وقال صنع الله إبراهيم : نعم كتبت التجربة الأنثوية , حوار يكتبه : أشرف مصطفى توفيق

كاتب يريد أن يكتب الخمسة سطور المزركشة التي ابتدعها ( إحسان عبد القدوس ) في الأدب العربي , فإحسان حينما تشتعل العاطفة في رواياته أو تتأجج المشاعر في قصة من قصصه بين البطل والبطلة ، عنده حل جاهز يبعده عن الرقابة ، وعن اعتراض الناشر ، وعن هيصة البعض في البرلمان([1]) هذا الحل هو ( 5 )  سطور مزركشة ممتدة يضعها حينما يدخل رجل وامرأة غرفة ويغلقونها أو عند ميعاد العصاري تحت شجرة مشمش بين شاب وفتاة !! ثم بعدها يعلن النتائج ويترك القارئ تخيل ما حدث ؟!  هذه هيئتها :
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وهذا هو صنع الله ابراهيم([2])يريد أن يضع ألف سطر مزركش ويكتب هذه السطور الخمسة يكتبها كلاما، وفهما، وعمقا ً، وتحليلا ً، وسيكولوجيا ً وبيولوجيا ً و ...

هل تحتاج لخبرة وفن أم أن البكارة والفطرة هي الأصل فيها ؟! هل هي علم وفن ؟!

ففي سنة 1994 ترجم صنع الله عدة كتابات.أصدرها في كتاب عنوانه (التجربة الأنثوية) جمع فيها مختارات من الأدب النسائي العالمي واشترط فيها: أن تكون الكاتبة امرأة، وأن يكون الموضوع الجنس، أن تكون الكتابة لأسماء معروفة تنفي عن الموضوع فكرة الابتذال .
التجربة الأنثوية
قلت له : 
لماذا جعلت التجربة الأنثوية في الكتابة عن كاتبات غربيات ، لماذا لم تكن عن المرأة العربية أو المصرية ، والمرأة الكاتبة في البيئة العربية في شديد الحاجة لها ؟!.
قال : 
الموضوع جاء بشكل مختلف ولا خطة فيه ، فبعد رواية ( ذات ) من فوري قررت أن أبدأ عمل،لأني بعد نهاية أية رواية أشعر باكتئاب فدفعت بكتابات سابقة خاصة بالمرأة كنت سبق وترجمتها أضفت إليها بعض الترجمات الجديدة من قصص وروايات لنساء أديبات" كتابات تكشف العالم الداخلي للمرأة كان منهن تونى موريسون،ومارلين فرنش وغيرهن فهذا هو محل اهتمامي..فوجدت في النهاية أن ما جمعته يصب في موضوع واحد هو الحياة الوجدانية الجسدية للمرأة في الغرب من خلال كاتبات غربيات فكان كتاب "التجربة الأنثوية " فلم يكن بحث الموضوع بشكل بحثي،اكاديمى وإنما نصوص عجبتني في بؤرة اهتمامي تم تجميعها،وترجمتها ترجمة أدبية عالية،لأن بينها وحدة في الموضوع وهذا الأمر لا أعتقد أني سأكرره لأن التعمق النقدي في كتابات المرأة العربية في خارج منطقة شغلي ..أنا روائي في القام الأول .
قلت له : 
من من الكاتبات العربيات ممكن أن تدخل ضمن كتابك " التجربة الأنثوية "؟
قال : لطيفة الزيات ..
فلم يحدث في تاريخ الكتابة النسائية في مصر من ناقشت حياتها الخاصة الحميمة مثلما هي في كتابها "حملة تفتيش" ناقشتها على الورق أو مع الناس دون أن تتخفى وراء شخصية أخرى أو تضع قناع على وجهها،وبخاصة أني اعرف علاقتها الرومانسية ( غير الناضجة) مع" أحمد شكري " وهو مناضل شيوعي دخل السجن فانهار وعمل استنعطاف ل (للملك فاروق ) وخرج ومارس حياته وكان في نهاية أيامه ملحق ثقافي لمصر. وهذا جزء من أجزاء الإنهيار في حياتها الزوجية معه،أما الجزء الثاني فاتضح حينما أوشكت أن تفصح عنه وهو (الأورجازم) الذي شعرت به مع زوجها الثاني د/ رشاد رشدي فدخلت عالم آخر مختلف أنساها كل شيء وبخاصة أن "رشاد رشدي" يختلف تماماً عن زوجها الأول ومن عالم غير عالمه .. ثم تعيد اكتشاف نفسها من خلال كل ذلك بصدق وتركيز وتطلب الطلاق فأنا أنظر لأعمالها من رؤية السيرة الذاتية والإبداعية التى وضعتها في قالب روائي .

قلت : و د/ نوال السعداوي ؟!.

قال : الكتاب عن تجارب روائية ونوال السعداوي قيمتها بالنسبة لي في كتاباتها ودراستها الاجتماعية فقط !!

