ما تكتبه
المرأة هل هي كتابات نسائية أم نسوية أم أنثوية ؟
هذا ما
يجيب عنه الكاتب الكبير - ذو القلم الرشيق , أشرف مصطفى توفيق في سلسلة جديدة
يبدأها بالكاتبة الكبيرة سناء البيسي نموذجا وهي
رئيس تحرير أول مجلة نسائية في مصر ( نصف الدنيا ) تصدر عن مؤسسة الأهرام وصاحبة
رواية : امرأة لكل العصور , ومئات من القصص القصيرة المنشورة
يقول
الكاتب والأديب : أِشرف مصطفى توفيق :
--------
-
" ليس هناك ما يسمى بالأدب النسائي "!
- يمكن
!!
-
" الأدب ليس له جنس "
- يجوز
!!
- " المشاعر
الإنسانية ليس لها خريطة تقسهما إلى ذكورة وأنوثة "
- لا
.. يا شيخ !!
- ألا
تصدقني ؟!
- بصراحة
.. لأ
أخذ هذا السُّؤال يتصاعَّد، مجدَّداً، منذ مطالع العقد الأخير من
القرن المنصرم مع ازدياد الاهتمام أكثر من أيِّ وقت مضى بالاستيعاب النَّقدي
بالذَّات لهذا الضَّرب من الابداع الأدبي والفنِّي الذي ينتسب على نحو أو آخر إلى
"المرأة"
تحت عناوين سجاليَّة من شاكلة "إبداع نسائي نسوي،أنثوي"وهلمَّ
جرَّا..
حيث يدور خلاف كبير بين أغلب النُّقَّاد والباحثين العرب وغير
العرب،حول استخدامات هذه المصطلحات التي ما يزال الغموض يكتنفها، في غياب
المرجعيَّة النَّظريَّة القاطعة برغم التَّداول الواسع لها.
فالمؤيِّدون لهذه الاستخدامات :
ينطلقون من طبيعة الخصوصيَّة التي تسِم الإبداع
"الأنثوي"بما يميِز قيمته ويبرِّر تصنيفه على خلاف الإبداع "
الذُّكوري" .
في حين يرى المعارضون :
عدم جواز هذه الاستخدامات انطلاقاً من كون المفترض في الإبداع
عموماً، والإبداع الأدبي بوجه خاص معالجة قضايا تهمُّ المجتمع كله لا المرأة
وحدها .
أحلام مستغانمي وغادة السمان والأدب
النسائي
فالمشهور، مثلاً، عن الجَّزائريَّة "أحلام مستغانمي" أنها لا تؤمن،أصلاً بوجود "أدب نسائي" حيث تقول :
"عندما أقرأ كتاباً فأنا لا أسأل نفسي
بالدَّرجة الأولـى، هـل الذي كـتبه رجـل أو امـرأة"
كما تنفي السُّوريَّة "غادة السَّمان" من حيث المبدأ،أيَّ تصنيف لأدبين:"نسائي ورجالي"
كذلك تعتبر مبدعات عربيَّات أخريات أن إدراج المرأة ضمن مصطلح "الإبداع النِّسائي" خسارة كبيرة للأدب،حيث ترى "سهام
بيومي" على سبيل المثال:
أن عزل"كتابة المرأة" في نوعية معينة من الإبداع يشبه عزل
"المرأة" نفسها في نوعيَّة خاصَّة من المشاكل،الأمر الذي قد يشي بنسبتها
إلى"كوكب"مغايرلـ"كوكب الرَّجل"؟
أمريكا وكتاب
جديد
وفي سنة 1966صدر في أمريكا كتاب عنوانه : (النساء
الجديدات الجريئات) حددت فيه كاتبته (فاكت) الأديبات بأنهن : من يكتبن القصة
القصيرة والطويلة أو المقالة الذاتية أو النقدية .
ما تكتبه
المرأة هل هي كتابات نسائية أم نسوية أم أنثوية ؟
هذا ما يجيب عنه الكاتب الكبير - ذو القلم الرشيق , أشرف مصطفى توفيق في سلسلة جديدة يبدأها بالكاتبة الكبيرة سناء البيسي نموذجا وهي رئيس تحرير أول مجلة نسائية في مصر ( نصف الدنيا ) تصدر عن مؤسسة الأهرام وصاحبة رواية : امرأة لكل العصور , ومئات من القصص القصيرة المنشورة
هذا ما يجيب عنه الكاتب الكبير - ذو القلم الرشيق , أشرف مصطفى توفيق في سلسلة جديدة يبدأها بالكاتبة الكبيرة سناء البيسي نموذجا وهي رئيس تحرير أول مجلة نسائية في مصر ( نصف الدنيا ) تصدر عن مؤسسة الأهرام وصاحبة رواية : امرأة لكل العصور , ومئات من القصص القصيرة المنشورة
يقول
الكاتب والأديب : أِشرف مصطفى توفيق :
--------
-
" ليس هناك ما يسمى بالأدب النسائي "!
- يمكن
!!
-
" الأدب ليس له جنس "
- يجوز
!!
- " المشاعر
الإنسانية ليس لها خريطة تقسهما إلى ذكورة وأنوثة "
- لا
.. يا شيخ !!
- ألا
تصدقني ؟!
- بصراحة
.. لأ
أخذ هذا السُّؤال يتصاعَّد، مجدَّداً، منذ مطالع العقد الأخير من
القرن المنصرم مع ازدياد الاهتمام أكثر من أيِّ وقت مضى بالاستيعاب النَّقدي
بالذَّات لهذا الضَّرب من الابداع الأدبي والفنِّي الذي ينتسب على نحو أو آخر إلى
"المرأة"
تحت عناوين سجاليَّة من شاكلة "إبداع نسائي نسوي،أنثوي"وهلمَّ
جرَّا..
حيث يدور خلاف كبير بين أغلب النُّقَّاد والباحثين العرب وغير
العرب،حول استخدامات هذه المصطلحات التي ما يزال الغموض يكتنفها، في غياب
المرجعيَّة النَّظريَّة القاطعة برغم التَّداول الواسع لها.
