ما هي قوات فاغنر وعلاقتها بالجيش الروسي

في عام 2014 كان العالم على موعد مع تأسيس مجموعة فاغنر الروسية القتالية وكانت تتألف من بضعة آلاف من المرتزقةممن حصلوا على تدريب جيد.

ويعتقد الكثيرين من المحللين أن معظمهم من قدامى المحاربين وعناصر سابقة في وحدات النخبة العسكرية الروسية

وفي نفس عام التأسيس جرى تكليفها بأولى مهامها علنا في شبه جزيرة القرم

حيث ساعد مرتزقتها، ممن يرتدون ملابس رسمية، القوات الانفصالية المدعومة من روسيا على السيطرة على القرم حينذاك.

ومع اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا، جرى حشد مرتزقة فاغنر في بداية الحرب لتعزيز القوات الروسية المتمركزة على الخطوط الأمامية

لكن مع استمرار الحرب، تزايد الاعتماد على عناصر فاغنر بشكل متزايد في المعارك الحاسمة  خاصة على جبهات باخموت وسوليدار.

عناصر فاغنر .. من هم؟

شركة “فاغنر” العسكرية الروسية موجودة قبل أعوام من اندلاع الحرب في أوكرانيا،

لكن مع تزايد خسائر روسيا في حرب أوكرانيا، بدأ مالك الشركة، يفغيني بريغوزين، والذي يعد أحد أبرز الأوليغارش الروس المعروف باسم “طباخ بوتين”، في توسيع المجموعة من خلال تجنيد سجناء روس وعناصر مدنية روسية وأجنبية.

وقد ظهر بريغوزين في مقطع فيديو في سبتمبر/ أيلول الماضي وهو يتحدث إلى سجناء في باحة سجن روسي

ويعدهم بأنه في حالة سفرهم إلى أوكرانيا للقتال لمدة ستة أشهر، فسوف يتم تخفيف فترات العقوبة بحقهم.

وتشير التقديرات إلى أن عشرين ألفا من عناصر مجموعة فاغنر يقاتلون حاليا في أوكرانيا.

ورغم انخراطهم بشكل متزايد في الحرب، إلا أنه لا يمكن الوقوف على فاعلية عناصر فاغنر في ساحات المعارك بشكل قاطع، فيما يقول خبراء إن فاغنر تكبدت خسائر بشرية كبيرة دون إحراز تقدم كبير يصب في صالح القوات الروسية.

مخالفةٌ للدستور الروسي ! 

ولا يجيز الدستور الروسي إنشاء شركات عسكرية خاصة أو جيش مرتزقة؛ إذ ينص على أن مسؤولية الأمن والدفاع  عن البلاد تقع على عاتق الدولة دون غيرها

فيما يحظر القانون الروسي على المواطنين الروس العمل كمرتزقة.

ورغم ذلك فإن القانون يسمح للشركات التي تديرها الحكومة بإنشاء وامتلاك قوات أمن مسلحة خاصة

وهي ثغرات قانونية تمثل منطقة رمادية شبه قانونية تتيح لمجموعة فاغنر بالعمل.مالك مجموعة فاغنر يفغيني بريغوزين الذي يُعرف أيضا باسم طباخ بوتين

مالك مجموعة فاغنر يفغيني بريغوزين الذي يُعرف أيضا باسم “طباخ بوتين”

وتنتشر عناصر فاغنر في بلدان أفريقية لتوفير الدعم والأمن لشركات التعدين الروسية والشركات التي تعمل معها، فيما جرى اتهام روسيا باستخدام فاغنر للسيطرة على الموارد الطبيعية في أفريقيا فضلا عن التأثير على الشؤون السياسية والصراعات في دول مثل ليبيا والسودان ومالي ومدغشقر.

وقد نشطت مجموعة فاغنر أيضا في سوريا.

لكن روسيا ليست الدولة الوحيدة في العالم التي تمتلك شركات عسكرية خاصة

بل يمتد الأمر إلى دول مثل الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا والعراق وكولومبيا، إذ تمتلك هذه الدول شركات عسكرية خاصة تعمل داخلها وخارجها.

بيد أن هذه الشركات العسكرية الخاصة تعمل بشكل متواضع.

وقد دقت المحكمة الجنائية الدولية والأمم المتحدة ناقوس الخطر حيال ظاهرة انتشار  المرتزقة والشركات العسكرية والأمنية الخاصة  في النزاعات المسلحة التي تعصف بالكثير من بلدان العالم.

رعاية الدولة الروسية

لكن اللافت في مجموعة فاغنر يتمثل في علاقتها الوثيقة مع الحكومة الروسية، فضلا عن نطاق انتشارها الكبير.

ففي الوقت الذي تنصب فيه مهمة العناصر، التي تعمل في الشركات العسكرية الخاصة الأخرى على توفير الخدمات الأمنية، انخرطت عناصر فاغنر في تنفيذ مهام كبيرة في نزاعات وحروب أهلية، فضلا عن تضرر سمعتها بسبب تبنيّ عناصرها أفكارا يمينيةً متطرفةً.يقول مالك مجموعة فاغنر إن عناصرها لعبوا دورا محوريا في القتال الذي دار في سوليدار و باخموت

يقول مالك مجموعة فاغنر إن عناصرها لعبوا دورا محوريا في القتال الذي دار في سوليدار و باخموت

وقد ارتبط ديمتري أوتكين، العميد السابق في الجيش الروسي والذي أسس المجموعة، بعلاقات وثيقة بمنظمة “ذئاب الليل”

وهي كيان متطرف قومي مشهور بتعصبه العرقي للبيض ويُعَدُّ ناديا للدرجات النارية

لكنه يخضع لعقوبات من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.

ويُعتقد أن هذا النادي يحظى بدعم من الحكومة الروسية

فيما تنتشر صور على منصات التواصل الاجتماعي تُظهر عناصر فاغنر  وهم يروجون لأفكار وخطابات منظمة “ذئاب الليل” اليمينية المتطرفة.

توترات وتمرد :

تشهد العلاقة حاليا توترات بين قوات فاغنر وبين الحكومة الروسية ووزارة الدفاع الروسي تحديدا بسبب اتهام قائد قوات فاغنر للجيش الروسي بقصف عناصر تابعة له وتوعد بالانتقام من الجيش الروسي

وأصبحت توصف تلك القوات حاليا بالمتمردة

في نفس الوقت فإن الرئيس بوتين وجه بدوره تهديدا عاما لتمرد قوات فاغنر وأنه لن يسمح لأحد بتهديد أمن موسكو

وتجري الآن محاولات لاحتواء الأزمة

اقرأ أيضا : “لم يشعروا بشي” هكذا لقي ضحايا الغواصة تينان مصرعهم

اضف تعليق

أحدث أقدم