واستمر النقاش وحذرني " صنع الله إبراهيم " من سقطتين يمكن أن أقع فيهما :
 الأولى : كلمة الأدب النسائي وما يدور حولها ومعركتها القديمة الحديثة المستمرة
الثانية : أن يكون لدى رؤية في تقسيم المرأة إلى : فاضلة وعاهرة، لأنه لايوجد شيء من ذلك هناك أدب إنساني..وهناك امرأة إنسانة لها ظروفها واحتياجاتها وتطورها وظروفها الخاصة..
وقال: إذا قبل الأدب التقسيم فلن ننتهي؟! وبخاصة أن هناك من يقسمه لأدب أخلاقي وأدب مكشوف.وهي معركة أخرى أنا أعاني منها وعانى منها إحسان ويوسف إدريس ..
وكتابى "التجربة الأنثوية" عانى من هذا التقسيم فقيل عنه منفلت!..فلك أن تعرف أنى نشرت منه عام 1968 (وقبل اكتماله) عدة نصوص منه فى مجلة الحسناء ببيروت،وجأنى الشاعر"أنس الحاج" رئيس التحرير للمجلة ليقول لى أن المجلة لاتدخل عدة بلاد عربية بسببى؟ لأن مااكتبه دعارة!
وقال لاتترجم ترجمة حرفية الشرق شرق والغرب غرب. ودخل بى لتقسيمات الأدب،وهو عنده هناك أدب اخلاقى وهناك قلة أدب؟ وعنده الأدب له هدف! وليس مجرد متعة ..

وتركت مجلة الحسناء، ووفر لى المرحوم فتحى القشاوي عملا فى أنباء الشرق الأوسط ببيروت،واندهش مماسمع عن قصتى فى مجلة الحسناء..واخبرنى- أن من حاول أن يفعل على قسيسا ساقط لشوشته فى غرام كاتبه فى سن بنته وقال اسمها "غادة السمان" وفى ذلك الوقت لم تكن لغادة شهرة خارج الروشة بلبنان وكانت وقتها تعد الماجستير بالجامعة الامريكية هناك..وهُلل لها من عملها الاول "عيناك قدري"- ولأني أرفض أيضا ًتصنيف كتاب ( التجربة الأنثوية ) باعتباره في خانة الأدب المكشوف..أنا أضعه في خانة الأدب الكاشف بمعنى إبداعي لا بمعني تصنيف وتقسيم،ولذلك ايضا أختار لطيفة الزيات لإضافتها لكتابى..

وبدأت أوراق لطيفة الزيات تتجمع حولي ..
وهزنى هذا الحوار الذى سجلته بنفسها:
 - لماذا تزوجتيه أصلا ؟!
- سألني أستاذي عقب الطلاق
وأجبت: كان أول رجل يوقظ الأنوثة فيّ

سمكة مياسة دمياطية، فتاة جميلة زرع بدرى، لم يتذكرالاصدقاء فى الجامعة الشباب والشبات إلا انها جميلة، فى وقت لم يكن فى جامعة القاهرة سوى 19 فتاة. كان لها فى كل نشاط وجدت وسط اليسار الماركس، وفى جماعة الأدب والصحافة كانت تبحث عن ذاتها فى الذوبان فى شيىء ما خارج الذات الضيقة، ولكن الرجل اقترب كمغامر مرتبك بين جمالها، وبين الذوبان الذى تعيشه فى الاشياء؟! عرفت الفتاة فورة الجنس، وبحكم تربيتها وجديتها صادرتها، وفي ظل شعورحاد بالذنب دفعت في أعماقها الأنثى حتى غابت عن وعيها، أو كادت، لا يتبدى منها إلا هذا الخجل الذي تستشعره من هذا الجسد الممتليء، الغني بالاستدارات. وفي صعوبة كانت الفتاة تقطع الطريق من الجانب المخصص للقراءة إلى الجانبالمخصص لأرفف الكتب في حجرة الاطلاع في مكتبة جامعة فؤاد الأول يخيل إليها وهي تعود بمرجعٍ من المراجع أن كل عيون من في القاعة مركزةٌ عليها وتفضل الهروب من القاعة إذا ما اتضح لها أنها لم تلتقط المرجع المطلوب،وتطلب الأمر معاودة الرحلة في ظل العيون المتربصة " صحيح أنها "من عباءة الوصل الجماهيري ولدت،ومن الدفء والإقرار الجماهيري تحولت من بنت تحمل جسدها الأنثوي وكأنما هو خطيةٌ، إلى هذه الفتاة المنطلقة الصلبة قوية الحجة " وأنه " من منطلق الإنسان لا الأنثى، تعاملت الفتاة في النطاق العام"..
