كتبت يارا بوفي
عن بدايات الفنّ
 |
| الفنان الشاب طوني عوض |
بدأتْ حكاية الشّاب السّوري طوني عوض بن قرية فيروزة الواقعة في الريف الشّرقيّ لمحافظة حمص، مع الفنّ مُنذ أنْ كان في العاشرة من عمره، عندما كان يخطو أولى خطواته الثّقافيّة.
روى طوني "30 عامًا" بعضًا من ذكرياته في مجال الفنّ قائلاً : كُنتُ أهوى الموسيقى منذ الصِّغر، ولطالما رغبتُ بالإبحار في عالمها الواسع، إلّا أنّني بدأتُ بثقلِ هذه الموهبة بشكلٍ فعليّ في سنِّ العاشرة عندما بدأتُ بتعلُّم العزف على آلة "الأورغ".
في البداية كانتْ هذه الموهبة تتألّقُ على نطاقٍ ضيّقٍ بما يشمل حلقة الأهل والأصدقاء، ثمّ أخذتْ تتطوّر تدريجيًّا لتشمل المشاركة في الاحتفالات مع سكّان القريّة وأمسيات الكنائس عندما بدأتُ العزف مع الجوقات، إلى أنْ أصبحتْ مهنتي الأساسيّة الشّغوف بها دائمًا.
وعن سبب اختياره لهذه الآلة بالتحديد قال طوني: كنتُ مُهتمًّا وشغوفًا بالموسيقى دائمًا، فعند رؤيتي لهذه الآلة للمرّة الأولى، أثارتْ إعجابي بشكلها الغريب المميّز، لدرجة دفعتني الرّغبةُ في تعلُّمها إلى مواصلتي لمشاهدة مقاطعٍ تصويريّة لعازفين عالميين، مُراقبًا بكلِّ اهتمامٍ، وإعجاب حركة الأصابع، والوضعيات الصّحيحة للعزف باتقانٍ، إلى أنْ أصبحتْ هذه الآلة عشقًا بالنّسبة لي وجزءً لا يتجزّأ منّي.
أما عن أهميّة تدريس الموسيقى على آلة الأورغ تابع "عوض" حديثه : أمضيتُ عدّة سنوات في مجال التّدريس، وكان هذا العمل دائمًا حافز لي لأُطوّر من نفسي أكثر في هذه المهنة وفي تنمية ذاتي، من خلال بحثي المستمرّ عن المعلومات والمصادر الموسيقيّة الموثوقة والأكاديميّة لأنقلها إلى التّلاميذ بكلِّ حُبٍّ وتفانٍ.
ويضيفُ "طوني" : الدّافع الإيجابيّ الّذي كنتُ أتلقّاه عندما أرى ثمار هذا النّجاح الباهر لدى تلاميذي، ممّا كان يجعلني أستلذُّ بمتعة الإنجاز، ومسؤوليّةٌ إضافيّة كانتْ تقع على عاتقي للاستمرار في البحث ومواكبة كلِّ جديد.
عن الفنّ و تعريفه.
أما عن الفنّ في الموسيقى، قال طوني: الفنُّ هو صورةُ الله المبدع في خلقه للكون كلّه، وهو هبةُ الله الّتي منحنا إيّاها لنُظهر جماليّة هذا الكون.
عن الأعمال الموسيقية
أما عن الأعمال الموسيقيّة في عالم الفنّ، تابع طوني: لقد قمتُ بتأسيس فرقةٍ موسيقيّة عام 2018 و ذلك بمساعدة أصدقاء فنّانين ومُغنيين، وموسيقيين، وأسيمتُها ”فينوس فيروزة“، قدّمتْ هذه الفرقة العديد من الأعمال وكان أوّل عملٍ لها في صالة كنيسة القدّيس مار إلياس في قرية فيروزة حيث كان الظّهور الأوّل للفرقة أيضاً، بالإضافة إلى أعمالٍ أخرى عُرِضتْ على مسرح قصر الثّقافة في مدينة حمص برعاية مدير الثّقافة والمسرح القومي الأستاذ "حسّان لبّاد"، كما قدّمتْ الفرقة تكريمًا موسيقيّا للممثلة السّوريّة الرّاحلة الفنانة القديرة "أنطوانيت نجيب"، الّتي كانتْ داعمةً لهذه الفرقة، وذلك تحت رعاية كنيسة القدّيس مار يوسف في قرية تومين في محافظة حماة.
عن تفاصيل حصوله على الإقامة الذّهبيّة و شهادة اعتماد من أهل الفنّ من دولة الإمارات العربيّة المتحدة
أردف بن مدينة حمص عن شكره قائلاً : أتقدّم بخالص الشّكر لدولة الإمارات العربيّة المتحدة لاهتمامها الدّائم بالفنّ و الفنانين السّوريين على وجه الخصوص، فهي بمثابة موطني الثّاني الّذي يمنحني هذه الشّهادة، فقد تمّ إحداث نقلةٍ نوعيّة في حياتي عامّةً وفي عملي الفنّي خاصّةً، أعطتني دافع للمواظبة على العمل والتقدّم بخطوات أكبر وأكثر جرأةً تصلُ إلى العالميّة بطموحٍ لنيل وتحقيق هذه الأحلام وتوسيع دائرة العمل.