فالمؤيِّدون لهذه الاستخدامات :
ينطلقون من طبيعة الخصوصيَّة التي تسِم الإبداع
"الأنثوي"بما يميِز قيمته ويبرِّر تصنيفه على خلاف الإبداع "
الذُّكوري" .
في حين يرى المعارضون :
عدم جواز هذه الاستخدامات انطلاقاً من كون المفترض في الإبداع
عموماً، والإبداع الأدبي بوجه خاص معالجة قضايا تهمُّ المجتمع كله لا المرأة
وحدها .
أحلام مستغانمي وغادة السمان والأدب النسائي
فالمشهور، مثلاً، عن الجَّزائريَّة "أحلام مستغانمي" أنها لا تؤمن،أصلاً بوجود "أدب نسائي" حيث تقول :
"عندما أقرأ كتاباً فأنا لا أسأل نفسي
بالدَّرجة الأولـى، هـل الذي كـتبه رجـل أو امـرأة"
كما تنفي السُّوريَّة "غادة السَّمان" من حيث المبدأ،أيَّ تصنيف لأدبين:"نسائي ورجالي"
كذلك تعتبر مبدعات عربيَّات أخريات أن إدراج المرأة ضمن مصطلح "الإبداع النِّسائي" خسارة كبيرة للأدب،حيث ترى "سهام بيومي" على سبيل المثال:
أن عزل"كتابة المرأة" في نوعية معينة من الإبداع يشبه عزل "المرأة" نفسها في نوعيَّة خاصَّة من المشاكل،الأمر الذي قد يشي بنسبتها إلى"كوكب"مغايرلـ"كوكب الرَّجل"؟
أمريكا وكتاب جديد
وفي سنة 1966صدر في أمريكا كتاب عنوانه : (النساء
الجديدات الجريئات) حددت فيه كاتبته (فاكت) الأديبات بأنهن : من يكتبن القصة
القصيرة والطويلة أو المقالة الذاتية أو النقدية .
بين سعاد الصباح والخنساء
وقد استرحت لما توصلت إليه صاحبة كتاب النساء الجديدات، وبخاصة أنني في 1988 قد سألت الشاعرة "سعاد
الصباح" سؤالاً مباشراً أثناء توزيع جوائز مسابقتها التي فزت فيها
بجائزة ( فرع البحوث الإنسانية ) عن بحثى "المعارضة
المشروعة فى الوطن العربى" عما إذا كانت تعاني من متاعب بسبب
تصنيف الأدب إلى ( أدب نسائي وأدب رجالى)؟.. فقالت:
إن الخنساء جعلتنا خارج هذه الإشكالية فالشاعرة العربية سابقة على
الأديبة العربية بألف عام !!
أنه منذ القدم هناك فصل بين الشاعرات والأديبات!!
بل أنها قد طبقت نظريتها بقوة حينما جعلت ليلتها الشاعرية في الأوبرا
بين شاعرين من الرجال هما (الفاروقين : فاروق شوشة وفاروق جويدة ).
وكنا وقتها نتندر في الأوبرا بأن الرجل في الميراث بامرأتين، والمرأة في الشعر
برجلين!!
وأعود مرة أخرى إلى كتاب"النساء الجديدات
الجريئات" وفيه تفصيل لما سبق إجماله في التفرقة بين نعت الأدب
بالنسائية ،ونعته بالنسوية !
بين سعاد الصباح والخنساء
وقد استرحت لما توصلت إليه صاحبة كتاب النساء الجديدات، وبخاصة أنني في 1988 قد سألت الشاعرة "سعاد
الصباح" سؤالاً مباشراً أثناء توزيع جوائز مسابقتها التي فزت فيها
بجائزة ( فرع البحوث الإنسانية ) عن بحثى "المعارضة
المشروعة فى الوطن العربى" عما إذا كانت تعاني من متاعب بسبب
تصنيف الأدب إلى ( أدب نسائي وأدب رجالى)؟.. فقالت:
وكنا وقتها نتندر في الأوبرا بأن الرجل في الميراث بامرأتين، والمرأة في الشعر برجلين!!
إن الخنساء جعلتنا خارج هذه الإشكالية فالشاعرة العربية سابقة على
الأديبة العربية بألف عام !!
أنه منذ القدم هناك فصل بين الشاعرات والأديبات!!
بل أنها قد طبقت نظريتها بقوة حينما جعلت ليلتها الشاعرية في الأوبرا
بين شاعرين من الرجال هما (الفاروقين : فاروق شوشة وفاروق جويدة ).
وكنا وقتها نتندر في الأوبرا بأن الرجل في الميراث بامرأتين، والمرأة في الشعر برجلين!!
وأعود مرة أخرى إلى كتاب"النساء الجديدات
الجريئات" وفيه تفصيل لما سبق إجماله في التفرقة بين نعت الأدب
بالنسائية ،ونعته بالنسوية !
قضية أسمها أدب
المرأة..
لا يقصد بها الأدب المكتوب عن
المرأة، ولكن يقصد به الأدب الذي تكتبه المرأة
وقد خرج من أدب المرأة تسميتان نقديتان غاية في الأهمية:
الأدب النسائي والأدب النسوي
وكلا من التسميتين يهتم اهتماما مركزا بالكتابة التي يتنوع إنتاجها
بين (القصة والرواية، والمقالة.)
فالكاتبة تجعل الأدب المرتبط بحركة تحرير المرأة، وحرية المرأة
وبصراع المرأة الطويل التاريخي للمساواة بالرجل "أدباً نسائيا"
أما الأدب النسوي فهو
الأدب الذي تكتبه المرأة مستسلمة فيه لجسدها والذي فيه نلمح الأكلشيهات الكتابية
من نوع ( غرقت في بحر العسل . يلتهمها بعينيه يدللها
كقطة سيام. بدت له كقطعة القشطة )
ويركز الكتاب السابق الإشارة إليه على نوع الكتابة النسوية, فمواده
يجمع بينها أمران
-أن المؤلف دائما امرأة
- وأن الموضوع واحد وهو الجنس.