وبدأت تحركات الشاطر حسن الذى سمعت عنه من حكاوى جدتها تقدم زميلها فى كلية الاداب عبد الحميد عبد الغني" الذي إشتهر بإسم "عبد الحميد الكاتب" ولم يكن ماركسيا تحت أي ظرف من الظروف مثل لطيفة، بل كان يمضي جزءا كبيرا من نهاره وليله في أحد المساجد ، ويحفظ التاريخ الإسلامي بدرجة جيدة. وإرتبط الإثنان بخاتم الخطوبة. ولم يقدر لهذا المشروع أن يتم ،وكيف تتم ؟ وقد سكنتها المرأة المناضلة ..الجادة المتحمسة، اسطورة التحرر تحت وقع طبول الماركيسية لتكون امرأة سجن الحضرة..بنت الحسب والنسب والأسرة العريقة. رسموها كما يريدون..لاكماتريد هى، فنسيت انها امرأة؟ ولكن "لطيفة" بثقافتها وشخصيتها وجمالها تركت آثارها على نفسية "عبد الحميد الكاتب" وقد سجل هو بنفسه هذه الإنفعالات في مقال باكر له في الصفحة الأخيرة من جريدة (أخباراليوم) تحت عنوان (خاتم الخطوبة). ثم دخلت تجربة ثانية أكثر ملاءمة لفكرها وطبيعتها، فإرتبطت بالزواج بأحمد شكري سالم .. الدكتور في العلوم فيما بعد ، وهو أول شيوعي يحكم عليه بالسجن سبع سنوات، وتم إعتقال أحمد ولطيفة عام 1949 تحت ذمة القضية الشيوعية.وإنفصلا بالطلاق بعد الحكم علي "شكري" وخروجها من القضية.
وهنا تأتى الأسئلة:كيف خرجت فى رحمة حانية..وحكم على زوجها فى قسوة بالحد الاقصى والقانون هو هو القانون؟! هل اخرج السجن والمطاردة ثعبان الماركيسية من جلدها..هل كانت محاكمتها بين "رفاعية" افهموها واخرجوا ثعبانها فعادت لطبيعتها امرأة انثى؟!
 يبدو كل هذا مطروح ويأتي قمة التناقض بين اليسار واليمين عند الدكتورة لطيفة الزيات بزواجها من "الدكتور رشاد رشدي" يميني المنشأ والفكر والسلوك. ولم تترد لطيفة الزيات أن تقول لمعارضي هذا الزواج: " إنه أول رجل يوقظ الأنثى في" ؟! وعندما إشتدوا عليها باللوم قالت: "الجنس أسقط الإمبراطورية الرومانية"، في إشارة إلى أنه قد يسقط الحواجز الإيديولوجية أيضا؟ إنها تفتح نوافذها المغلقة وتكشف عن مدى قوة الرغبة واللذة وتأثيرها على قراراتها كأنثى..لا يهم هنا المستوى التعليمي أو الثقافي وإنما الأهم هو أنها أنثى، قد تكره الرجل لكنها تتعلق به إن أجاد مخاطبة أنوثتها وفك شفرة الجسد.
إنها حكاية امرأة دخلت السجن مرتين:
-         الأولى وهي عروس في السادسة والعشرين من عمرها عام ألف وتسعمئة وتسعة وأربعين..
-          والمرة الثانية وهي في الثامنة والخمسين من عمرها عام ألف وتسعمائة وواحد وثمانين إثر حملة الاعتقالات التي ضمت الكتاب والصحفيين المعارضين لحكم السادات.
ينقسم كتابها "حملة تفتيش: أوراق شخصية" إلى جزءين.. الأول بداية سيرة ذاتية لم تكتمل تتناول سنوات تشكل الوعي، ثم مرحلة منتصف العمر. والثاني يتكون من أوراق كتبتها وهي في سجن النساء عام ألف وتسعمئة وواحد وثمانين.. وتدور حول تجربة السجن وتتخلق من جديد حول منتصف العمر بمنظور جديد تبلور في ضوء تجربة الاعتقال وهي تروي تفاصيل مهمة عن شكل حياتها مع زوجها الأول أحمد شكري سالم الذي دخل السجن سبع سنوات بسبب مواقفه السياسية 
تقول الكاتبة: "وحين تزوجت زيجتي الأولى بدأت مرحلة جديدة من مراحل الانتقال من مكان إلى مكان، كان محركها هذه المرة المطاردة الدائبة من جانب البوليس السياسي لزوجي، أو لي، أو لكلينا. وقد تنقلت مع زوجي الأول في المدة الزمانية ثمانية وأربعين ـ تسعة وأربعين في خمسة منازل كان آخرها بيتي الذي شمعه البوليس السياسي في صحراء سيدي بشر التي لم تعد بصحراء.وفيما بين عمليات الانتقال الرئيسية في هذه المرحلة،تعين علي حين عنفت مطاردات البوليس السياسي أن أنتقل ليلاً من مسكن إلى مسكن إلى أن وجدت السجن مسكني في مارس ألف وتسعمئة وتسعة وأربعين. ولم يكن انتقالي إليه هذه المرة اختيارياً..
