"نور الباسي"
"بينما أرتق جراحاتي بيدي، خانتني الإبرة، تاركةً خلفها جروحاً أعمق مما توقعت"
هنا، ألقيت بكل شيء جانباً واقتلعت قلبي من صدري بقبضةٍ قاسية.
أحكمت قبضتي عليه، عالجت الألم بألمٍ أعظم حتى تسرّبت كل الطيبة من بين أناملي.
عندها، عاد القلب إلى حجمه المعتاد، تحجّر واستقرّ في مكانه.
"ومنذ تلك اللحظة" . أمضيت حياتي بقلبٍ متحجّر، بلا مجال لأي شعور، ينبض بصلابة لم أعهدها من قبل.
نعم، حينها فقط استطعت أن أكمل حياتي بكل برود، لا أكترث لأشخاص أو لأشياء، ولا لتفاصيل قد تعرقل مساري.
سحقاً لقلب ينبض حناناً وطيبة، وطوبى لقلبٍ امتلأ قسوةً وقوة، حتى لم تعد هناك مساحة لشعورٍ قد يرهقني أو يقيدني.
---
"فادية عصمان"
كنت أحسب أن كل شخص منطقي هو شخص قاسٍ ...
حتى تجرّدتُ من عاطفتي.
"وتأكدت أن كل شخص منطقي مضطر أن يكون كذلك، لأن العقلانية هي الخيار الوحيد أمامه".
---
"نور الباسي"
بالتأكيد، نحن مضطرون، وغالبًا ما تحدث حرب طاحنة بين العقلانية والعاطفة، لكن العقل ينتصر في النهاية، بينما القلب يعتصره الألم.
والألم هو العنصر الأساسي في تكوين كيانك الخاص.
---
"فادية عصمان"
أما أنا، فقد اقتلعت قلبي من مكانه، واستبدلته بحجر،
العقل الذي يستمد أفكاره من القلب خاسر، والعقل الذي يفكر بمنطقية هو الأصح (دائماً).
"نور الباسي "
لكن أنا لم أختار القسوة إنما هي من تولّت قيادتي تستأسد داخلي لم أودّ يومًا أن أتجرّد من ذاتي وكنتُ أظن أنني سوف أحمل تلك الرقة والطيبة، ولم أتوقع نفي كل المشاعر الجميلة،
وأن تولد من أصلابها كلمات دون نبض كلمات لا تحمل داخلها سوا القسوة، والآن ها نحن نحمل داخلنا مستقرٌ لجحيم واحد ما بيننا
يلتهم بلهبه مافات منّا ويلحف بندم أفئدتنا، ليكشف لي كم أننا متشابهتين رغم كل الظروف والأختلافات مابيننا.