أما اوصاف الكتابة فيه فهي في أغلب الأحيان كتابة شخصية ذاتية لا تعبأ إلا
بطازج الإحساس دون رقة التعبير وهى كتابة ذات طابع ايروتيكي، جنسي.
وترى محررة الكتاب أن الكتابة الذاتية لا الموضوعية والكتابة عن الجنس أمران
طبيعيان بالنسبة للمرأة ،بل أن الكتابة عن الجنس أكثر أهمية بالنسبة لها فالمرأة
تقع في نقطة توتر بين طبيعة بيولوجية ثابتة ورؤية حديثة متغيرة وفجرت بالطبع نظرية
أن ما تكتبه المرأة إنما تكتبه بجسدها وتمليه عليها البيولوجية المختلفة عن الرجل .
المرأة الكاتبة والجنس
فالجنس هو مركز هذا المحيط النسوي ولذا فإن أسبابه ونتائجه وتأثيراته
الاجتماعية والوجدانية تشكل مادة وجود المرأة, فالتجربة الجنسية لأغلب النساء ليست
مجرد تجربة إنها محاولة للإمساك بالكون وسواء كانت حسنة أم سيئة فإنها تفرز حتما
كشفا.
وإذا كانت هذه التسميات هي التسميات الأساسية لإبداع المرأة، فقد
وجدت تسميات "فانتازيا" أخرى لكتابات المرأة هذه التسميات وجدت في الغرب
وعندنا ..
وقد خرج من أدب المرأة تسميتان نقديتان غاية في الأهمية:
الأدب النسائي والأدب النسوي
وكلا من التسميتين يهتم اهتماما مركزا بالكتابة التي يتنوع إنتاجها
بين (القصة والرواية، والمقالة.)
فالكاتبة تجعل الأدب المرتبط بحركة تحرير المرأة، وحرية المرأة
وبصراع المرأة الطويل التاريخي للمساواة بالرجل "أدباً نسائيا"
أما الأدب النسوي فهو
الأدب الذي تكتبه المرأة مستسلمة فيه لجسدها والذي فيه نلمح الأكلشيهات الكتابية
من نوع ( غرقت في بحر العسل . يلتهمها بعينيه يدللها
كقطة سيام. بدت له كقطعة القشطة )
ويركز الكتاب السابق الإشارة إليه على نوع الكتابة النسوية, فمواده
يجمع بينها أمران
-أن المؤلف دائما امرأة
- وأن الموضوع واحد وهو الجنس.
أما اوصاف الكتابة فيه فهي في أغلب الأحيان كتابة شخصية ذاتية لا تعبأ إلا
بطازج الإحساس دون رقة التعبير وهى كتابة ذات طابع ايروتيكي، جنسي.
وترى محررة الكتاب أن الكتابة الذاتية لا الموضوعية والكتابة عن الجنس أمران طبيعيان بالنسبة للمرأة ،بل أن الكتابة عن الجنس أكثر أهمية بالنسبة لها فالمرأة تقع في نقطة توتر بين طبيعة بيولوجية ثابتة ورؤية حديثة متغيرة وفجرت بالطبع نظرية أن ما تكتبه المرأة إنما تكتبه بجسدها وتمليه عليها البيولوجية المختلفة عن الرجل .
المرأة الكاتبة والجنس
فالجنس هو مركز هذا المحيط النسوي ولذا فإن أسبابه ونتائجه وتأثيراته
الاجتماعية والوجدانية تشكل مادة وجود المرأة, فالتجربة الجنسية لأغلب النساء ليست
مجرد تجربة إنها محاولة للإمساك بالكون وسواء كانت حسنة أم سيئة فإنها تفرز حتما
كشفا.
وإذا كانت هذه التسميات هي التسميات الأساسية لإبداع المرأة، فقد
وجدت تسميات "فانتازيا" أخرى لكتابات المرأة هذه التسميات وجدت في الغرب
وعندنا ..
أدب الملائكة والسكاكين
ففي السويد مثلا ظهرت تسمية للأدب الذي تكتبه المرأة بأدب سموه أدب (
الملائكة والسكاكين ).
وهو ما قلده أنيس منصور فأطلق على ما
تكتبه المرأة ( أدب الأظافر الطويلة ) أي أنها مستعدة
وهي تكتب إلى الخربشة والانتقام من الرجل؟!
ففي السويد مثلا ظهرت تسمية للأدب الذي تكتبه المرأة بأدب سموه أدب (
الملائكة والسكاكين ).
وهو ما قلده أنيس منصور فأطلق على ما
تكتبه المرأة ( أدب الأظافر الطويلة ) أي أنها مستعدة
وهي تكتب إلى الخربشة والانتقام من الرجل؟!
أنيس منصور وأدب الأظافر الطويلة
وسألت انيس منصور عن معنى ما سماه (أدب الأظافر الطويلة) فاجأبنى :
انه يحتفي به بالكتابة النسوية وفتوحات الكاتبات السوريات
واللبنانيات الممزقات لثوب الرجل “ فالحرية لها أنياب وأظافر، وإن فلسفة المرأة
الجديدة هي المخالب والأنياب تمزق بها ملابس الرجل وظلمه وخداعه"
ويقول :
أن المرأة امتدت بمخالبها لرجولة الرجل واستغنت عنها، منتهى الحرية،
والغضب واليأس أيضا
"فانيس منصور" اختار الكاتبات الشاميات من سوريا ولبنان.كتب عنهن معجبا
ولهانا،وناقدا حيرانا ؟!
فلم تستطع عنده الأديبات المصريات أن يجارين أديبات سورية ولبنان في الحديث
عن الحرية الشخصية - الجنسية مثلا - وإنما انشغلن بما هو أسهل وأسلم: الحرية
السياسية !
أنيس منصور : لطيفة الزيات حشرها الشيوعيون في مجالات معينة
وهي أدنى درجات الحرية ولذلك لم تلق "لطيفة الزيات"
حفاوة كبيرة، وإنما كعادة الشيوعيين فهم ينفخون في أي شيوعي حتى لو كان بلا موهبة،
فالمهم عندهم أن يزيدوا واحدا أو واحدة، وأن تكون مظاهرة، وأن يكون احتجاج على
الحاكم وعلى المحتل، وفي هذا المجال برزت لطيفة الزيات،ولكن لم تكن موهوبة،ولا كان
الطبل والزمر من أجلها عملا فنيا، ولم تدخل مجال الأدب،وإنما حشروها بسرعة في
مجالات السياسة الهامشية.