لطيفة الزيات
وفي كتابها "حملة تفتيش: أوراق شخصية" تتحدث لطيفة الزيات عن تجربة زواجها الثانية من شخصية ثقافية مرموقة وذات سطوة هي د. رشاد رشدي، ليتضح أن العلاقة كانت مأزومة. تحدثت عنه أيضاً بالشفرة وهاجمت حياتها معه بشراسة تقول: ولم يكن انتقالي اختياراً أيضاً وأنا أنتقل من مسكن إلى مسكن آخر مع زوجي الثاني ولعلي أضعت القدرة على الاختيار، بل القدرة على الحركة والفعل في فترة طويلة من فترات زيجتي الثانية التي بدأت عام ألف وتسعمئة واثنين وخمسين ودامت ثلاث عشرة سنة..ربما يفسر هذا الاضطراب في الحياة العاطفية ذلك الحلم الغامض الذي ظل يطارد أستاذة الأدب الإنجليزي ويزعج منامها..لأن الحلم ليس في النهاية سوى انعكاس لظروف ضاغطة ورغبات متقدة أو موؤدة. تقول الكاتبة: " لكلٍ منا حلمه الليلي المتكرر،ولا أجد وقد وصلت إلى هذه النقطة من السرد غرابة في حلمي الليلي المتكرر الذي لم ينحسر عني إلا منذ سنين. فأنا أجد نفسي ليلياً في فندق غاية في الفخامة والاتساع والارتفاع، أو في سفينةٍ ينطبق عليها نفس الوصف، حافية أو بملابسي الداخلية، أو على أي وضع استنكره لنفسي، ألف وأدور سعيا للعودة إلى غرفتي، وأطرق متعثرة ومستميتة ممراً مشابهاً بعد ممر من الممرات المتعددة المتشابهة، ولا أجد أبداً غرفتي. وأستيقظ من النوم وأنا على حافة السطح على وشك السقوط في هاوية أو في البحر.أتاح لها رشاد رشدي مستوى مادياً مريحاً..لكنها عاشت تعاسةً نفسية اعترفت بها في كتاباتها هذه المعاناة وصلت إلى حد أنها أهدته روايتها "الباب المفتوح" تحت الضغط.؟. كان دائماً يؤكد لها أنها بدونه بلا قيمة وأنه صاحب أفضال عليها. وفي المقابل فقد أهدى الكاتب المسرحي كتاب "ما الأدب" الصادر عام ألف وتسعمئة وستين إلى زوجته التي لمحت في قصة "الرحلة" إليه وكيف أنه كان يعود ليحكي لها فتوحاته مع أخريات..كما أشارت إليه في قصة "الشيخوخة" عندما تحدثت عن علاقتها بزوج تشعر أنه مات اللحظة الفارقة تدمي القلب.. لأنها ببساطة اختيار ما بين القلب والعقل.. الاستسلام والإرادة.. الانصهار أو الاستقلال.تقول " في يوم من أيام يونية 1965، وأخي والمأذون يجلسان في الغرفة المجاورة، قال لي زوجي في محاولة أخيرة لإثنائي عن إتمام إجراءات الطلاق، وهو يستدير يواجهني على مقعدٍ متحرك: ولكني صنعتكِ".وانطوى من عمري عمر قدره ثلاثة عشرعاماً بوهم التوحد مع المحبوب لفترة، وبإصابتي بالشلل المعنوي والعجز عن الفعل في الفترة الأخيرة. ولم أشأ أن أصعد النغمة حتى لا تفشل مهمتي، وتساءلت وأنا أرقبه: أي مرحلة من مراحل عمري المنقضي صنع؟ أكل المراحل أو لم يصنع هو شيئاً؟ .انقضى الزمن الذي كنت أعلق فيه على مشجبه سعاداتي وتعاساتي، انقضى يوم برئت من الشلل"وحين يكرر عليها الزوج على مسامعها كلمة الاستعطاف لا المن "لقد صنعتك" يكون ردها: "حتى لو كنت صنعتني فعلا كما تقول، فهذا لا يعطيك الحق في قتلي"يقرر البعض أن د. لطيفة الزيات بلغت قمة التناقض بزواجها من د. رشاد رشدي: ارتباطٌ مقدس بين أقصى اليسار وأقصى اليمين، فكراً وسلوكاً
وعندما سئلت ذات مرةٍ عن أسباب ارتباطها بهذا الرجل تحديداً بالرغم من الخلاف الفكري الحاد بينهما، أشارت إلى أن الجنس هو السبب مرة أخرى تؤكد د. لطيفة الزيات المعنى نفسه وربما بوضوح أكبر هذه المرة حين يرد في كتابها الحوار التالي ( قالت مذيعة ناصرية ونحن في انتظار إعداد الكاميرا للتسجيل في استوديو في التليفزيون بعد طلاقي بفترة طويلة "الناس تفهم لم طلقتيه، غيرُ المفهوم أصلاً لم تزوجتيه؟. وبغتني السؤال وبغتتني أكثر الإجابة التي صدرت عني بلا تفكير سابق: الجنسُ سبب سقوط الإمبراطورية الرومانية )  إجابتها تكشف عن الكثير ولذا لم يكن مستغرباً أن تقول: "في أعماقي دار سؤال بقي على البعد معلقاً: هل استطعت حقاً أن أقتلعه تماما من جلدي حيث سرى في أعمق أعماق مسام جلدي؟".من الإنصاف القول إن الفتاة والمرأة عاشت قبل زيجتها الثانية، وأثناءها، على إشباع نصف ملكاتها الإنسانية على حساب النصف الآخر، وإن هذه الحقيقة شكلت سبباً من الأسباب التي أدت إلى اختلال سير حياتها في مراهقتها غير أن الوضع تغير بعد الزيجة الثانية..فقد "كانت المرأة في بدايات زيجتها الثانية الأنثى وقد بعثت كالمارد من خمود تمسح على ما انقضى وكأن لم يكن،" .يقول عنها الكاتب الصحفي كامل زهيري: " تزوجت فتاة الأربعينيات الجسورة، ثم سجن زوجها سبع سنوات ومات. وحصلت بعدها على الدكتوراه ثم طلقت من زوجها الثاني، ونجحت في الدكتوراه، ولم تحصل على الابتدائية في الزواج كما قال البعض وكان الطلاق إعلانا بالإفراج.
