه في قلوبهم الملوثة الضيقة". 

و يُسقط شريعتي كلامه السابق على المسيح ، المسيح الموجود الآن في العالم و الذي يُعد صنيعة الامبراطورية الرومانية لتبرير ذلة الارقاء الشرقيين و حكومة الاباطرة الرومانيين ، و بهذا يتحول الدين الذي قضى كل تاريخه في السعى من أجل الجماهير ، و من أجل حرية اتباعه و عزتهم ، تحول في ذهنية المجتمع المنحطة ، و ذهنية اتباعه ، إلى عوامل سلبية. ثم ينتقل شريعتي إلى قضية اخرى ، و هو سيادة العلم اللاديني و الذي ادى للمصائب و الإبادات و الحروب ، و كيف لعب الفلاسفة دوراً سلبياً في ذلك ، و هم اول من استعان بهم موسيليني لفرض ديكتاتوريته ، و آخر قضية يثيرها شريعتي في هذا الفصل ، هى قضية العلم الذي صنع اللذة و لكنه مسخ الإنسان ، و في نهاية الفصل يوضح شريعتي وجود الكثير من العلماء المعترفين بوجود الإله ، فقد اعترف إنشتاين بالله من خلال الفيزياء و قال ماكس بلانك " مكتوب على واجهة باب معبد العلم ، من ليس له إيمان لا يدخل هنا." ويختم شريعتي الفصل بكلام اليكس كارل الإيماني و مدحه للدعاء.

الأيديولوجية

و الآن دور الفصل الاخير الاكثر إمتاعاً و اهمية بعنوان "الأيديولوجية" ، و في هذا الفصل تجد تعريف الايديولوجية ، هذه الكلمة السحرية التي تبعث بين الناس ، لاسيما الشباب و بالأخص الشباب المتعلم ، ثم يوضح شريعتي ضرورة إختيار الجيل الواعي المسؤول للايديولوجية ، لان الإنسان الذي لم تكن له ايديولوجية هو إنسان يعيش دون ان يفكر ، ثم يبين شريعتي الفرق بين الايديولوجية و العلم و الفلسفة ، و يُظهر مراحل الايديولوجية و مقتضاياتها و واجب معتنقيها ، و الجزء الاكثر الإثارة في الكتاب برمته هو كلام شريعتي عن ابرز قادة الايديولوجية ، و المتمثلة في شخص الانبياء و دين الإسلام الثوري .

 و ينير شريعتي الفرق بين الدين التقليدي الذي تكلم عنه دوركهايم و الدين الايديولوجي الراقي ، و بهذا يقول شريعتي جملته الشهيرة و الرائعة "يجب أن يتحرر العقل من أسر التقليد المتحجر هذا حتى يتمكن من قبول الإسلام بصورته السامية ، و بصورة ايديولوجية واعية ، و إلا فلن يتمكن من ذلك". و في آخر هذا الفصل الرائع يؤكد شريعتي ان النبوة هى نهضة الايديولوجيات ، و ان الاميون هم اكبر قادة الايديولوجيات ، النبي محمد ﷺ مثلاً. و هنا يكمن دور المثقف عبر التاريخ و هو الوارث الحقيقي لتاريخ النبوة ، فهو يوقظ الأفكار كالبرق الذي ينقدح من الحجر ، و يوجد هياجاناً و حماساً و حركة في عصر ميت ، وهو يسوق التاريخ و يوجهه ، و يكون هو بنفسه حاكماً و بناءً و مبدعاً و مقرراً لمصيره. في النهاية يختم شريعتي كتابه بإختيار حر بين الفرض الغربي و وراثته التاريخية ، و يختار في النهاية ان يكتشف عناصر ايديولوجيته الواعية النابعه عن ثقافته و دينه التقليدي ، و على هذا الاساس يقبل شريعتي الإسلام ، ليس إسلام الثقافة التي يصنعها العالم ، بل إسلام الايديولوجية الذي يربي المجاهدين ، ليس في مدرسة العلماء ، و لا في سنة العوام ، و إنما في ربذة أبي ذر!

فهد أشرف

هكذا اختتم شريعتي رائعته تاركني مشدوهاً من هذا الرقى الفكري و الوعى ، مفعول كلماته على في هذا الكتاب كانت اشبه بالسحر!!

------

 فهد أشرف


اضف تعليق

أحدث أقدم