نوال السعداوي خسرت مصر وكسبت العالم !
مازلنا مع أنيس منصور وهو يقول : "وكان من الممكن أن تقفز
الدكتورة نوال السعداوي إلى الصفوف الأولى، فهي طبيبة تعرف الكثير،وعبارتها
قوية،وجريئة أيضا، والذي تقوله نوال السعداوي صحيح، ولكنها اختارت أن تكون مزعجة
مع أنها ليست في حاجة إلى ذلك
والفرق بينها وبين لطيفة الزيات كالفرق بين واحدة ارتدت فستانا قديما، كالعمال
والفلاحين، وبين واحدة ارتدت فستانا قصيرا شفافا لا يخفي ما تحته، لأنها حرة ترتدي
ولا ترتدي إلا ما يعجبها ومعها كل الحق في أن تكون حرة، ولكن أن تكون حريتها فقط
أن تتعرى وأن تلعن كل من يعترضها أو يعارضها وهذه غلطتها، وهي لذلك فقدت قضيتها
وخسرت"الكاتبة"احترام الناس لها في مصر، وإن كانت قد كسبتهم في أماكن
أخرى من العالم! ..
وسألت انيس منصور عن معنى ما سماه (أدب الأظافر الطويلة) فاجأبنى :
انه يحتفي به بالكتابة النسوية وفتوحات الكاتبات السوريات
واللبنانيات الممزقات لثوب الرجل “ فالحرية لها أنياب وأظافر، وإن فلسفة المرأة
الجديدة هي المخالب والأنياب تمزق بها ملابس الرجل وظلمه وخداعه"
ويقول :
أن المرأة امتدت بمخالبها لرجولة الرجل واستغنت عنها، منتهى الحرية،
والغضب واليأس أيضا
"فانيس منصور" اختار الكاتبات الشاميات من سوريا ولبنان.كتب عنهن معجبا ولهانا،وناقدا حيرانا ؟!
فلم تستطع عنده الأديبات المصريات أن يجارين أديبات سورية ولبنان في الحديث عن الحرية الشخصية - الجنسية مثلا - وإنما انشغلن بما هو أسهل وأسلم: الحرية السياسية !
أنيس منصور : لطيفة الزيات حشرها الشيوعيون في مجالات معينة
وهي أدنى درجات الحرية ولذلك لم تلق "لطيفة الزيات"
حفاوة كبيرة، وإنما كعادة الشيوعيين فهم ينفخون في أي شيوعي حتى لو كان بلا موهبة،
فالمهم عندهم أن يزيدوا واحدا أو واحدة، وأن تكون مظاهرة، وأن يكون احتجاج على
الحاكم وعلى المحتل، وفي هذا المجال برزت لطيفة الزيات،ولكن لم تكن موهوبة،ولا كان
الطبل والزمر من أجلها عملا فنيا، ولم تدخل مجال الأدب،وإنما حشروها بسرعة في
مجالات السياسة الهامشية.
نوال السعداوي خسرت مصر وكسبت العالم !
مازلنا مع أنيس منصور وهو يقول : "وكان من الممكن أن تقفز
الدكتورة نوال السعداوي إلى الصفوف الأولى، فهي طبيبة تعرف الكثير،وعبارتها
قوية،وجريئة أيضا، والذي تقوله نوال السعداوي صحيح، ولكنها اختارت أن تكون مزعجة
مع أنها ليست في حاجة إلى ذلك
والفرق بينها وبين لطيفة الزيات كالفرق بين واحدة ارتدت فستانا قديما، كالعمال والفلاحين، وبين واحدة ارتدت فستانا قصيرا شفافا لا يخفي ما تحته، لأنها حرة ترتدي ولا ترتدي إلا ما يعجبها ومعها كل الحق في أن تكون حرة، ولكن أن تكون حريتها فقط أن تتعرى وأن تلعن كل من يعترضها أو يعارضها وهذه غلطتها، وهي لذلك فقدت قضيتها وخسرت"الكاتبة"احترام الناس لها في مصر، وإن كانت قد كسبتهم في أماكن أخرى من العالم! ..
إحسان عبد القدوس
وأدب الروج والمانيكير
ثم أوجد إحسان عبد القدوس تسمية أخرى حينما سمى أدب المرأة :
بأدب (الروج،والمانيكير) .
لأنه يرى أن أدبها أدب صوتي وأدب شكلي تعتني فيه بالتأثير
الرنيني والتخيلي عن طريق اختيار الجملة والعبارة دون التدقيق في الموضوع ..
مشكلة الأدب النسائي
ولكن ما هي مشكلة الأدب النسائي أو أدب المرأة أو الأدب الذي تكتبه
المرأة بأي تسمية؟!
هناك مشكلة نقدية فالدكتورة سوسن ناجي في رسالتها التي حصلت بها على
درجة الماجيستير عن دراستها للرواية النسائية في مصر ( 1888 - 1985 ) اقرت أن
موضوع دراسة أدب المرأة يعتبر بكرا بالنسبة للتجربة الأدبية الحديثة، لأن النقاد
والدارسين ينظرون إلى كتابات المرأة باعتبارها فناً لم ينضج بعد ولم يتبلور في
آدابنا، بحيث يبدو من الصعوبة بمكان دراسته أو دراسة تطوره.؟!
وإذا كانت سوسن ناجي تعتبر أن
المشكلة نقدية، فإن الكاتبة والأديبة سلوى بكر لها رأي آخر ..
إنها تعتبرها مشكلة ذكورية سببها الرجل، فهي ترى المرأة المثقفة في الأدب
تبدو عادة قبيحة ، عجفاء ، بنظارة سميكة ، وهي تذكر وصف إحسان عبد القدوس لمناضلة
ماركسية في إحدى رواياته بأنها (خالية من الأنوثة ولا تنزع الشعر عن ساقيها
وزراعيها (
بل أنها تذكر أيضا هذا الأديب الذي كتب في واحدة من قصصه
" أحب الحركة النسائية عندما تكون في فراشي "
فهناك اتهام للرجل بانه لا يهتم بشيء إلا إذا كان في
فراشه !