لطيفة الزيات
قالت لها ممثلة تكن لها الكاتبة الاحترام ، قالت معلقة على روايتها الأولى " الباب المفتوح ": الناس تقول إنك تحلمين على الورق تناضلين على الورق ، تحققين على الورق ما لا تستطيعين تحقيقه في الحياة كانت هي والممثلة تجلسان في كافيتريا الإذاعة ، ووصلتها الوخزة ، ولكنها احتدت وعاندت وقالت : فليحلم من يستطيع رواية مماثلة في الجودة ؟ وما أن انتهي التعليق الساخن والرد السريع،حتى انصرفت كل منهما لأداء دورها على الوجه الأكمل : الممثلة لدور من الأدوار التي تتغير كل يوم. وهي إلى أي دور انصرفت ؟ .. دور الكاتب الذي بزغ فجأة من المجهول،وهو يملك مفاتيح لعبة الكاتبة ،ولكنها لم تكن لعبة على الإطلاق. بعد أن فرغت من روايتها الأولى أصبحت مثل جحا الذي ضاع صندوقه ولم يبق له إلا المفاتيح.ولكن مفاتيح الكتابة لا تصنع فنا ،ولا تخلق الوله الخالص بالحياة ، الذي هو جوهر الفن ، بدونه تصبح الكتابة تسلية أو لعبة زخرفية .كي يعود إليها الوله بالحياة كان عليها أن تقتلع زوجها الثاني تماما ًمن جلدها ، بعد أن سرى أثره ووصل إلى أعماق مسام هذا الجلد، كان عليها أن تربط العام بالخاص ، وتشطر المرأة فيها شطرين : شطر يموت وشطر يفلت بالشجن وما من سبيل أمامها إلا أن تعود إلى العمل السياسي ، إلى معانقة الواقع ، وتتناغم من جديد مع ما يجري حولها ..وفي سيرتها الذاتية :" من الإنصاف القول بأن الفتاة والمرأة عاشت قبل زيجتها الثانية وخلالها على إشباع نصف ملكاتها الإنسانية على حساب النصف الآخر.وإن هذه الحقيقة شكلت سببا ًمن الأسباب التي أدت إلى اختلال سير حياتها "
الباب المفتوح
في المراهقة عرفت الفتاة فورة الجنس وصادرتها ، وفي ظل شعور حاد بالذنب دفعت الأنثى في أعماقها حتى غابت عن وعيها غير أن هذا مجرد وجه واحد للمشكلة ، الوجه الأعمق هو أنها كانت في زيجتها تفر خائفة مذعورة، إلى أمان" الأب " والبيت الكبير الذي نشأت في أحضانه كانت الرغبة في الأمان تدفعها إلى الرغبة في التلاؤم ، إلى الارتداد عما كان ومحاولة محوه من ذاكرة الآخرين ومن ثم قفزت قفزتها الخطيرة إلى بيت الزوج – الأب – وكانت الزوجة الشابة قد سعت العمر كله لبلوغ ما هو مطلق . كان الحب الكبير في نظرها يتساوى مع الرغبة في التوحد مع المطلق.كان يساوي الرغبة في الضياع في الآخر، في الوجود من خلال الآخر. في فقد " الأنا " والتحرر من جسد الأنا والتوحد مع الآخر  الآن تدرك أن هذا كان سعيا ًخائبا ً. كان حبها ضياعا ًفي الآخر وليس وجودا ًمن خلاله ، إذ ذاك علمت أن جريمتها لا تغتفر ، فما من جريمة أفدح من وأد الذات ، وها هي ذي تواجه العالم ويداها ملوثتان بدمها !

وفجأة داهمت مصر هزيمة يونيو الفادحة سقط من وجدانها كا هم خاص بدا الحديث عن " هزيمتها " مجرد هرطقة في وجه هزيمة 67 ، جاءت هذه كالداهية تفصل ما بين مرحلتين. ما بين عمرين .فرغت الكلمات من معانيها ، ولم يعد يجدي الاحتماء بالكلمات من الكلمات ، وعذبها الجندي مستشهدا ً، وأوجعها الجندي عائداً عاريا ًفي وقدة الشمس عبر صحراء سيناء،لا يعرف من أين أتت الخيانة،وأصبحت هي بشخصها مثار الشجن وموضع التندر،وهي تجرجر مع الخيبة نقمتها ورغبتها في الانتقام لم تعف نفسها من اللوم . لماذا لم تقل " لا "  أكثر مما قالت ؟ .. لماذا لم تجعل رفضها أكثر فاعلية ؟ ..