عن المشاركة في الأعمال الفنيّة مع أهم الفرق والجوقات والفنانين في مختلف البلدان العربية.
وأضاف "عوض" : عن مشاركاتي للفرق الموسيقيّة "فرقة نادي محافظة حمص الثّقافي"، الّتي عملتُ معها لمدّة عامين تقريبًا، بالإضافة إلى العديد من المهرجانات الثّقافيّة المتنوّعة كمهرجان "القلعة و الوادي" في منطقة وادي النّصارى في ريف حمص الغربيّ، و شاركتُ أيضًا مع كورال "مهارات حياة" في افتتاح "مهرجان الفنون"، في جامعة الوادي الخاصّة بالإضافة إلى مشاركاتي الفنيّة على مسرح قصر الثّقافة.
و أوضح طوني : كنتُ كذلك مع عدّة جوقات غنائيّة.
و أشار "عوض" إلى أنّه شارك في مختلف الأعمال الفنيّة مع العديد من نجوم الوطن العربيّ وذلك في سوريا ولبنان، ودولة الإمارات العربيّة المتحدة، كالسّوبر ستار "عبود برمدا"، والنّجم "أذينة العلي" و"حازم الصدّير"، بالإضافة إلى الشّاعر اللّبنانيّ الأصيل "سهيل صقل".
إضاءات معيّنة في حياة الفنّان.
من أهمّ الإضاءات السّابقة في حياتي هي صداقتي مع الفنانة السّورية الرّاحلة "أنطوانيت نجيب" الّتي أضافتْ طابعًا إيجابيًا كبيرًا في حياتي الفنيّة، وقامتْ بإضاءة العديد من الأفكار الّتي كانتْ مُظلمةً في داخلي، حتّى خرجتْ إلى النّور على صورة موسيقى وألحان جميلة نالتْ العديد من الاستحقاقات و النّجاحات.
عن الهوايات المفضّلة.
من الهوايات المفضلة لدي، التّصوير و السّفر .
دور تجربة السّفر إلى مختلف البلدان من ناحية التّذوّق الموسيقي لألوانٍ مختلفة من الموسيقى.
تابع "عوض"، من خلال سفري لبعض البلدان العربيّة، تعرّفتُ على ثقافاتٍ وألوانٍ موسيقيّة رائعة، كاللّون الشّعبي الإماراتي في دولة الإمارات العربيّة المتحدة بالإضافة إلى اللّون الخليجي الّذي يقدّموه على المسارح و هو من أكثر الألوان المحبّبة في الوقت الحالي.
عن دور فنّه في الاندماج مع الثّقافات الأخرى من خلال الموسيقى بكونها وسيلة تواصل فعّالة.
أضاف أيضًا: تعرّفت على عدّة موسيقيين من دول أخرى في العالم كإيطاليا، وغانا والولايات المتحدة الأمريكيّة، من خلال الموسيقى الّتي أُقدّمها على صفحاتي عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتبادلتُ معهم المقطوعات الموسيقيّة والعديد من الألوان والأنواع الموسيقيّة المختلفة.
الألوان الموسيقيّة الّتي يقدّمها.
بالنّسبة للألوان الموسيقيّة الّتي أُقدّمها فقد كان لكثيرٍ منها أثراً فيّ، فقد قمتُ بعزف اللّون الشعبيّ السّوريّ واللّون الطّربيّ السّوريّ ، بالإضافة إلى اللّون الطّربيّ والشّعبيّ المصريّ واللّبنانيّ والخليجي على المسارح، وأيضًا الموسيقى السّريانيّة في الأُمسيات الدّينيّة.
الألوان الموسيقيّة المحبّبة إليه.
من أكثر الألوان الموسيقيّة المحبّبة لي هو اللّون الشّعبيّ السّوريّ الأصيل.
عن التطوّر في العمل الّذي أسهم في تعاونات كثيرة لصنع محتوىً موسيقيٍّ مميز بتسجيل الأغاني و المونتاج.
الخبرة الفنيّة تولَد من خلال التّدريب المستمرّ، وبذلك تعلّمتُ تلحين وتوزيع الأغاني، وقد قمتُ بتلحين العديد من الأغاني لكثيرٍ من المطربين المحليين بالإضافة إلى توزيعي لهذه الأغاني .
عن المحتوى و تعامله مع الوسائل الإعلاميّة و منصات التّواصل الاجتماعي.
كما صرّح الفنان الشاب: بالنّسبة للمحتوى الخاص بي الّذي أُقدّمه على منصات التّواصل الاجتماعي فهو محتوىً موسيقيّ، وأيضًا كنتُ ضيفًا لعدّة لقاءاتٍ تلفزيونيّة على وسائل إعلامٍ سوريّة ولبنانيّة.
تفاعل الجمهور على منصات السوشيال ميديا.