أما د. نوال السعداوي فإنها
تعتبرها مشكلة جودة واختيار وإن كانت تجعل الرجل هو المسئول عن اختيار الأضعف وترك
الأجود .
فقد كتبت بعد عودتها من أمريكا في 15/5/96 بجريدة الأهالي تقول :
" منذ أكثر من شهرين أرسلت نسخة من كتابي الأخير (أوراق حياتي)
لكن مثل هذا العمل الأدبي ليس له مساحة في أي مجلة أدبية أو غير أدبية فالمساحة
كلها يشغلها الرجال فوق الستين والشابات تحت الثلاثين أرى صورهن وشعورهن الطويلة
وتحت كل صورة خبر أدبي أو غير أدبي ؟! وسألت الناس عن سبب هذه الظاهرة. فقالوا :
إن معظم رؤساء تحرير المجلات والصحف في مصر وكذلك المسئولين عن الصفحات الأدبية أو
النقد الأدبي معظمهم تجاوزوا الستين من العمر وأكثرهم بالطبيعة ينجذبون إلى
الشابات بحكم مقاومة الفناء لهذا السبب يتم تجاهل الأديبات والمفكرات إذا تجاوزن
الأربعين او الخمسين فمابال الأمر من تجاوزت الستين من العمر ؟!"..
وقد قالت نفس العبارة او قريبة منها د. لطيفة الزيات بعد
أن فازت بجائزة الدولة التقديرية : عندي أعمال تحتاج
إلى الإحتضان في زمن صرت عجوزة فيه على الإحتضان !!
أما الكاتبة عائشة أبو النور فهي
ترى ان مشكلة الأدب النسائى هي قضية الرجل المتلقي (القارئ والناقد
) حينما يصنع بخياله المريض تطابق بين الكاتبة وأبطال قصصها
فتقول وإذا كنت أنا نفسي
وأنا أقرأ ليوسف إدريس كنت اتصوره هو البطل، فى كل قصصه ولكن المراهقة
الفكرية تنتهى بمجرد النضوج.
ليبقى نفس المعنى ونفس الكلام , الرجل هو السبب
تعددت الاوتار والنغم واحد سواء ، لأنه لا يهتم أصلا ، أو أنه لا يهتم إلا
بالجميلات، أو إنه يهتم بالنساء لذاته الذكورية ، ولا يهتم بالنساء لذواتهن
أما د. نوال السعداوي فإنها تعتبرها مشكلة جودة واختيار وإن كانت تجعل الرجل هو المسئول عن اختيار الأضعف وترك الأجود .
فقد كتبت بعد عودتها من أمريكا في 15/5/96 بجريدة الأهالي تقول :
" منذ أكثر من شهرين أرسلت نسخة من كتابي الأخير (أوراق حياتي) لكن مثل هذا العمل الأدبي ليس له مساحة في أي مجلة أدبية أو غير أدبية فالمساحة كلها يشغلها الرجال فوق الستين والشابات تحت الثلاثين أرى صورهن وشعورهن الطويلة وتحت كل صورة خبر أدبي أو غير أدبي ؟! وسألت الناس عن سبب هذه الظاهرة. فقالوا : إن معظم رؤساء تحرير المجلات والصحف في مصر وكذلك المسئولين عن الصفحات الأدبية أو النقد الأدبي معظمهم تجاوزوا الستين من العمر وأكثرهم بالطبيعة ينجذبون إلى الشابات بحكم مقاومة الفناء لهذا السبب يتم تجاهل الأديبات والمفكرات إذا تجاوزن الأربعين او الخمسين فمابال الأمر من تجاوزت الستين من العمر ؟!"..
وقد قالت نفس العبارة او قريبة منها د. لطيفة الزيات بعد أن فازت بجائزة الدولة التقديرية : عندي أعمال تحتاج إلى الإحتضان في زمن صرت عجوزة فيه على الإحتضان !!
سناء البيسي نموذجا غير متوقع !
وعن دار سعاد الصباح بغلاف لحلمي التوني في 213 صفحة من القطع
المتوسط تحوي أكبر عدد من القصص القصيرة رأيته في مجموعة قصصية لكاتبه ( 39 ) قصة
! وحينما تتصفح هذه المجموعة تتساءل : من أين أتت هذه الناعمة، الهادئة ، المحبة
للظل سناء البيسي بهذه الأبجديات
لقد وضعت حروفها في الفرن الأنثوي فأصبحت طازجة وساخنة دوما ً؟! أسقطني في هوى هذه المجموعة هذا العنوان الشهرزادي الجميل ( الكلام المباح )
أعادتني لعصر الرجل " شهريار " حينما كانت المرأة تحكي له لتهذبه وتعلمه وتعامله كطفل صغير لا أن تقف في وجهه رأسا ًبرأس وعراكا ًونكدا ًوكنت أعتقد أن سناء البيسي آخر كاتبه يمكن أن توصف كتاباتها بالنسائية فهي لا تحب أن تسير في مظاهرات الأبجديات الموصوفة ( بالفيمنيزم ) ولكنها تحب أن تعيد للأشياء فطرتها وحلاوتها ..فهل أنا واهم؟
وقد أهدت هذه المجموعة لابنها هشام بعبارة مختصرة ( إلى هشام ..
ابنا ًوصديقا ً) وقررت أن تربط مجموع هذه القصص بأمومتها
وابنها لا أعرف أهذا عن قصد ، أو بدون قصد ؟!
ولأنه قرة العين..وتخاف عليه من الهوا الطاير ..
اعطت المجموعة خبرتها الانثوية الشهرزادية .. وفي كل قصة تلمح قلب
الأم ونصائحها، وهذا واضح من عناوين وجوهر موضوعات المجموعة :
صورة روميو، فستان الزفاف، ديك برعي ، كيد النساء ، ظمأ الشفاه ،
العصمة في يدي ، لأنه بلغ الأربعين وغيرها ..