قالت في اجتماع لجنة القصة بالمجلس الأعلى للآداب : كل واحد منا مسئول عن الهزيمة ، لو قلنا لا للخطأ لما وقع الخطأ ، ما حلت بنا الهزيمة ..ويرد الدكتور حسين فوزي : إن أحدا ًلم يملك أن يقول لا ، وإن السجن كان نصيب من قالها .. فأصرت لطيفة الزيات قائلة : لو قال كل المثقفين لا ، ما استطاعوا أن يسجنونا جميعا ً..
وحين قرر عبد الناصر أن يتخلى عن الحكم لزكريا محي الدين ، شقت طريقها بصعوبة وسط الجماهير الحاشدة الرافضة لتخلي عبد الناصر،واشتركت مع شقيقها محمد الزيات، أمين عام مجلس الشعب ومع محمد الخفيف في صياغة القرار الذي اتخذه المجلس فيما بعد : " نقول لجمال عبد  الناصر".. وليلة مات عبد الناصر لن تبك لطيفة . كانت أمها تضع كومة من مناديل أمامها ، وهي ترقب شاشة التليفزيون.وكان الكل يبكي  كانت هزيمة 67 معها ، ومذبحة أيلول الأسود للفبسطينيين، ومشاعر حادة ومتناقضة ، مزيج من الأسى لليوم والخوف على الغد أسهدها حتى الصباح.ولم تعرف بموت عبد الناصر إلا بعد إعادة الخبر .كان عبد الناصر مسجي على سريره ميتا ً، وطبيب العيون يطفئ نور الغرفة ويسلط النور على عينيها ، ثم ينصرف للحديث مع صديق له عن مشاكله المالية مع زوجته ،وبعدد الأثواب والأحذية التي اشترتها ،وتدخل هي تحت وطأة الكابوس وتتخيل أنها ستموت وهي جالسة على مقعدها . ثم تعود إلى البيت وأكوام المناديل المرصوصة أمام أمها .وحيين أبلغتها أمها بالنبأ  لم تبك ..بكت بعدها بأيام ..وقفت في شرفة بيتها تطل على جمع من نساء يولولن ويلبسن السواد ، وبجوارهن رجال ذاهلون وأطفال يصرخون صرخات طويلة تنعى عبد الناصر،وهم يشقون الثياب وطفرت الدموع إلى عينيها ، وهي تقول بصوت مسموع : لا يحق لفرد أيا كان أن ييتم شعباً!
 ( البوح .. الاعتراف .. السيرة الذاتية . الفضفضة )
فض الأوراق القديمة .. نشر المذكرات الخاصة .خلط الخاص والعام .. رفض أن يكون هناك ما هو خاص !! لا شيء يقاوم الكتابة ..لا شيء يعلو على الورق, الكتابة تملك مغناطيس يجذب كل ما هو ذاتي لها, مرتبط بها ، وليس أمامها لحيائها إلا تغليف ذلك بسلوفان ( الرواية ) أو فن الرواية كما تعرفه وتحفظه وتدرسه للأجيال كأكاديمية جامعية ، وناقدة ملهمة ) .
إنها لطيفة الزيات ([3]) . إنها تبدأ " الشيخوخة " روايتها القصيرة بعبارة ( هذه يوميات كتبتها من عشر سنوات وسقطت في زحمة أوراق منسية ، حاولت تعديل هذه اليوميات لتعبر عن منظوري الحالي للحياة كامرأة ) وتدور الرواية عبر تواريخ كلها في 1974 !! 
أما رواية " صاحب البيت" فقد فضحت فيه التجانس بين الكاتبة والبطلة والتطابق بين حياتهما والتوحد بين سيرتهما .ما كانت قد نشرته سابقا ًعليها بسنتين بعنوان " أوراق شخصية "..حملة تفتيش والذي يعتبر بمثابة سيرة ذاتية لها في رأي الخاصة والنقاد . 
فلقد شعرت بأن زيجتها الأولى والتي عاشت فيها مناضلة مع زوجها الأول ،حتى قبض عليهما معا ًفي بيتهما ،بصحراء سيدي بشر تحتاج إلى عودة وإلى تفحص أنثوي مثير بعيداً عن الجو النضالي فكانت رؤيتها الثانية لها في "صاحب البيت"..وفي فترة لها شجون ووميض خاص في حياتها حيث (دخلت وزوجها سجن الحضرة ) ليحكم عليه بالسجن سبعة سنوات، وتخرج هي بحكم مع وقف التنفيذ،وكان ذلك في أوائل الخمسينات..وفي كل عمل من أعمالها الثلاثة تجدها تجاهر بكونها أنثى،وقبل الدخول في بوح لطيفة الزيات الأنثوي ( حملة تفتيش ) سيرة ذاتية لها ؟! والتى قالت عنها: لم أكتب سيرة ذاتية في ( حملة تفتيش ) التي اعتبرها البعض سيرة ذاتية تقليدية أو غير تقليدية فأنا أسميتتها أوراق شخصية وهذا يعني أني أستخدم مادة ذاتية وطالما أني لم أكتب ( سيرة ذاتية ) كما فعلت الشاعرة ( فدوى طوقان) فلا يمكن أعتبارها كذلك . 