قدم طوني عوض الشكر لمحبيه قائلًا: بعد شكري للمحبين والأصدقاء فقد تلقّيتُ تفاعلًا كبيرًا من الجمهور على صفحاتي على السوشيال ميديا بالإضافة إلى العديد من الإعجابات من خلال مقاطع الفيديوز الّتي أُقدّمها.
عن المتابعين من مختلف الجنسيات و البلدان و الفئات العمريّة و تأثّرهم بفنّه.
لديّ العديد من المتابعين من مختلف الجنسيات العربيّة، والأجنبيّة كالأردن، ولبنان، والعراق، والإمارات، ومصر، وتونس، وألمانيا، وإيطاليا، والولايات المتحدة، والسّويد.
عن شعور عزف التّراتيل الدينيّة.
قال طوني : لكل مكانٍ رونقه و جماله و موسيقاه الخاصّة الفريدة إنْ كان مسرحًا أو بيتًا مقدّسًا، وبالنّسبة لي الموسيقى السّريانيّة على وجه الخصوص دائمًا لديها عذوبتها المميّزة بالكلمات والألحان، ما يجعلنا نشعر بنشوةٍ موسيقيّة ذات طابعٍ خشوعيٍّ مقدّس.
عن أهميّة العزف والتّرتيل باللّغة السّريانيّة.
وفيما يتعلّق باللّغة السّريانيٍة، تابع طوني: إنّ اللّغة السّريانيّة والألحان السّريانيّة هي من الأُسس الموسيقيّة الّتي أسهمتْ في إغناء الموسيقى العربيّة بشكلٍ عام، ولطالما رافقتنا هذه الألحان منذ صِغرنا واحتلّتْ في قلوبنا مكانةً خاصّة وكما ذكرتُ سابقًا بأنّها تجعلنا نشعر بالنّشوة الموسيقيّة.
عن مشاركات ومكانة جوقة كنيسة القدّيس مار إلياس في قرية فيروزة.
هذه الجوقة بمثابة عائلتي الثّانية الّتي أكّنُّ لها الكثير من الحبّ والودّ، بدأتُ بالعمل معها منذ حوالي 13 سنة تقريبًا تحت رعاية كنيسة القدّيس مار إلياس في قرية فيروزة، شاركتُ معهم في العديد من الاحتفالات الطّقسيّة الكنسيّة والأُمسيات المرنّمة والموسيقيّة.
دور الأداء الجماعيّ و تنوّع الأصوات في إثراء العمل المُقدّم و عن التّنسيق للأمسيات الكنسيّة.
الأداء الجماعيّ المدروس إنْ كان عزفًا أو غناءً فإنّه يؤدّي إلى عملٍ موسيقيٍّ متكامل يُغني السّامع من حيث الألحان والأصوات سواء أكان عملًا غنائيًّا فنيًّا أم عملًا غنائيًّا كنيسيًّا مرنّمًا.
بعض المشاكل الّتي تواجه مجال الفنّ.
في الوقت الحالي هناك العديد من المشاكل الّتي تواجه الفنّ، وأهمّها الهبوط في المستوى السّمعي نتيجة الهبوط الملموس في مستوى الفنّ، ممّا جعل الفنّ يضيع في ثقبّ أسودَ من التلوّث السّمعي غير معروفٍ إلى أين ينتهي.
بعض من نصائح الفنّان لكلّ مَن يطمح الدّخول في عالم الفنّ.
إنّ دخول عالم الفنّ بطريقةٍ أكاديميّةٍ صحيحة ليس بالأمر السّهل، فثمّة الكثير من الصّعوبات الّتي تقع على عاتقِ الفنان في تقديمِ فنٍّ صحيح وهادف، ونظيف. ومتى كان دخوله أمرًا سهلًا، فهذا يعني فتْحَ أبواب اللّجوء لموجة التلوّث السّمعيّ الّتي نشهدها في الوقت، بُغيةَ جمع المال والمشاهدات فقط دون الاكتراث لجودة العمل الفنيّ، لذلك نصيحتي لكلِّ مَن يودُّ دخول مجال الفنّ، أنْ يدخله من الباب الّذي يراه مناسبًا للمجتمع المحيط به و لمسيرته، بالإضافة إلى أنّنا في الوقت الحالي نرى معجبين و متأثّرين لأيّ نوعٍ من الفنّ.
عن أعمالٍ فنيّة قادمة.
و أردف طوني كاشفًا عن أهمّ وأحدث الأعمال الفنيّة القادمة: أُحضّر في الفترة القادمة لعملٍ في الولايات المتحدة الأمريكية برعاية "الجالية الفيروزيّة" بالإضافة إلى أعمالٍ أخرى في الأرجنتين. وختم طوني حديثه قائلاً : أيّامُنا كإيقاعِ رُتمٍ ثابت ، و نحن العلاماتُ الموسيقيّة الّتي تتمايلُ بتناغمٍ و انسجامٍ مع بعضها البعض لتُعطي ذاك اللّحنَ الّذي ينبضُ بالحياة.
إرسال تعليق