فالمرأة تنسب حينما تلد لأمومتها قبل أن تنسب لجنسها !! إنها في هذه المجموعة لا تقف مع حواء طول الوقت وإنما تقف مع آدم معظم الوقت والمجموعة يصعب عرضها فهي خطاب غير مباشر منسوج الأبجديات بشكل رقيق لا تعرف فيه كيف نطقت بلهجات الناس ومشاعر البشر بدون خورج على اللغة العربية ..
وها أنا أختار واحدة من قصصها ( كيد النساء )
:
- فجأة كإعصار دخلت فاطمة تسب العيال والعيشة والفقر وحماتها والغائب
النذل الهارب من مسئولية تهد الجبال..تنبهت لوجوده عندما سعل التقت عيناهما
, غادة فارهة لينه . فهدة مثارة . يخرب بيتك يا متولي .. قاعد هناك تعبئ رمال
صحراء في صدرك وتارك ست الحسن والجمال هنا وحدها ترعى في غابات المدينة .. عيون
بلون السماء في وجه دقيق باسم الغضب .. الشعر ذهبي هفهاف يستعصى على التصنيف ..
مقاييس صدر متمرد جهنمي الترويض ..
( واسمع هذا الوصف ( دست النقود في فتحة صدرها
كأنها لم تسمعه بعد أن منحته كرشوة ضحكة لعوب .. )
أما القصة فعن معاناة عمال التراحيل في الغربة وآه منها غربة
.. حينما يكون مع هذه المعاناة نساء لهن كيد ( فاطمة ) ..
تصف الغربة بأوصاف حركية ووقائع لا بطريقة معنوية فتقول : ( ريس الأنفار طاف بالعمال محذرا ًيكشف نقاب الحقيقة عن قسوة الحياة الجديدة فيها الخطر متربص فيكل ثقب وركن ..لا تحركوا صخرا ًإلا بحذر ، ولا تجلسوا على الأرض بجوار براميل الوقود فالثعابين تعشق رائحة الزفارة ، فتشوا الفراش قبل النوم ولا تطردوا الخنافس من خيامكم ، لأنها عدو العقارب .
( وتكتب عن غواية فاطمة لأحد أصدقاء زوجها الذي جاء إليها حاملا ًنقودا ًوخطابا ًمن زوجها فيكون هذا الموقف على لسان ذلك الصديق ) :
- ساعة الحظ يشتريها ابن آدم بعمره ! .. بنت عمه هناك
كالرصد قاعدة له في الانتظار مثل الموت..حمل التليفزيون وأقمشة الشقيقات إلى فاطمة
ليجلس بجوارها على الكنبة ثلاثين يوما ًيتعشى كفتة وطرب من حاتي أشارت عليه به ،
وتميل فوقه فاطمة بكوب تمر هندي مثلج ناضح العرق. تشهق بالتأثر من صراخ تراجيديا
أحداث فيلم فيضع يده على كتفها مواسيا ًوينسى أن يسحبها .. ويسب في سره متولي ومن
أنجبه..مع أن متولي هذا هو صديقه وبلدياته أعطاه تحويشة العمر ليعطيها لزوجته
فاطمة،فقعد بجوارها لم ينس صديقه وحده..بل نسى نفسه أيضا ً!!
وهكذا كلما قرأت قصة من مجموعتها قلت: الله يا ست ..
فأنا أشارك مفيد فوزي في أن سناء البيسي مطربة الكاتبات ..
إن ما تكتبه
موال عراقي أو توشيحه أندلسية أو طقطوقة من الموسيقى العربية لسيد درويش ..
فالعبارات براح .. واللغة
طيعة .. والمترادفات متتالية كموج البحر .. والكلمة ( بتجري ورا الكلمة عايزة
تطولها ) .. والنفس طويل .. دفقة واحدة وتتابع منسجم
وآه من سخريتها .. إنها تكتب نوع من الأدب الساخر عالي المستوى ، أي
مادة قاسية للغاية تعالجها معالجة كوميدية
تسمى الأستاذة لطيفة الزيات رحمها الله هذا
النوع ( Satire ) أو
هجاء ساخر وها أنا أفتح قوس لهذه السخرية ( زوج تجبر، مصعد بلافته معطل،ميلاد نجمة
في عرض مستمر ، عتاه يرتعون في الحصانة ، ألفاظ خارجة على لسان محجبة، أرقام
الإدمان في بلد مقطوعة النفس ، حتمية أن خارجة تحمل الأم في منتصف يونيو ليفي
الأبن السن القانونية لحظة تقديم أوراقه للدراسة ، وشهادة تبلها وتشرب منقوعها ،
ومسبحة بين أصابع عابث و ...... و ...... ) وهي تفعل كل هذا برقة همسة ناي وبوداعة
قطة سيام أشبعها الدفء وبقفشة أنس لشلة أحبه في آخر الليل .
وحينما وصلت في قصتها ( العصمة في يدي )
لأخر فقرة : حجتي في غياب يومين بحقيبة سفر كانت رحلة ثقافية لعضوات
الجمعية،يعارض زوجي بصخب مزيف ويعونه تلمع بسعادة خفية، يا سيدي عندك وهيبة لهلوبة
تلبي أي حاجة..في الثامنة أدرت مفتاحي تصحبني شقيقته السمجة وزوجها الكريه وأبوه
المتغطرس وصديقه فحل القانون ، مع صاحبتي المفضلة ، باقة شهود دعوتهم مستغيثة على
عجل.في حجرة نومي طرح الصديق على زوجي ملاءة وهرولت وهيبة من قسوة المفاجأة تقر
باكية بدموع حقيقية..و ..أصبحت العصمة في يدي والعمارة والأسهم والفدادين
باسمي،وأسأله وأنا خارجة هل تريد شيئا ً.. يهمس بخشوع .. سلامتك !!