وكل ما في الأمر أني تتبعت خطا ًواحدا ًمن خطوط الصراع النفسي الذي ساد حياتي وهو الصراع بين : 
الرغبة في الحياة والعزوف عن الحياة , الإقدام والارتداد والتقوقع .وقد عالجت ذلك علاجا ًوروائيا ً.
ورغم ذلك فأنا أرى كل كتابة ذاتية وإلا لتشابهت كل الكتابات . فالذات منبع كل عمل إبداعي. ولعل من المهم جدا ًللمرأة ان تتكلم عن ذاتها ، لان هذا موضوع طال فيه الصمت وانفرد فيه الرجال ..فهل نحن نلوم الرجل حين يركز على المشاعر الجولية . حتى نلوم المرأة حين تركز على أحاسيسها الأنثوية؟! وسمعت رأيا غريباً من ( لطيفة الزيات ) التي طالبت ان نسمع صوت المرأة في كتابها ( كل هذا الصوت الجميل) في نقد أعمال عدد من الكاتبات المصريات والعربيات .لقد قالت : لم يبلغ الاحتفاء بالأدب النسائي في وقت من الأوقات ما بلغه الآن !! فهذا الاحتفاء يتم بطريقة واسعة جدا ولكنه يتم بطريقة عشوائية وأن لا اعجب بأدب يترجم لمجرد صدور المجموعة القصصية وتكون كاتبتها امرأة فنتمتع بذلك بنصيب أكبر من الرجل في الترجمة ..واستفسرنا جميعا ..وردت بوعي : الموضة في أوروبا وأمريكا ( أدب المرأة وبالتحديد في العالم الثالث. كده بالزوفة!! ) وهذا يحدث بسبب الجمعيات النسائية وجمعيات حقوق الإنسان،أنهم يعاملونها كنوع من أدب الأقليات.المضطهدات .
  ورغم إجابة د. لطيفة الزيات : فأنا يعجبني ما كتبه الناقد ( فاروق عبد القادر ) عن ( أوراقها الشخصية ) وأضيفه لباقي ثلاثيتها الذاتية :( الشيخوخة ) و ( صاحب البيت ) فهو يقول : هي لا تسعى في هذه الأوراق الشخصية إلى تقديم سيرة ذاتية معينة بتتابع الزمن وتعاقب الأحداث لكنها تنثر حبات عقد  العمر كله ، ثم تنتقي أكثرها ألفاً ووهجا ً،وتروح تتفحصها في أناة – وقد يكون أبرر حبات العقد ذلك الصراع بين الأنثى والمناضلة الذي يشغلني في هذه الصفحات..أن عبارتها " كنت فتاة خجولة إلى حد كبير " ، فقد كان جسدي ممتلئاً بعض الشيء وكنت أحمله وكأني أحمل خطيئة ، لدرجة أنني كنت أخجل من إعادة كتاب أخذته خطأ من رفوف مكتبة الجامعة ، أمام الناس وكان يخيل إلي أن كل الأنظار متجهة إلى جسدي الممتلئ " هي وهج البداية

 أما إجابتها عن سؤال مذيعة التليفزيون وهما في انتظار تسجيل برنامج ما بعد 1965 حيث الطلاق بينها وبين زوجهل الثاني ومن المهم الإشارة بأنه هو " رشاد رشدي " قالت لها المذيعة " الناس بالطبع يمكن تفهم سبب الطلاق ولكن غير مفهوم كيف حدث الزواج أصلا ً؟! فإذا بلطيفة الزيات ترد من عقلها الباطن وبلا تفكير : الجنس سبب سقوط الامبراطورية الرومانية !! فهو المجاهرة التي تريد أن تعلنها المناضلة أنها ( أنثى) وتقول هي : وضحكنا سويا ًمن المفارقة الساخرة التي انطوت عليها أجابتي التي حملت جانباً من الصدق ، لا كل الصدق أما المفارقة الأخرى أني سمعت من صحفية ([4])أن لطيفة الزيات مختارة ضمن أجمل 50 أنثى في العالم لطيفة الزيات نفسها اندهشت وقالت : على مستوى الكتابة أم الجمال ؟! وقالت لها : الجمال !!  فقالت لطيفة الزيات: هذه مادة قاسية للغاية للمعالجة الكوميدي ، إن النقاد يسموا هذا (Satire) ( تقصد هجاء بالعربية!) فأنا نفسي كنت أشعر أني جامدة ولم أحلم بأني امرأة فاتنة !
كان يجب الرجوع إلى صنع الله إبراهيم ، وبخاصة بعد سوء الفهم بيننا حول مفهوم المرأة الفاضلة والمرأة العاهرة – أو المرأة السوية والمرأة الباغية .. هو يرى أنه لا يوجد هذا التقسيم ولا يقبل وجوده أو مناقشته كان اختياره  ( للطيفة الزيات ) اختيارا ًموفقا ًلأبعد حد.فهي امرأة حلت هذه المعادلة الكيميائية المعقدة وجعلت الاثنين في واحد ؟!