يا بنت الإيه إنها نفس موضوع ( إحسان عبد القدوس ) في قصة ( القط أصله أسد )
ولكن سناء أشطر في الحبكة والعقدة القصصية ..فالقصة تحكي عن الرجل الحمش وكيف
تستطيع المرأة أن تقلم أظافره نسخة عصرية لأسطورة شمشون ودليلة
ومرة أخرى وقصة آخرى بالمجموعة لقد اكتشفت الزوجة حقيقة زوجها أمام ( رقصة
لراقصة ) وتصف سناء ذلك :
" عجيب امر بعض الأزواج في بلدي وبينهم السيد
زوجي ، فرغم جلوسهم فوق مقاعد لها سلطة وجاه وسطوة وثروة وسلطان إلا إنهم لا
يستحون.هؤلاء رغم أقنعتهم الرصينة اللاصقة وتدريباتهم المتمرسة في اتخاذ سمات وقار
أوصلهم لمكانتهم المرموقة ، إلا انهم مذلون مهانون أمام جسد يتموج ، تستطيع
أن تتسلل إلى كواليسهم في لحظات معينة لترى حقيقتهم بلا رتوش ، وعندما يستدعى
الأمر وجودهم عن قصد أو بلا قصد في دائرة إشعاع راقصة تتثنى على واحدة ونص ، فما
أن تسيطر موسيقى الغاب ويمتلئ الجو بصخب دفوف واصداح صاجات وطرقات رتم طبلة بدائية
الدعوة حتى تفاجأ بصنف أولئك الاوغاد وقد نسوا الزوجة والبيت والعيال والمركز
والمرؤوسين واللجان وقيم المجتمع وجرائد المعارضة ومشدات الهيبة وعادوا إلى بلاهة
طبيعتهم البكر، قرودا ًعابثة كثيفة الشعر بأفواه لاهثة وصدور متهدجة وعواء جوعى
وظمأ شره عنيف حار. لا شعوريا ًيتكالبون بمسام مفتوحة على مركز مغناطيسية الإغراء
حيث الأنثى الراقصة تشرخ غلالاتها انطلاقات سيقان عارية تتجاوب إطلالاتها المدربة
مع ارتعاشه أسطح عارية تضغط ثناياتها عناقيد مطرزة بوهج الأصداف ، توزع تموجات
مهاراتها حبة فوق وحبة تحت ، فيقوم الصدر الوفير بأداء منفرد ، ويتوهج طغيان الخصر
ليقود كمايسترو بنوايا ماكرة عزفا ًجماعيا ً"
وتقرر أن تسحب الراقصة لبيتها لتحول رجلها وأسدها لقط ويأتي نسج سناء البيسي
" بلا لف ولا دوران أريدك في بيتي تفرغا ًكاملا ًوسأجزي بك العطاء ،
لا تهمني لا أمانة ولا شرف . لقمة العيش عندي لها مذاق آخر .. بمنتهى الصراحة
أريدك عونا ًفي خراب بيتي . السبيل الوحيد للانتقام ممن أذاقني الهوان ألوانا ً..
الموهوبة التقطت مرادي ومكيدتي على الفور . ذكاء قطري حاذق .. تحت أمرك
يا ست هانم . قمت بهذا الدور مرات ومرات بمشيئة المولى لن يخرب بيتك
وسعادة البيه . سيصبح من بعدي مثل الخاتم في إصبعك،وطلبت الراقصة:المطلوب معلومات
بسيطة "
وتبهرني سناء البيسي بمرادفاتها ودقتها فهذه هي المعلومات المطلوبة ( لون سيادته
المفضل ، ونوع الرائحة التي تستهويه ، وفصيلة القماش الذي يحركه ، واوقات مزاج
قهوته ، ولحظات سجيته ، ومذاق شوربته ، وطبقه المفضل ، ودندنة حلاقته ، وتاريخ
مرضه وزجاجات دوائه ، وسمك نظارته ، وساعات نومه ، ومراسيم يقظته ، ونقاط ضعفه ،
وغرابة عاداته )
إنها معركة حربية في شكل خراب أسري للبيوت..
ثم أسمع كلام الراقصة وكيف تقمصت الراوية شخصيتها واستعارت لسانها
دون أن تخل ولو بعبارة واحدة بالذوق او اللغة العربية " إنها تقول :
(عملت مع بهاوات يلعبون في أنوفهم وأصابع أقدامهم، وغيرهم يتركون باب
الحمام مواربا ً، ونوع يدور في الحجرات بأدق الملابس الداخلية ..)
وقلت في
نفسي لماذا سناء البيسي متوارية ومختفية كنباتات الظل ، في مكتبها عن شمس الحركة
النقدية لماذا هي راضية أن تكون مجرد فرع أخضر يكتب في بلاط صاحبة الجلالةمع أنها
كاتبة قصة مقدمة ومميزة ولا يجاريها فيما تكتبه أحد !!
-----
بقلم / أشرف مصطفى توفيق
كاتب وأديب وعضو اتحاد الكتاب
صدر له العديد من الروايات والكتب
نساء الملك فاروق
رواية جاسو
صباح الخير ايها العشاق
وعدد من المؤلفات القانونية
فأنا أشارك مفيد فوزي في أن سناء البيسي مطربة الكاتبات ..
إن ما تكتبه
موال عراقي أو توشيحه أندلسية أو طقطوقة من الموسيقى العربية لسيد درويش ..
وآه من سخريتها .. إنها تكتب نوع من الأدب الساخر عالي المستوى ، أي
مادة قاسية للغاية تعالجها معالجة كوميدية
تسمى الأستاذة لطيفة الزيات رحمها الله هذا
النوع ( Satire ) أو
هجاء ساخر وها أنا أفتح قوس لهذه السخرية ( زوج تجبر، مصعد بلافته معطل،ميلاد نجمة
في عرض مستمر ، عتاه يرتعون في الحصانة ، ألفاظ خارجة على لسان محجبة، أرقام
الإدمان في بلد مقطوعة النفس ، حتمية أن خارجة تحمل الأم في منتصف يونيو ليفي
الأبن السن القانونية لحظة تقديم أوراقه للدراسة ، وشهادة تبلها وتشرب منقوعها ،
ومسبحة بين أصابع عابث و ...... و ...... ) وهي تفعل كل هذا برقة همسة ناي وبوداعة
قطة سيام أشبعها الدفء وبقفشة أنس لشلة أحبه في آخر الليل .