الأستاذ صنع الله إبراهيم " يسألني هل ( هدى المرأة الحديدية) وكاملة صاحبة عمارة مصر الجديدة المنهارة على سكانها سيدتان فاضلتان لأنهما لم يلعبا بذيلهما ؟!(وزينب السيد) وهي آخر فتاة تسقط بالدعارة طبق قراءاتي لصفحة الحوادث في الجرائد ( باغية ) لأنها مارست ذلك تحت ضغط وإلحاح ترويج سلعة والإعلان لها ودفعت ثمن ذلك وحدها مع أن صناعة الإعلان تقول ذلك ؟!إن هناك سؤال في كلية التجارة امتحن فيه طلبتها يقول هل يمكن لبائعة جميلة أن تروج سلعة بشكل أفضل لأنها جميلة؟!
قلت له : ولكن المرأة في كتاباتك هامشية ليست بطلة ، خيال ، طيف ، ثم إنها تقدم السلوك الذي يرفضه المجتمع هذا في ( تلك الرائحة ) . وفي ( بيروت .. بيروت ) .
قال :  هذا شيء آخر فأنا أعترف بذلك وأني لم أقدم المرأة قبل رواية
" ذات" لأني كنت أتحرج في الكتابة عنها وأنا لم أعرفها جيدا ً.. فلا أنا عرفتها في طفولتي ولا في مراهقتي ثم خطفني السجن بدري فلم أكتبها في رواياتي.ولكن آخر رواية " ذات " اكتملت عندي رؤية للمرأة من احتكاكي اليومي ومعارفي وجيراني وزواجي فكتبت نموذجين في رواية ذات : المرأة الضعيفة " ذات "، والمرأة القوية " همت " .
قلت له : ما دورأمك في حياتك ؟!
قال : تريد أن تحللني وعلى العموم هذا بعد جميل.. لم يكن لأمي أي دور في حياتي لسبب أنها لم تكن موجودة تركتنا بسبب مرضها وعمري خمس سنوات وتحمل والدي عبء تربيتي كلها .
قلت له : اسمح لي أن أترك لخيالي العنان فأنت بتركيبتك في ( النشأة والتكوين) وبخياراتك في الكتابة قد حاولت أن تستغنى عن معطيات المرأة الإيجابية والسلبية وتختصرها في ( فلسفة الجنس ) وتحاول من خلال الجنس أن تعرفها ؟!
قال : سيجموند فرويد له نظرية في علم النفس تقوم على الجنس وهو مختلف في النشأة والتكوين عني ، ولكنه يرى أن حياتنا تدور حول ( الجنس ) رغم أننا ننكر ذلك ولذا فأنا أعترف بأنني أعتبر الحديث عن الجنس حديث جاد وهام وأنه أحد اهتماماتي وأجتهد في حل طلاسمه وأتمنى أن أنجح في ذلك عن طريق التعبير الروائي.
قلت له : إذن لم تكن لتحزن كما فعل إحسان عبد القدوس حينما هاجمه عباس العقاد ووصفه بأديب الفراش. لو قال عنك العقاد ذلك ؟!
قال : أحزن لو قال عني العقاد غير ذلك .. إن أنيس منصور وهو تلميذ وعاشق قال عن نقد العقاد ،إن العقاد حينما ينقد : يصبح عباس محمود العضاض !!
وشربت آخر رشفة في قهوتي الباردة .. التي صنعها لي بيده صنع الله ابراهيم .وكم تمنينا أن تكون لطيفة الزيات معنا
من كتابى اعترافات نساء اديبات
-         وكالة الصحافة العربية- 2019



([1]) اعترض البرلمان المصري " مجلس الأمة وقتها " على رواية إحسان عبد القدوس ( أنف وثلاث عيون ) واتهموه بالإباحية ووصلوا إلى ما يشبه التوصية بالمصادرة .
([2]) اعترف " صنع الله " أنه اضطر لاستخدام حيلة إحسان عبد القدوس – السطور المزركشة في أحد نصوص كتاب " التجربة الأنثوية " وهو نص ( استيقاظ مود ) وإنه لم يفعل في الطابعة المغربية ( نفس التصرف ) .
  ([3])ولدت في دمياط عام 1923 وحازت على درجة الليسانس عام 1946 والدكتوراه 1957 إلى ان وصلت إلى درجة أستاذ في النقد الإنجليزي 1972 . وشغلت رئاسة قسم اللغة الإنجليزية وآدابها وتعمل حاليا أستاذا متفرغا بقسم اللغة الإنجليزية وآدابها بكلية البنات – جامعة عين شمس - وقد حصلت 1996 على جائزة الدولة التقديرية في الآداب .
وتعتبر روايتها " الباب المفتوح " من اهم الأعمال في الآداب النسائي وقد ترجمت إلى ثلاث لغات ( منها الازبكستانية ) ولها مؤلفات بالإنجليزية أهمها : نظرية هيمنجواي الأدبية ، د. لورانس ومفهوم العضوية / تحليل نقدي لرواية ( العسكر الطيب ) لفورد مادوكس.
([4])الصحفية هي : نجلاء محفوظ .
-          آخر ما سمعته من صافي ناز كاظم إنها ذهبت لها إلى المستشفى وجلست بجوارها عند احتضارها الأخير وسبحت معها ولقنتها الشهادة وكانت راضية وسعيدة بذلك.

اضف تعليق

أحدث أقدم