وحينما وصلت في قصتها ( العصمة في يدي )
لأخر فقرة : حجتي في غياب يومين بحقيبة سفر كانت رحلة ثقافية لعضوات
الجمعية،يعارض زوجي بصخب مزيف ويعونه تلمع بسعادة خفية، يا سيدي عندك وهيبة لهلوبة
تلبي أي حاجة..في الثامنة أدرت مفتاحي تصحبني شقيقته السمجة وزوجها الكريه وأبوه
المتغطرس وصديقه فحل القانون ، مع صاحبتي المفضلة ، باقة شهود دعوتهم مستغيثة على
عجل.في حجرة نومي طرح الصديق على زوجي ملاءة وهرولت وهيبة من قسوة المفاجأة تقر
باكية بدموع حقيقية..و ..أصبحت العصمة في يدي والعمارة والأسهم والفدادين
باسمي،وأسأله وأنا خارجة هل تريد شيئا ً.. يهمس بخشوع .. سلامتك !!
يا بنت الإيه إنها نفس موضوع ( إحسان عبد القدوس ) في قصة ( القط أصله أسد ) ولكن سناء أشطر في الحبكة والعقدة القصصية ..فالقصة تحكي عن الرجل الحمش وكيف تستطيع المرأة أن تقلم أظافره نسخة عصرية لأسطورة شمشون ودليلة
ومرة أخرى وقصة آخرى بالمجموعة لقد اكتشفت الزوجة حقيقة زوجها أمام ( رقصة لراقصة ) وتصف سناء ذلك :
" عجيب امر بعض الأزواج في بلدي وبينهم السيد
زوجي ، فرغم جلوسهم فوق مقاعد لها سلطة وجاه وسطوة وثروة وسلطان إلا إنهم لا
يستحون.هؤلاء رغم أقنعتهم الرصينة اللاصقة وتدريباتهم المتمرسة في اتخاذ سمات وقار
أوصلهم لمكانتهم المرموقة ، إلا انهم مذلون مهانون أمام جسد يتموج ، تستطيع
أن تتسلل إلى كواليسهم في لحظات معينة لترى حقيقتهم بلا رتوش ، وعندما يستدعى
الأمر وجودهم عن قصد أو بلا قصد في دائرة إشعاع راقصة تتثنى على واحدة ونص ، فما
أن تسيطر موسيقى الغاب ويمتلئ الجو بصخب دفوف واصداح صاجات وطرقات رتم طبلة بدائية
الدعوة حتى تفاجأ بصنف أولئك الاوغاد وقد نسوا الزوجة والبيت والعيال والمركز
والمرؤوسين واللجان وقيم المجتمع وجرائد المعارضة ومشدات الهيبة وعادوا إلى بلاهة
طبيعتهم البكر، قرودا ًعابثة كثيفة الشعر بأفواه لاهثة وصدور متهدجة وعواء جوعى
وظمأ شره عنيف حار. لا شعوريا ًيتكالبون بمسام مفتوحة على مركز مغناطيسية الإغراء
حيث الأنثى الراقصة تشرخ غلالاتها انطلاقات سيقان عارية تتجاوب إطلالاتها المدربة
مع ارتعاشه أسطح عارية تضغط ثناياتها عناقيد مطرزة بوهج الأصداف ، توزع تموجات
مهاراتها حبة فوق وحبة تحت ، فيقوم الصدر الوفير بأداء منفرد ، ويتوهج طغيان الخصر
ليقود كمايسترو بنوايا ماكرة عزفا ًجماعيا ً"
وتقرر أن تسحب الراقصة لبيتها لتحول رجلها وأسدها لقط ويأتي نسج سناء البيسي " بلا لف ولا دوران أريدك في بيتي تفرغا ًكاملا ًوسأجزي بك العطاء ، لا تهمني لا أمانة ولا شرف . لقمة العيش عندي لها مذاق آخر .. بمنتهى الصراحة أريدك عونا ًفي خراب بيتي . السبيل الوحيد للانتقام ممن أذاقني الهوان ألوانا ً.. الموهوبة التقطت مرادي ومكيدتي على الفور . ذكاء قطري حاذق .. تحت أمرك يا ست هانم . قمت بهذا الدور مرات ومرات بمشيئة المولى لن يخرب بيتك وسعادة البيه . سيصبح من بعدي مثل الخاتم في إصبعك،وطلبت الراقصة:المطلوب معلومات بسيطة "
وتبهرني سناء البيسي بمرادفاتها ودقتها فهذه هي المعلومات المطلوبة ( لون سيادته المفضل ، ونوع الرائحة التي تستهويه ، وفصيلة القماش الذي يحركه ، واوقات مزاج قهوته ، ولحظات سجيته ، ومذاق شوربته ، وطبقه المفضل ، ودندنة حلاقته ، وتاريخ مرضه وزجاجات دوائه ، وسمك نظارته ، وساعات نومه ، ومراسيم يقظته ، ونقاط ضعفه ، وغرابة عاداته )
إنها معركة حربية في شكل خراب أسري للبيوت..
ثم أسمع كلام الراقصة وكيف تقمصت الراوية شخصيتها واستعارت لسانها
دون أن تخل ولو بعبارة واحدة بالذوق او اللغة العربية " إنها تقول :
(عملت مع بهاوات يلعبون في أنوفهم وأصابع أقدامهم، وغيرهم يتركون باب
الحمام مواربا ً، ونوع يدور في الحجرات بأدق الملابس الداخلية ..)
وقلت في
نفسي لماذا سناء البيسي متوارية ومختفية كنباتات الظل ، في مكتبها عن شمس الحركة
النقدية لماذا هي راضية أن تكون مجرد فرع أخضر يكتب في بلاط صاحبة الجلالةمع أنها
كاتبة قصة مقدمة ومميزة ولا يجاريها فيما تكتبه أحد !!
-----
بقلم / أشرف مصطفى توفيق
كاتب وأديب وعضو اتحاد الكتاب
صدر له العديد من الروايات والكتب
نساء الملك فاروق
رواية جاسو
صباح الخير ايها العشاق
وعدد من المؤلفات القانونية